رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصر بدون السيسي.. «نعيم ولا جحيم».. مناظرة ساخنة جدًا

عز العرب والسيسي
عز العرب والسيسي ومعصوم مرزوق


مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة، يثار الحديث الخاص بتمسك الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحكم، وبسعيه الدائم للسيطرة على كل مؤسسات الدولة، فضلا عن «الولاء التام» له من كل الأجهزة والجهات السيادية، مثل الجيش، والداخلية.


وخلال مؤتمر الشباب الأخير الذي عقد في الإسماعيلية، أقسم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالله «3 مرات»، بأنه لن يستمر في الحكم ثانية واحدة، إذا أراد الشعب ذلك، وهو الأمر الذي كان سببًا في وجود فريقين يختلفان في الشأن الخاص بـ«ببقاء السيسي» في حكم.


الفريق الأول يرى أن وجود السيسي، الفترة القادمة، ضروري لتثبيت الدولة المصرية، ووضعها على الطريق الصحيح، وإنقاذها من المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضدها، ومواصلة الإنجازات التي بدأها، وعلى رأسها الحرب على الإرهاب، وتجديد الخطاب الديني، والمشروعات القومية الكبرى.


أما الفريق الثاني، فيرى أن مصر بدون الرئيس عبد الفتاح السيسي ستكون أكثر أمنا واستقرارا ورفاهية، باعتبار أن الدولة المدنية القائمة على الحرية والديمقراطية ووجود أحزاب قوية، والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات، هي السبيل الوحيد للقضاء على كل مشاكل وأزمات مصر، وهي الوسيلة الوحيدة للقضاء على الإرهاب وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، وإنقاذ مصر من مصير سوريا والعراق وليبيا.



أحمد عزب العرب الرئيس الشرفى للوفد لـ«النبأ»: الإرهاب هو بديل الرئيس.. والمعارضة «حقيرة وممزقة»

أكد أحمد عز العرب، الرئيس الشرفي لحزب «الوفد»، أن مصر بدون الرئيس عبد الفتاح السيسي ستصبح أسوأ من سوريا والعراق، مشيرًا في حواره مع «النبأ» إلى أن البديل للسيسي هو الإرهاب المتأسلم، وأن السيسي هو الوحيد القادر على إخراج مصر من كل أزماتها.. وإلى التفاصيل.


كيف ترى كلام الرئيس الخاص بأنه لن يبقى في الحكم ثانية واحدة إذا أراد المصريون ذلك؟

هذا التصريح خارج من قلب رجل مخلص للبلد، وربنا كافأه بحضور بابا الفاتيكان الذي جعل الكارهين والحاقدين في «حالة كمد» على ما حدث.

لماذا قال الرئيس هذا الكلام من وجهة نظرك؟


هو يرد على الذين يشككون فيه، وينادون بعدم ترشحه في الانتخابات، وبالتالي هو يقول إذا لم يريدني الشعب، فلن أبقى ثانية في الحكم، وهو يتحدث من قلبه فعلا، السيسي نعمة أنعم الله بها على مصر، مهما كانت أخطاؤه.



لكن خصوم السيسي يقولون إنه قال هذا الكلام نتيجة لانخفاض شعبيته؟

انخفاض الشعبية «طبيعي»، نتيجة المستوى المعيشي وارتفاع الأسعار والأزمات التي تمر بها مصر، وبالتالي الرئيس يقول لكل هؤلاء «لا تقلقوا».


وماذا عن بديل السيسي؟

لا يوجد بديل للسيسي الآن، سوى الإرهاب المتأسلم، مصر تخوض معركة حياة أو موت، وهناك جندي واحد يقود هذه المعركة اسمه عبد الفتاح السيسي، وكل الذين يتهكمون من كلام الرئيس «عواجيز فرح».


لكن هناك معارضة مدنية تستطيع أن تكون بديلًا؟

المعارضة غير قادرة على فعل شيء سوى «التشويش»، كلها معارضة «حقيرة وممزقة»، وتنفذ أجندات أجنبية، وأنا عارفهم بالاسم.


لكن كيف ترى مصر بدون السيسي؟

«كارثة»، وإن كان عذائي الوحيد هو وجود قوات مسلحة مصرية وطنية، وبالتالي إذا تعرض السيسي لأي مكروه لا سامح الله، فأنا لا أخشى على مصر وبها هذه المؤسسة الوطنية العريقة.


ما ردك على الذين يقولون إن استمرار السيسي في الحكم أكبر خطر على مصر؟

الذين يقولون هذا الكلام «خونة» وينفذون أجندة المخابرات الأمريكية.


لكنهم يقولون إن الحرية والديمقراطية هي السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب والفقر وتحقيق نهضة اقتصادية؟

حرية إيه وديمقراطية إيه؟، «يتنيلوا على عينهم»، هي مصر بس اللي معندهاش ديمقراطية؟، الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب «كذبة كبرى»، الذين يقولون هذا الكلام «صراصير بشرية».


المعارضة تقول إن السيسي لن يحصل على أكثر من 25% في حال إجراء انتخابات حرة ونزيهة.. تعليقك؟

أي مرشح أمام السيسي لن يحصل على أكثر من صفر%، وأنا أراهن على ذلك، وهؤلاء سوف يقولون ساعتها إن الانتخابات «مزورة»، وهذا كل ما يستطيعون فعله.


توقعاتك للانتخابات الرئاسية القادمة؟

الرئيس السيسي سوف يحصل على حوالى 70%.


هل تتوقع وجود مرشح قوي أمامه؟

لا أتوقع وجود شخص قوي، ولكن أتوقع وجود واحد مثل عبد المنعم أبو الفتوح الذي «باع» نفسه للأمريكان.



البعض يردد أن الرئيس يقول هذا الكلام لاجتذاب عواطف الناس مرة أخرى؟

هؤلاء ينكرون الشمس.


وماذا عن سيطرة الرئيس على مؤسسات الدولة وآخرها القضاء؟

جميع مؤسسات الدولة مخترقة من الإخوان، "القضاة فاكرين" إنهم في عهد أحمد مكي.


من بديل السيسي من وجهة نظرك؟

لا يوجد بديل لعبد الفتاح السيسي إلا عبد الفتاح السيسي، أو أحد أشراف المؤسسة العسكرية حتى تنتهى هذه الحرب «الضروس» التي يشنها كل أشرار العالم في الغرب على مصر.


يعنى السيسي هو الوحيد القادر على الوقوف أمام كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد مصر؟

بالتأكيد، ولكن لا قدر الله لو مات السيسي، فلست قلقًا على مصر؛ بسبب وجود المؤسسة العسكرية الوطنية.


لكن كيف تقيم دور الأحزاب وعلى رأسها الوفد؟

حزب الوفد كان عريقا، لكن في الفترة الأخيرة أصبح ينساق وراء الجماهير ولا يقودها للطريق الصحيح، وفي الفترة الأخيرة أصبح يعمل ضد مصلحة البلد، والدليل موقفه من جزيرتي «تيران وصنافير».


كيف ترى أنت تيران وصنافير؟

قطعا هما سعوديتان.


كيف ترى الإفراج عن الناشطة آية حجازي؟

«مجاملات»، وهي لا تزيد عن كونها «صرصار» من الذين ظهروا على الساحة، كما أن السيسي يدرك أن أمريكا هي قائد المعسكر المعادي لمصر، لذلك هو يتعامل معها طبقا لما قاله تشرشل «أتحالف مع الشيطان حتى أقهر النازية».


ماذا سيحدث لو ترك السيسي الحكم؟

ستسيطر العصابات المدعومة غربيا على مصر، وبالتالي ستصبح أسوأ من سوريا والعراق، ووجود المؤسسة العسكرية ضرورى جدا سواء في شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو أي شخص آخر ينتمى لهذه المؤسسة العريقة.


هل تعتقد أن الرئيس قادر على إخراج مصر من أزماتها؟

بالتأكيد ما يقوم به الرئيس سيؤدي لخروج مصر من أزماتها «آجلًا أو عاجلًا»، لكن لازم الشعب المصري «يصبر»، ويدرك أننا في مرحلة «حياة أو موت».


معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية: «السيسي» لن يترك الحكم.. والانتخابات الرئاسية القادمة مجرد «مبايعة»


قال السفير معصوم مرزوق، القيادي في «التيار الشعبي»، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يحصل على أكثر من 25% من أصوات الناخبين، إذا تم إجراء انتخابات رئاسية «حرة ونزيهة».


وأشار «مرزوق»، إلى أن حديث الرئيس عن استعداده لترك السلطة إذا أراد المصريون ذلك، هو «كلام عاطفي»، الهدف منه جذب التعاطف الشعبي مرة أخرى، لافتًا إلى أن طلبه من المعارضة، بالقيام بدورها السياسي، مجرد «كلام نظري»، في ظل التضييق الذي تتعرض له، وإلى التفاصيل.


كيف ترى حديث السيسي الخاص بأنه لن يبقى في الحكم ثانية واحدة إذا أراد المصريون ذلك؟

هو شعور في العقل الباطن لدى الرئيس بأن شعبيته قد انخفضت بشكل كبير، نتيجة للسياسات الفاشلة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة في السنوات الماضية، كما يحاول أن يمهد بشكل عاطفي لاكتساب الدعم الشعبي مرة أخرى، وهو يذكرنا بالخطاب قبل الأخير لـ«مبارك»، عندما قال إنه يريد أن يموت ويدفن في مصر، وبالتالي ما قاله «السيسي» محاولة لاجتذاب التعاطف الشعبي مرة أخرى، لكن هذا الكلام أصبح لا ينطلي على الشعب الذي يريد نتائج على الأرض، وليست وعود وعواطف.


هل تعتقد أن الرئيس كان جادًا في كلامه.. أم مجرد لحظة غضب؟

الرئيس قال قبل ذلك إنه لن يترك مصر لأحد، وبالتالي هذا التناقض في الكلام، يؤكد أن المسألة مجرد تمهيد مبكر للانتخابات الرئاسية القادمة.


لكن مؤيدى الرئيس يتمسكون به لمواصلة الإنجازات التي بدأها؟

مؤيدو الرئيس يعلمون أنهم يبيعون «بضاعة مفلسة»، لأنه لم يعد أمامهم سوى طريقين؛ إما اللجوء للقمع والسيطرة على الإعلام والحكم الاستبدادي، أو إجراء انتخابات حرة ونزيهة ستفوز فيها المعارضة مباشرة.


وماذا عن الحديث الخاص بأن وجود السيسي ضرورة لتثبيت الدولة وإفشال المؤامرات ضدها ومحاربة الإرهاب؟

الذين يقولون ذلك لابد أن يبرهنوا على كلامهم، لأن وجود السيسي حتى الآن أدى إلى زيادة الإرهاب.. والتدخل الخارجي في الشأن المصري، ولا أعرف من أين يأتي هؤلاء بهذا الكلام؟


لكنهم يرددون أنه لا يوجد بديل للسيسي الآن؟

هذا الكلام كان يقال على الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لكن البحث عن بديل للسيسي ليس مهمًا الآن، لكن المهم هو البحث عن سياسات بديلة للسياسات الفاشلة، وبالتالي المعركة ليست مع شخص، ولكن مع دولة الفساد والمحاسيب التي عادت مرة أخرى لكي يعاني الشعب المصري مثلما كان طوال 30 عامًا، لذلك نحن نبحث حاليًا عن منهج ورؤية سياسية واقتصادية وفكرية شاملة، كي تحل محل كل ما هو موجود في الوقت الحالي.


كما أن نظرية عدم وجود بديل للسيسي، هي نظرية «خاطئة»، مصر بها حوالى 93 مليون بني آدم، ولا يوجد شخص واحد يستطيع حل كل مشاكل البلد، وفي دولة المؤسسات يجب أن يكون الرئيس بمثابة «قائد أوركسترا» يقوم بالتوجيه فقط، ولا يقوم بكل شيء، وهذا الكلام لا يليق بمصر.


الرئيس طالب المعارضة بالدخول في الانتخابات والقيام بدورها.. ما رأيك؟

كيف تعمل المعارضة، وكل المنافذ أمامها «مغلقة»، وأي شاب يرتدى «تي شيرت» مكتوبًا عليه معارضة يتم القبض عليه، وبالتالي ما قاله الرئيس كلام نظري وغير حقيقي.



كيف ترى مصر بدون السيسي؟

ربما ستكون أفضل.


لماذا لم يظهر مرشح رئاسي حتى الآن أمام السيسي؟

القوى المدنية تتواصل الآن فيما بينها، لكن هناك تعتيما إعلاميا؛ لأن السلطة تسيطر على كل وسائل الإعلام، كما أن هناك الكثير من الأشخاص يريدون الترشح لكنهم يخشون من تشويه صورتهم، إضافة إلى أن كل الترتيبات تتم الآن لصالح شخص واحد، للتحول الانتخابات إلى «مجرد مبايعة»، بعد سيطرة السلطة على البرلمان والإعلام، وهناك محاولات للسيطرة على السلطة القضائية، وبالتالي في ظل الظروف الحالية، وفي ظل قانون الطوارئ، تصبح المنافسة «صعبة».


هل تتوقع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الماضية وحصول الرئيس على 98%؟

لا أتمنى هذه النتيجة، لكن طبقا لاستطلاعات الرأي فإنه إذا تم إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، فلن يحصل الرئيس عبد الفتاح السيسي فيها على أكثر من 25%، وبالتالي أى مرشح آخر يحمل برنامجًا قويًا وجادًا، سوف يفوز من «الجولة الأولى».


لكن هل المعارضة المدنية قادرة على الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة؟

مصر ليس «عقيم أو عاقر»، مصر بها شباب أفضل ألف مرة من الشاب الفرنسي «ماكرون» المرشح للرئاسة الفرنسية، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، لكن للأسف نظام الحكم القمعي لا يسمح لهم بذلك.