رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

معصوم مرزوق: السيسي لن يترك الحكم.. والانتخابات الرئاسية القادمة مجرد «مبايعة».. «حوار»

معصوم مرزوق - أرشيفية
معصوم مرزوق - أرشيفية


قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يحصل على أكثر من 25% من أصوات الناخبين، إذا تم إجراء انتخابات رئاسية «حرة ونزيهة».


وأشار «مرزوق»، إلى أن حديث الرئيس عن استعداده لترك السلطة إذا أراد المصريون ذلك، هو «كلام عاطفي»، الهدف منه جذب التعاطف الشعبي مرة أخرى، لافتًا إلى أن طلبه من المعارضة، بالقيام بدورها السياسي، مجرد «كلام نظري»، في ظل التضييق الذي تتعرض له، وإلى التفاصيل.


كيف ترى حديث السيسي الخاص بأنه لن يبقى في الحكم ثانية واحدة إذا أراد المصريون ذلك؟

هو شعور في العقل الباطن لدى الرئيس بأن شعبيته قد انخفضت بشكل كبير، نتيجة للسياسات الفاشلة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة في السنوات الماضية، كما يحاول أن يمهد بشكل عاطفي لاكتساب الدعم الشعبي مرة أخرى، وهو يذكرنا بالخطاب قبل الأخير لـ«مبارك»، عندما قال إنه يريد أن يموت ويدفن في مصر، وبالتالي ما قاله «السيسي» محاولة لاجتذاب التعاطف الشعبي مرة أخرى، لكن هذا الكلام أصبح لا ينطلي على الشعب الذي يريد نتائج على الأرض، وليست وعود وعواطف.


هل تعتقد أن الرئيس كان جادًا في كلامه.. أم مجرد لحظة غضب؟

الرئيس قال قبل ذلك إنه لن يترك مصر لأحد، وبالتالي هذا التناقض في الكلام، يؤكد أن المسألة مجرد تمهيد مبكر للانتخابات الرئاسية القادمة.


لكن مؤيدى الرئيس يتمسكون به لمواصلة الإنجازات التي بدأها؟

مؤيدو الرئيس يعلمون أنهم يبيعون «بضاعة مفلسة»، لأنه لم يعد أمامهم سوى طريقين؛ إما اللجوء للقمع والسيطرة على الإعلام والحكم الاستبدادي، أو إجراء انتخابات حرة ونزيهة ستفوز فيها المعارضة مباشرة.


وماذا عن الحديث الخاص بأن وجود السيسي ضرورة لتثبيت الدولة وإفشال المؤامرات ضدها ومحاربة الإرهاب؟

الذين يقولون ذلك لابد أن يبرهنوا على كلامهم، لأن وجود السيسي حتى الآن أدى إلى زيادة الإرهاب.. والتدخل الخارجي في الشأن المصري، ولا أعرف من أين يأتي هؤلاء بهذا الكلام؟


لكنهم يرددون أنه لا يوجد بديل للسيسي الآن؟

هذا الكلام كان يقال على الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لكن البحث عن بديل للسيسي ليس مهمًا الآن، لكن المهم هو البحث عن سياسات بديلة للسياسات الفاشلة، وبالتالي المعركة ليست مع شخص، ولكن مع دولة الفساد والمحاسيب التي عادت مرة أخرى لكي يعاني الشعب المصري مثلما كان طوال 30 عامًا، لذلك نحن نبحث حاليًا عن منهج ورؤية سياسية واقتصادية وفكرية شاملة، كي تحل محل كل ما هو موجود في الوقت الحالي.


كما أن نظرية عدم وجود بديل للسيسي، هي نظرية «خاطئة»، مصر بها حوالى 93 مليون بني آدم، ولا يوجد شخص واحد يستطيع حل كل مشاكل البلد، وفي دولة المؤسسات يجب أن يكون الرئيس بمثابة «قائد أوركسترا» يقوم بالتوجيه فقط، ولا يقوم بكل شيء، وهذا الكلام لا يليق بمصر.


الرئيس طالب المعارضة بالدخول في الانتخابات والقيام بدورها.. ما رأيك؟

كيف تعمل المعارضة، وكل المنافذ أمامها «مغلقة»، وأي شاب يرتدى «تي شيرت» مكتوبًا عليه معارضة يتم القبض عليه، وبالتالي ما قاله الرئيس كلام نظري وغير حقيقي.


كيف ترى مصر بدون السيسي؟

ربما ستكون أفضل.


لماذا لم يظهر مرشح رئاسي حتى الآن أمام السيسي؟

القوى المدنية تتواصل الآن فيما بينها، لكن هناك تعتيما إعلاميا؛ لأن السلطة تسيطر على كل وسائل الإعلام، كما أن هناك الكثير من الأشخاص يريدون الترشح لكنهم يخشون من تشويه صورتهم، إضافة إلى أن كل الترتيبات تتم الآن لصالح شخص واحد، للتحول الانتخابات إلى «مجرد مبايعة»، بعد سيطرة السلطة على البرلمان والإعلام، وهناك محاولات للسيطرة على السلطة القضائية، وبالتالي في ظل الظروف الحالية، وفي ظل قانون الطوارئ، تصبح المنافسة «صعبة».


هل تتوقع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الماضية وحصول الرئيس على 98%؟

لا أتمنى هذه النتيجة، لكن طبقا لاستطلاعات الرأي فإنه إذا تم إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، فلن يحصل الرئيس عبد الفتاح السيسي فيها على أكثر من 25%، وبالتالي أى مرشح آخر يحمل برنامجًا قويًا وجادًا، سوف يفوز من «الجولة الأولى».


لكن هل المعارضة المدنية قادرة على الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة؟

مصر ليس «عقيم أو عاقر»، مصر بها شباب أفضل ألف مرة من الشاب الفرنسي «ماكرون» المرشح للرئاسة الفرنسية، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، لكن للأسف نظام الحكم القمعي لا يسمح لهم بذلك.