رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

من «الألف للياء».. كل ما تريد معرفته عن صفقة صواريخ «سايد ويندر» بين مصر وألمانيا

السيسي وميركل
السيسي وميركل


في أعقاب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر، أعلنت الحكومة الفيدرالية الألمانية، أن مصر أبرمت صفقة مع شركة «ديهل» للصناعات العسكرية، وهي إحدى أكبر الشركات الألمانية المتخصصة في العتاد العسكري؛ لشراء 330 صاروخا من طراز «سايد وندر» في صفقة فريدة بين مصر وألمانيا.

وقالت صحيفة «تاز الألمانية»، إن المستشارة الألمانية، أبلغت لجنة السياسات الأمنية داخل الحكومة، بالموافقة على تصدير شحنة الصواريخ إلى القوات الجوية المصرية.

تكشف هذه المعلومات الغرض الحقيقي لزيارة ميركل للقاهرة، وهو تسويق المنتجات العسكرية التي تنتجها المصانع الألمانية للجيش المصري، لكن لماذا تستورد مصر هذه الصواريخ؟ وكيف ستدفع الأموال اللازمة لتمويل الصفقة في ظل حالة النقص في العملات الأجنبية وبخاصة الدولار الأمريكي؟

للإجابة على هذه التساؤلات ينبغي بنا التعرف في البداية على صواريخ «سايد وندر» التي ستتسلمها مصر خلال الفترة المقبلة بموجب هذه الصفقة.

في عام 1999 كشفت مجموعة رايثون الأمريكية، واحدة من أكبر الشركات الأمريكية العاملة في مجال تصنيع العتاد العسكري، وأكبر منتج للصواريخ الموجهة في العالم، عن إطلاق صاروخ جديد من فئة صواريخ "جو - جو" سايد وندر، والتي بدأ إنتاج الجيل الأول منها في خمسينيات القرن الماضي، بشراكة مع شركة «ديهل» الألمانية، وبالتعاون مع سلاح البحرية والقوات الجوية الأمريكية.

نفذت مقاتلتان أمريكيتان من طراز «إف 18»، و«إف 15» عملية الإطلاق التجريبي للصاروخ، والذي كان يصنف في تلك الفترة بأنه ضمن الصواريخ قصيرة المدى، ثم خضع الصاروخ بعد ذلك لعملية تطوير حتى إنتاج نسخة متطورة منه في عام 2004.

شهد العام 2008 أول محاولة لإطلاق النسخة المطورة منه والمعروفة باسم AIM-9X-2 ليخضع بعدها الصاروخ لتعديلات مختلفة كان من بينها تعديل صمامات الإطلاق الخاصة بالصاروخ، وإمداده بوصلات ذكية جديدة.

المواصفات الفنية للصاروخ

يصنف «سايد وندر» ضمن الصواريخ «الجو - جو» قصيرة المدى، ويبلغ طوله حوالى 3 أمتار، وقطره 12,7 سنتيمتر وطول زعنفته الخلفية حوالي 44,4 سنتيمتر، بينما يبلغ طول جناحه 35,3 سنتيمتر كما يبلغ وزنه حوالي 85 كيلو جرام ويمكنه حمل رأس متفجر يصل وزنه إلى 9,36 كيلو جرام، لمسافة 9,36 ميل.

يعمل الصاروخ بالتوجيه الحراري أي يمكنه تعقب الطائرات المعادية بالأشعة تحت الحمراء اعتمادا على الحرارة التي تصدرها محركات هذه الطائرات، ويمكن توجيهه عبر «خوذة» الرأس التي يرتديها الطيار لسهولة وسرعة الإطلاق في حالات الاشتباك، ويمكنه إصابة الأهداف داخل وخارج مجال الرؤية البصرية للطيار.


لماذا اشترت مصر هذا النوع تحديدا؟

صمم الصاروخ ليناسب تسليح عدد من المقاتلات الجوية وبخاصة طائرات إف 15، و16، 18، 22، ونسخته المطورة يمكن استخدامها في تسليح طائرات إف 35، بالإضافة لإمكانية تزويد طائرات التايفون والتورندو، والهارير به.

وتتسلح القوات الجوية لحوالى 40 دولة غربية وعربية به من بينها دول حلف شمال الأطلسي "الناتو، وكوريا الجنوبية وهولندا بالإضافة إلى السعودية وعمان اللتان أبرمتا عقدا لتوريده مع مجموعة رايثون في 2012.

وبالرجوع لقائمة الطائرات التي تتسلح بهذا الصاروخ ومطابقتها مع الطائرات الموجودة لدى القوات الجوية المصرية، يمكن القول إن مصر ستسلح به طائرات «إف 16» التى حصلت عليها من الولايات المتحدة، حيث تؤكد تقارير أمريكية أن مصر تسلمت حوالى 221 طائرة من هذا النوع على مدار السنوات السابقة من الولايات المتحدة الأمريكية ضمن المعونة الأمريكية التي تقدمها واشنطن لمصر.

بحسب المعلومات المنشورة على شبكة «إف 16» الرسمية والمتخصصة في كل ما يتعلق بهذا النوع من الطائرات فإنه يمكن تسليح الطائرة الواحدة من طراز إف 16 بعدد 9 صواريخ «سايد وندر»، ويركب 4 صواريخ على كل جناح من أجنحة الطائرة بينما يوضع صاروخ أخر في موضعه المخصص بجسم الطائرة.

تكلفة الصاروخ الواحد

يبلغ سعر الصاروخ الواحد من طراز سايد وندر بلوك AIM-9X Sidewinder Block II، حوالي 420,944 دولار أمريكي أي ما يقرب من نصف مليون دولار وهذا للصاروخ الواحد.

بينما تقدر التكلفة الإجمالية للبرنامج وهي تكلفة تزويد الطائرات المقاتلة به وصيانته والكشوفات الدورية التي تجرى عليه حوالي 4.05 مليار دولار أمريكي وهذا بحسب تقدير رسمي صادر عن مجموعة رايثون في عام 2015، وهذه التكلفة الإجمالية يضاف إليها مبلغ أخر وهو فارق التضخم في الموازنة الأمريكية للعامين 2016 - 2017، ما يعني أن التكلفة الإجمالية للبرنامج سترتفع.

من أين ستمول مصر هذه الصفقة؟
بحسب ما أدلى به النائب في البرلمان الألماني المنتمي للحزب اليساري، «يان فان»، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدت بتقديم 500 مليون يورو في هيئة قروض لإتمام صفقة التسليح الجديد، وهو نفس الإجراء الذي اتخذته فرنسا مع مصر لإتمام صفقة شراء مقاتلات الرفال في عام 2015.