رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصطفى حمزة: ظهور صور الأنبياء في "الشرقية" نصب وشعوذة

مصطفى حمزة
مصطفى حمزة

قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن ظهور صور الأنبياء في ضريح الإمام يحي المزعوم بالشرقية، نصب ودجل وشعوذة، ولاعلاقة له بالمعجزات ولا كرامات الأولياء، مشيرًا إلى أن المعجزات ماتت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن كرامات الأولياء تبقى ببقاءهم وتموت بموتهم.

وأكد في مداخلة هاتفية لبرنامج العاشرة مساءً مع الإعلامي وائل الإبراشي، على فضائية "دريم"، صباح اليوم الأربعاء، أن الإمام يحي شخصية مجهولة لا وجود لها في كتب السير والأنساب المعتمدة، مثل كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي، ولم يسمع عنها أحد إلا من خلال حلم شيطاني رآه الحاج محمد حسن زمزم، مشددًا على أن الدين لا يقام بالمنامات والرؤى، والأنساب لاتثبت بهما.

وكشف عن طريقة وجود الجثمان المنسوب للشقيق الأكبر للسيدة نفيسة، حيث قال إن هذا الجثمان انتقل إلى مكان الضريح بمحافظة الشرقية عن طريق الجن الذي يمتلك قدرات خاصة مثل نقل الأشخاص والأشياء من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد في وقت قصير، مستدلًا بقصة نبي الله سليمان في سورة النمل حينما عرض عليه "عفريت من الجن" أن يأتي له بعرش ملكة سبأ في اليمن إلى بلاد الشام قبل أن يقوم سليمان من مجلسه، وهو ما حدث مع هذا الجثمان الموجود بالضريح، ليكون ذريعة للشرك بالله فيما بعد، عن طريق تعلق قلوب أهل الإيمان بروحانيات مزعومة في هذا المكان تمهيدًا لعبادة صاحبه في المستقبل.

أما عن وجود الجثمان المنسوب للإمام يحي على حالته بعد موته بما يقارب ألف عام، بحجة أنه شهيد، وأن الأرض لا تأكل أجساد الشهداء، فقد فجر حمزة مفاجأة من العيار الثقيل حيث قال إن هذا الأمر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت عنه أنه قال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) وليس الشهداء، مؤكدًا أن الشهيد هو من مات في ميادين المعارك، يقاتل الكفار، أو يقاتله الكفار فيدفع عن نفسه، وهو ما لم يتحقق للإمام يحي الذي يعتبر قتيل فتنة، لأنه مات في معركة بينه وبين مسلمين ممن يعادون آل البيت –وفق تعبير المسؤول عن الضريح.

 وأشار مدير مركز دراسات الإسلام السياسي إلى أن مزاعم ظهور صور الأنبياء والصالحين قديمة، حيث زعم البعض منذ سنوات، ظهور السيدة مريم عليها السلام في إحدى الكنائس بمركز مغاغة، بمحافظة المنيا، شمال الصعيد، وزعم آخرون ظهور ولي يدعى "الدكروري" داخل ضريحه كل جمعة، بقرية البهنسا، بمركز بني مزار، لافتًا النظر إلى أن أوصاف الأنبياء لم ترد في القرآن والسنة الصحيحة، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم فقط.
وتساءل حمزة: "ما الفائدة التي تعود على الإسلام والمسلمين والبشرية من معرفة مكان قبر الأنبياء والصالحين؟!"، موضحًا أن هذا من العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر، وأن معرفة أماكنهم لن تزيد المؤمن إيمانا، وعدم معرفتها لن تنقص من إيمانه شيئًا.

وحمل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف مسؤولية منح المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ترخيصًا بوجود هذا الضريح، موضحًا أن الكثير من الأضرحة الموجودة في مصر ليس لها أساس تاريخي، ولكن ينتفع من وجودها مؤسسات بالدولة، مثل وزارة الأوقاف، ونقابة الأشراف، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية عن طريق صناديق النذور، وشدد في الوقت نفسه على أنه لو تم السكوت على ما يحدث في الشرقية، ومر مرور الكرام، فسوف يتكرر الأمر مرات عديدة في محافظات أخرى.