رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة زاهي حواس واستخدام "الجن والعفاريت" في تحريك الآثار الضخمة

رأس الملك رمسيس الثاني
رأس الملك رمسيس الثاني


كانت الطريقة التي تم بها رفع رأس "رمسيس الثاني" سببًا في حالة غضب شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لدرجة اتهام المسئولين في وزارة الآثار بـ"الجهل"، وعدم تقدير القيمة التاريخية والآثرية لهذه الرأس.


هذا الحديث أعاد إلى الأذهان ما كان يتردد قديمًا عن استخدام الفراعنة أنفسهم لـ"الجن والعفاريت" في تحريك الأحجار الكبيرة التي بنيت منها الأهرامات.

ربما يجد هذا الحديث من يصدقونه، والكثير يكذبونه، لكن هل تصدق أن عالم المصريات الشهير زاهي حواس استخدم هو الآخر "الجن والعفاريت" في رفع أحجار وتماثيل فرعونية ضخمة.


عائلة "الكريتي".. هي تلك العائلة التي يعمل أفرادها في مجال الآثار منذ 200 سنة، أدواتهم جن وعفريته ودرفيل، أما قدراتهم فتمكنهم من تحريك الهرم من مكانه!


في عام 2006 كتب الدكتور زاهي حواس مقالًا تحدث في أحد فقراته عن طلال وأحمد من عائلة "الكريتي"، واللذين يستعين بهما في تحريك ونقل الأحجار الضخمة.


يقول دكتور زاهي في وصفهم:"لي معهم صولات وجولات لعل آخرها هو فتح التابوت الضخم الذي عثر عليه داخل مقبرة رئيس القصر الملكي "ايوف عا " بمنطقة أبو صير وكان هذا التابوت داخل حفرة عمقها 30 مترا ووزنه يصل لـ 60 طنا، وعندما فتح التابوت عثر في داخله على توابيت أخرى وأخيرا التابوت الخشبي الذي يحوي مومياء".


كان منزل تلك العائلة بلا جيران إلا الفراعنة، حيث بني فوق هضبة سقارة ليكون المنزل السكني الوحيد الموجود داخل المنطقة الأثرية".


قال الريس "طلال"، إن العائلة تعمل في الآثار منذ حوالي 200 سنة، وفروعها تعمل في مختلف المواقع الأثرية بطول مصر وعرضها، وأنهم يتوارثون المهنة، فمن علمهم كان والدهم الريس عبده الكريتي، والذي شارك في العديد من الاكتشافات والأعمال الأثرية المهمة.


أما عن كيفية تحريكهم للأحجار الضخمة فقال الريس أحمد إنهم يستخدمون الطريقة الفرعونية، نفس الطريقة التي نقل بها الحجر من مكانه الأصلي وذلك باستخدام أدوات مثل "العفريتة" و "الجن" وهي آلات لرفع الأحمال الثقيلة مثل التابوت الحجري، بعدها يتم وضع الأحجار على "درفيل" وهي عروق خشبية كبيرة وسميكة يكون وزنها بنفس وزن الحجر الذي يقومون برفعه.


حيث يمكنهم تقدير وزن الحجر من خلال عملية تسمى "التكعيب" يأخذوا فيها قياسات الحجر "طول وعرض وارتفاع" وباستخدام عملية حسابية بسيطة مع معرفة نوع الحجر يقدرون وزنه، العملية السابقة لم يكن يشارك فيها الريس أحمد والريس طلال أكثر من عاملين اثنين فقط.


الريس أحمد قال إن تحريك الأحجار الضخمة يحتاج لقوة ذهنية كبيرة وتأتي بعدها القوة البدنية، وعند تكليفهم بإحدى المهام يجلسون في البداية ليفكروا ويضعون خطة التحريك الأول ثم يبدأون التنفيذ.


يكمل الريس أحمد ليحكي عن واحد من أصعب المواقف التي مرت عليهم عندما كلفهم الدكتور زاهي حواس أثناء الاحتفال بمئوية المتحف المصري بإحضار "تابوت" من قويسنا كان غيرهم قد حاولوا تحريكه من قبل أكثر من مرة وفشلوا حيث يوجد على هضبة ارتفاعها 17 مترا وسط مباني وزراعات، وقتها استخدموا العفاريت والدرافيل حتى أنزلوه من على الهضبة ووضعوه فوق كساحة نقلته للقاهرة.