رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكاية «فن الأرابيسك».. من الورشة الصغيرة لـ«صالات» المزادات العالمية

أرابيسك
أرابيسك


«الأرابيسك» هو عبارة عن نماذج للتزيين معقدة؛ لأن زخارفه متداخلة ومتقاطعة وتمثل أشكالًا هندسية وزهورًا وأوراقًا وثمارًا، وهو فن إسلامي انتشر في أوروبا، ولاقى رواجًا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وكان انتشاره نتيجة امتزاج الحضارة العربية وتطورها في العصر الإسلامي الذهبي مع الشعوب الأخرى، إلا أنه كان جليًا لدى الأندلسيين الذين طوروه بشكل كبير.


وزينت أعمال الأرابيسك القصور والبيوت والمساجد، لما امتازت به أشغالها من دقة صنعة وبراعة في التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع التزيين فى تلك الأزمنة، وأهم ما يميز الأرابيسك خلوه من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وكثرت الأشكال ذات الطابع الزخرفي والخطوط والحفر ورسوم النباتات، وبذلك كانت مناسبة لتزيين المساجد.


وتخصصت في إنجاز هذا الفن مدن وأحياء بكاملها، ولكنها بدأت تختفي منذ أكثر من نصف قرن، ولم يقتصر «فن الأرابيسك» بطرازه الإسلامي على المساجد والقصور، وما بها من جدران وتيجان ومشربيات ونوافذ وأبواب بل امتد أيضًا إلى الأثاث، وكان أكثر انتشارًا ربما لجماله وسهولة صنعه مقارنة بالعمارة.


ولكي يظهر «الأرابيسك» بهذا الجمال والدقة كان لابد من تضافر عدة فنون مثل الحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم بالذهب والفضة والنحاس والصدف.


أما الأدوات اللازمة لإنتاج مشغولات من «الأرابيسك» فلها أسماء غريبة عجيبة نكتفي بذكرها فقط، ومنها خشب – أبنوس وعاج – باغ – مواد دهان وتشطيب – ورق صنفرة – ورق رسم - منشار - أركيت – أزميل الخرط – الصنفرة – الشوكة الرندة، لخرط اللدائن والعاج والعظم – المنقار – المفحار – البرجل الكروي لقياس أقطار الأسطوانات والأشكال المخروطية – البرجل المقص لقياس الأقطار الداخلية المجوفة والمخروطة.


بقي فن الأرابيسك خالدًا في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، حتى غزا الفنون والعمارة الأوروبية.


تتميز أعمال الأرابيسك بتفردها وقيمتها الفنية العالية، حيث تشهد صالات المزادات العالمية من حين لآخر عرض قطع فنية نادرة من الإبداع العربي.