رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ابنة «موظف مرموق» تدعي خطفها للإنفاق على المخدرات

فتاة - أرشيفية
فتاة - أرشيفية


حياة صاخبة ضائعة عاشتها ابنة الأثرياء، انتهت بها خلف القضبان بعد أن ضربت بكافة الأعراف وصلات الرحم عرض الحائط، حيث انتهكت كل شيء، حتى وصلت إلى العقوق بوالديها المريضين. 


8 سنوات مرت على الأب الذى يعمل مديرًا عامًا بإحدى شركات البترول، والأم المريضة بالسرطان، فقد تخلى الأب والأم عن مسئوليتهما تجاه أنفسهما وكرسا حياتهما لعلاج الابنة المدللة من الإدمان؛ لكنها لم تقتنع بكل تلك الفترة من العذاب وأضافت لرصيدها من العقوق سطرا جديدا. 


بدأت قصة "د.ا" 29 سنة منذ تخرجها فى كلية الآداب، عندما تزوجت من شاب يقربها فى السن وكانت إمكانياته المادية ضعيفة، وعلى الرغم من أنه اختيارها إلا أن الخلافات سرعان ما دبت بينهما ولم تستطع الاستمرار فى تلك الحياة الجديدة، وهى التى تعودت أن تأمر فتطاع بمنزل الأسرة. 


تم الطلاق بعد أربعة أشهر وعادت الفتاة، إلى منزل أسرتها، ولأنهم يثقون بها ثقة عمياء تركوها دون رقيب وبدأت تواجه الحياة بشكل آخر. 

جمالها الصارخ وظروفها الاجتماعية جذبا إليها العديد من شباب المنطقة الراقية التى تسكنها، ولكن ليس بغرض الزواج، وتأكدت نظرتهم فى الجارة المتحررة عندما تجاوبت معهم فى مغامرات ووقعت فى المحظور مع عدد منهم، وأقامت علاقات محرمة واندمجت فى حياتها الجديدة حتى تعرفت عليه، كان أحد أفراد شلتها سيئة السمعة، ووقعت فى غرامه، لم تكن ترد له طلبا، حتى سيطر عليها بشكل كامل، وأثناء إحدى السهرات أعطاها مخدر الترمادول؛ ولأنها تهوى كل ما هو غير مألوف قررت خوض التجربة، وكررتها أثناء لقاءاتهما، حتى تحولت بمرور الوقت إلى مدمنة، لكنها لم تقنع بعد ذلك بتأثيره، وانتقلت إلى أنواع أخرى؛ حتى وصلت فى نهاية المطاف إلى الهيروين لتتحول إلى مسخ لا يأبه إلا لملذاته وذاع صيتها فى المنطقة حتى وصل إلى أبويها الغافلين.


وانتبهت الأسرة المكلومة، فأسرع الأب بابنته إلى إحدى مصحات الإدمان، وهناك مكثت خمسة أشهر صرف خلالها الأب المصاب بالسرطان وزوجته المصابة بنفس المرض كل ما يملكان على علاج الابنة دون الالتفات لأنفسهم حتى أخبرهما الأطباء بقرب شفاء ابنتهما وإمكانية خروجها لاستكمال العلاج بالمنزل. 

عادت الفتاة إلى بيت الأسرة وهى محطمة لا تملك من أمرها شيئا، وهناك غير الوالدان سياستهما فى التعامل معها وتم احتجازها لسنوات حتى تماثلت تماما للشفاء واستردت صحتها وجمالها، إلا أن ذلك كان على حساب عمرها، وأشرفت الابنة على الثلاثين، وهو ما أرق الأم التى طلبت من زوجها ترك ابنتهما للحياة مرة أخرى مع إحكام الرقابة عليها مبررة ذلك برغبتها فى زواج الابنة والبدء فى حياة شريفة جديدة، وبالفعل بدأ الأب فى البحث لابنته عن عمل ولم يكن من العسير عليه إيجاد وظيفة بإحدى كبرى شركات السيراميك.


وبالفعل استلمت الابنة عملها بالعلاقات العامة لتبدأ أولى خطوات الحرية من جديد، وهناك تعرفت على شاب من زملائها لم تخبره بأى شيء عن ماضيها سوى أنها مطلقة منذ سنوات، وأمام جمالها الأخاذ، وأسرتها العريقة لم يجد الشاب ابن العائلة المرموقة ما يمنعه من الارتباط بها وبالفعل تقدم لأسرتها التى رحبت، وعلى الفور تمت الخطبة واستمرت أربعة أشهر وفى أحد الأيام لاحظ الأب تأخر ابنته عن موعد عودتها من العمل وعقب اتصال هاتفى مع خطيبها تأكد أنها تركته منذ فترة طويلة. 

  
وانتظر الأب ساعات مرت ثقيلة حتى دقت عقارب الساعة منتصف الليل ومعها هاتفه، أسرع بالرد ليجد صوت شاب يخبره أن هناك من قام بخطف ابنته وطالبه بخمسة آلاف جنيه مقابل عودتها، انهارت قوى الأب وأسرع بإخبار المتصل أنه مستعد لأى شيء مقابل عودة ابنته.


أغلق المتحدث الهاتف بعد إخباره أنه سيعاود الاتصال لتحديد المكان والزمان فأسرع الأب إلى القسم للإبلاغ عن خطف الابنة وأمام الرائد وائل محسب رئيس مباحث قسم باب شرق، قرر أن نجلته تعمل منذ اشهر بمؤسسة السلاب للسيراميك واعتاد خطيبها الذى يعمل معها بنفس المكان توصيلها إلى أقرب وسيلة مواصلات، ويقوم هو بالتواصل معه للتأكد من وصولها إضاف إلى أن الابنة يوم اختفائها لم تعد إلى المنزل بعد ترك خطيبها .


تم عمل فريق بحث حول علاقات الفتاة وتوصلت التحريات إلى تجدد علاقاتها خلال الفترة الماضية بصديقها القديم "يحيى ر" ويعمل موظفا بنادى أصحاب الجياد وخلال ذلك تلقى الوالد اتصالا من الشاب المجهول يطلب منه وضع المبلغ المطلوب فى مكتب بريد العوايد وبالفعل توجه الأب إلى المكان المحدد برفقة قوة من قسم شرطة باب شرق برئاسة الرائد وائل محسب، وتم عمل كمين بالقرب من المكتب بعد إخبار والد الفتاة للمتصل أنه وضع المبلغ وخلال فترة وجيزة تقدم شاب إلى الموظف لسحب النقود، فتم إلقاء القبض عليه وبمواجهته تبين أنه صديق الابنة القديم والذى فجر مفاجأة لرجال المباحث، حيث أقر أنه لم يقم بخطفها وأنه اتفق مع صديقته على ابتزاز والدها باختلاق تلك الواقعة وأرشد عن الفتاة التى كانت تنتظره على بعد خطوات من المكتب .


وأمام جهات التحقيق أقرت الفتاة أن صديقها يحيى كانت تربطه بها علاقة منذ سنوات بحكم الجيرة، مشيرة إلى أنه عاود الاتصال بها منذ فترة بمجرد خروجها للعمل بعد قيام أسرتها باحتجازها لفترة طويلة، وأضافت الفتاة أنها أثناء ذلك تمت خطبتها لزميل لها فى الشركة إلا أن علاقتها بصديقها ظلت قائمة وخلال تلك الفترة عادت مرة أخرى إلى الإدمان ولم تجد وسيلة للحصول على المال سوى ابتزاز والدها، خاصة وأنه كان يقطر فى منحها للمال خوفا من عودتها للمخدرات مرة أخرى، تم تحرير محضر رقم 66 أحوال شرقى بالواقعة وأحيلت الفتاة وصديقها إلى نيابة باب شرق التى تولت التحقيق.