رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

طارق الخولي: «مفيش» عفو رئاسي عن أي إخواني.. و«خناقات» البرلمان «مشهد طبيعي».. (حوار)

طارق الخولي - أرشيفية
طارق الخولي - أرشيفية


قال طارق الخولي، عضو لجنة العفو الرئاسي، إن الحديث الخاص بأن مجلس النواب ينفذ تعليمات الدولة، مجرد «شائعات»، لافتًا إلى أن «الخناقات» التي يشهدها البرلمان «مشهد طبيعي» يحدث في كل برلمانات العالم.

وأضاف «الخولي» أن الحكومة أخطأت في ملف جزيرتي «تيران وصنافير»، وأن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود أثناء زيارة الملك «سلمان» أظهر الأمور وكأننا «نبيع الأرض»، وإلى نص الحوار:


ما آخر التطورات في عمل لجنة العفو الرئاسي؟

اللجنة انتهت من القائمة الثانية، وأرسلتها إلى مؤسسة الرئاسة، وحاليا تتم مراجعتها، وسيصدر القرار بعد الانتهاء من تلك المراجعة، ونراعي فى القائمة النسبة والتناسب بين كل محافظات مصر، كما أننا نعكف على إعداد القائمة الثالثة، فدورنا ينتهى عند تسليم القائمة فقط؛ لأننا لسنا أصحاب قرار؛ فنحن لجنة استشارية، ونقدم التقارير فقط، وقرار العفو فى يد رئيس الجمهورية.


ما المعايير التى تضعها اللجنة فى اختيار المقرر إدراجهم ضمن قوائم العفو؟

اللجنة منذ عملها، وتضع أمامها معيارين أساسيين؛ المعيار الأول يتمثل فى عدم الانتماء لأية تنظيمات إرهابية، والمعيار الثاني عدم ارتكاب أي أعمال عنف، دون ذلك يتم النظر فى جميع الحالات المقدمة للجنة.


هل اللجنة تلقت أية توجيهات من قبل مؤسسة الرئاسة؟

رئيس الجمهورية فى بداية عمل اللجنة التقى جميع الأعضاء، وطلب العمل بحرية، وأنه لا توجد أية قيود فى عمل اللجنة، وأن نصل إلى النتائج المرجوة والهدف الذي تم من أجله تشكيل اللجنة، كما طلب منا أن نخرج أى مظلوم من خلف القضبان، وحديث الرئيس كان عاملا مشجعًا لجميع الأعضاء، كما أنه يوجد تشاور فى بعض الأحيان مع مؤسسة الرئاسة فيما يتعلق ببعض الفنيات الخاصة باللجنة.


ما طريقة العمل داخل اللجنة؟

يتم الاجتماع بجميع أعضاء اللجنة؛ لمناقشة كل الحالات وفحص كل حالة على حدة أمام الجميع، ويتم تطبيق المعايير التى وضعتها اللجنة، لإصدار قرار بناء على ذلك، فالقرار جماعي، ولا يتم توزيع الحالات على الأعضاء بمعنى أن يكون كل عضو مسئولًا عن حالات بعينها.


ما حقيقة وجود تدخلات أمنية فى عمل اللجنة؟

لا يوجد أية تدخلات أمنية فى عمل اللجنة، ولكن هناك تواصلا مع وزارتى الداخلية والعدل؛ للحصول على البيانات والمعلومات التي تتعلق بعض الحالات.


هل تلقيتم أية طلبات عفو من أعضاء تابعين لجماعة الإخوان المسلمين؟

اللجنة تلقت العشرات من الطلبات المقدمة من بعض أعضاء جماعة الإخوان تطالب بالعفو، وتقر بتوبتها وندمها على ما حدث، وليس معنى أننا تلقينا هذه الطلبات أننا نسعى إلى إدراجهم في «قوائم العفو»، فهذا مرفوض تمامًا؛ والمصالحة مع الإخوان «مرفوضة»، واللجنة لن تنظر فى أي حالة مقدمة من قبل الإخوان بأى شكل من الأشكال.


ما السبب وراء رفض وجود حالات من الإخوان على قوائم العفو؟

السبب فى ذلك أن اللجنة رأت أن المراجعات التي تمت فى التسعينيات لم تؤت ثمارها، ومعظم قادة هذه المراجعات كانوا على «منصة رابعة»، بالإضافة إلى أن بعض الشباب الذين خرجوا من السجون ارتكبوا «جرائم شنعاء» فى حق الوطن.


متى سينتهي عمل لجنة العفو؟

اللجنة عملها مفتوح لحين الانتهاء من آخر حالة تصل إليها، فمنذ تأسيس اللجنة كان يوجد سقف معين لعمل اللجنة لمدة 60 يوما، وطالبنا أثناء لقائنا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مد الفترة الزمنية لعمل اللجنة؛ ليكون هناك وقت لفحص كل الحالات التي ترد إلى اللجنة، والرئيس وجه بعدم وجود سقف زمني  لعمل اللجنة، وهذا يؤكد حرص الرئيس على حل هذه المشكلة.


ما مدى تعاون منظمات حقوق الإنسان مع اللجنة؟

هناك تواصل مع جميع العناصر الفاعلة فى هذا الملف، فلجنة حقوق الإنسان فى البرلمان شريك أساسي فى عملنا، وأيضًا المجلس القومى لحقوق الإنسان وبعض النقابات وخاصة نقابتي الصحفيين والمحامين، وبعض الأحزاب السياسية، وأيضا بعض منظمات المجتمع المدنى.


كيف ترى أداء البرلمان؟

أداء البرلمان جيد، فنحن أمام برلمان حقيقى، وما يحدث داخله من «خناقات» مشهد «طبيعى»، وهذه «الخناقات» تشهدها جميع برلمانات العالم، ولكن مجلس النواب لابد أن يعمل بشكل أكبر على ملفات مكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية لرفع المعاناة عن المصريين.


كيف تنظر إلى الاتهام الذي يوجه للبرلمان بتنفيذه لتعليمات الدولة؟

مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة، وهذا الكلام يروج من قبل بعض العناصر للنيل من شكل وأداء وصورة مجلس النواب أمام الرأى العام.


ماذا عن قضية تيران وصنافير ومجلس النواب؟

القضية من البداية تم النظر إليها بإخفاق شديد من قبل الحكومة، وكثير من المواطنين كانوا لا يعلمون شيئًا عن «تيران وصنافير»، بغض النظر عن كون الجزيرتين مصريتين أو سعوديتين، فالمشكلة أن الاتفاقية جاءت بالتزامن مع زيارة ملك السعودية لمصر، ما جعل الأمر يظهر وكأننا نبيع الأرض، وفي النهاية القضية ذهبت للقضاء، ونحن في انتظار حكم المحكمة الدستورية العليا في هذه القضية، وإذا تمت إحالة القضية للبرلمان ستتم مناقشتها بكل حيادية وبالأدلة، ولن يتم تركها أو حفظها.


يردد أن إثارة السادات لقضية سيارات رئيس البرلمان السبب فى الإطاحة به؟

على حد علمى أن محمد أنور السادات لم يتم التحقيق معه بسبب إثارته لقضية سيارات رئيس البرلمان، ولكن تم التحقيق معه أمام لجنة القيم فى موضوعات أخرى، كما أنه محول إلى لجنة القيم قبل إثارة «قضية السيارات».


ما حقيقة سيطرة ائتلاف دعم مصر على ما يدور داخل البرلمان؟

ائتلاف دعم مصر كيان وليد وتم تأسيسه تحت قبة البرلمان، وتحمل مسئولية كبيرة لأنه يعتبر الأغلبية، ويقع على عاتقه مشاكل كثيرة، والائتلاف بدأ فى تطوير نفسه بشكل سريع، وأتوقع أن يكون أدائه أعلى فى الفترة القادمة، ويحاول أن يلعب دورًا واضحًا فى أن يؤيد إذا ما أحسنت الحكومة وقدمت ما هو جيد، وإذا أخفقت يواجهها بمنتهى الحزم، ومعظم نواب الائتلاف يمارسون دورهم الرقابي بشكل جيد.


ما تقييمك للتشكيل الوزاري الأخير؟

هناك بعض الوزراء كان لابد من تغييرهم، ولا أعرف سبب بقائهم حتى الآن فى الحكومة مثل وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، ولكن بعض الأسماء التى وردت فى التعديل الوزارى الأخير كفاءات كبيرة جدا مثل وزير التعليم ووزيرة التخطيط، ولديهم وجهة نظر فى معالجة قضايا وزاراتهم، كما أنهم مفكرون في المجالات الخاصة بالحقائب الوزارية المسندة لهم، ومتفائل جدا بهذا التعديل، وسيظهر ذلك واضحا على أداء الحكومة فى الفترة القادمة.


ماذا عن لقاء السيسي بنتنياهو وملك الأردن.. وما سر الكشف عن هذا اللقاء الآن؟

هناك العديد من الأمور ترد من الجانب الإسرائيلي فى هذه الأيام منها هذا الأمر، وكل ما يقال مشكوك فيه، فى حين أن مصر كان لها دور كبير فى رفض نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ولا أعلم إذا كان هذا الرفض سببا فى إثارة مثل هذه الأقاويل أم لا.


ولكن مؤسسة الرئاسة لم تنف حدوث اللقاء؟

ليس بالضرورة أن تنفى مؤسسة الرئاسة اللقاء أمام الرأى العام، لكن سلسلة التسريبات الأخيرة تثير التساؤلات حول وجود أهداف لها في هذا التوقيت، خاصة أن إسرائيل هي العدو التقليدى للوطن العربي، كما أن مصر دولة وضعت على عاتقها المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، والحقوق العربية، فضلًا عن أن «لعبة المخابرات» في هذه التسريبات «واردة»، ولكني أتشكك فى كل ما يقال من قبل الجانب الإسرائيلي حاليًا.


كيف تنظر إلى الخلاف الدائر الآن بين مصر والسعودية.. ومتى سينتهي؟

العلاقات المصرية السعودية مهمة جدا؛ لأن القاهرة والرياض جناحا الأمة العربية، وتدهور العلاقات المصرية السعودية يصب فى صالح أعداء الأمة العربية وفى صالح من يتربص بحقوق الشعوب العربية، كما أن الخلافات الموجودة حاليا أمر طبيعي، وهذا يحدث بين الأشقاء، ونحن فى حاجة إلى وجود تفاهمات حول نقاط الخلاف.


ما رأيك فى إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للبلاد؟

الرئيس نجح فى المرور بالبلاد فى مرحلة صعبة جدا بكثير من الملفات المهمة والحرجة، كما أن الصحف العالمية وصفته بأنه الرجل الذى استطاع أن ينقذ مصر ويعبر بها إلى بر الأمان؛ للحفاظ على تماسك الدولة، فضلا عن قدرته على «الإصلاح الاقتصادي»، ولا يزال الشعب يتطلع أن يتدخل الرئيس لرفع المعاناة عنهم فى معالجة ارتفاع الأسعار، كما أن أداءه فى السياسة الخارجية أكثر من رائع ووضع مصر على الخريطة الدولية.


يوجه اتهام دائمًا لك بأنك بعت الثوار وارتميت فى أحضان السلطة.. ما تعقيبك؟

لا أهتم بمثل هذا الكلام، لأن كل ما يقال جمل واسعة و«مطاطة» لا تحمل جانبًا من الموضوعية، وشاركت فى ثورة يناير و30 يونيو، ونزلت ضد مبارك والإخوان، وأيدت عبد الفتاح السيسي بشكل واضح فى العلن، وليس فى الغرف المغلقة، وجميع مواقفي معروفة وأعلنها بشكل واضح، وصادق مع نفسي، وبالتالي أنا أمارس دورى فى محاولة توفير أكبر قدر من حقوق الإنسان والحريات، وهذا أبلغ رد على بعض هذه المهاترات، ومن يرددون هذا الكلام، ليس لهم دور.


كيف ترى عودة رجال مبارك للمشهد؟

الشباب الذين ينتمون لثورتي يناير و30 يونيو عليهم العمل أكثر على أنفسهم، والعمل على ملء الفراغ السياسي، والمشاركة في الأحزاب؛ لعدم السماح بعودة رجال «مبارك» من جديد.