رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مؤامرة «كشف المستور» الإسرائيلية للوقيعة بين السيسي والشعب

السيسي ونتنياهو -
السيسي ونتنياهو - أرشيفية


منذ قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والصحافة الإسرائيلية تمدحه وتثني عليه بطريقة غريبة لدرجة أنه أصبح بالنسبة لهم «كنزًا إستراتيجيًا».

ولكن في الفترة الماضية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتفاقيات ولقاءات سرية جرت بين السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».


كما كشف وزير إسرائيلي بدون حقيبة عن موافقة السيسي على منح قطعة من سيناء للفلسطينيين، فضلًا عن قيام قنوات الإخوان ببث تسريبات لـ«سامح شكري» وزير الخارجية، وهو يتحدث مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن اتفاقية جزيرتي «تيران وصنافير».


كل ذلك يؤكد – حسب الخبراء – على وجود مخطط إسرائيلي للوقيعة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، من خلال تسريب اللقاءات السرية ونشر الاتفاقيات في وسائل الإعلام، ومن خلال المسئولين الإسرائيليين أنفسهم، لإظهار الرئيس بمظهر العاشق لـ«تل أبيب».  


اللقاء السري

كشفت صحيفة «هآرتس» عن لقاء سري جرى في مدينة العقبة قبل سنة، برعاية وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وجمع بين السيسي و«نتنياهو»، والعاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني».


وأشارت الصحيفة، إلى أن «كيري» قدم في هذا الاجتماع خطة سلام إقليمية مع الدول العربية والفلسطينيين، على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود عام 67 واعتراف الفلسطينيين مع الدول العربية بإسرائيل كـ«دولة يهودية»، ولم يبد رئيس وزراء إسرائيل استجابة إيجابية لهذه الخطة متذرعًا بعدم قدرته على الحصول على دعم كاف من الائتلاف الحكومي.


وأضافت الصحيفة، أنها تلقت تفاصيل هذا اللقاء السري، وبنود خطة «كيري» من قبل مسئولين كبار في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع والظروف الدولية.



وأضافت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يكن جزءا من هذا الاجتماع، وقد طلب جون كيري من العاهل الأردني، الضغط على الرئيس الفلسطيني للقبول بهذه الخطة والعودة إلى المفاوضات، وطلب من الرئيس «السيسي» الضغط على «نتنياهو» للقبول بهذه الخطة، كما طلب منهما «كيري» إقناع السعودية والإمارات العربية ودول عربية أخرى للموافقة على هذه الخطة ودعمها والمشاركة فيها.


توطين الفلسطينيين في سيناء

كما تناقلت «وسائل الإعلام» تغريدة على تويتر عن الوزير الإسرائيلي بلا حقيبة «أيوب قرا»، بالتزامن مع زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يزعم فيها أن «نتنياهو» اتفق مع «ترامب» على تبني ما وصفها بخطة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء.


وقال الوزير الاسرائيلي في تغريدته، إن «ترامب ونتنياهو سوف يتبنيان خطة السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء».


تسريبات سامح شكرى

كما أذاعت قناة «مكملين»، تسجيلين صوتيين منسوبين لوزير الخارجية سامح شكري، وهو يتحدث مع «إسحاق مولخو» المستشار الخاص لـ«بنيامين نتنياهو»، وهما يناقشان بنود اتفاقية جزيرتي «تيران وصنافير» المبرمة بين مصر والسعودية.


ووفق التسجيلين، عرض وزير الخارجية على الدبلوماسي الإسرائيلي، بنود اتفاقية نقل السيادة على الجزيرتين للسعودية؛ ليوافق الأخير عليها بعد تعديلها بناء على طلبه.


الإشادة بالسيسي

عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وعزل «مرسي» كان رد فعل الإعلام الإسرائيلي مرحبًا ومحتفيًا بهذه الخطوة، ففي 11 من يوليو عام 2013، وصفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، «السيسي بأنه بطل إسرائيل الجديد»، مشيرة إلى أن ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ كلها مع السيسي.


أما صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فقد وضعت صورة السيسي على صدر صفحتها الأولى وكتبت: «السيسي البطل.. استعاد مصر من قبضة الإسلاميين لأحضاننا من جديد».


وبعد وصول «السيسي» للحكم، سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على العلاقة التي تجمع بينه، وبين دوائر صنع القرار في «تل أبيب»، فقد نقلت صحيفة «هاآرتس» عن وزير الإسكان الإسرائيلي «يوآف غالنت»، قوله إن إسرائيل محظوظة؛ لأن السيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر، مشبهة إياه بالرئيس الأسبق حسني مبارك «بعد عملية تجميل ».


ويقول الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حديث الوزير الإسرائيلي، عن موافقة «السيسي» على توطين الفلسطينيين في سيناء كلام عار عن الصحة، مستبعدا قيام الرئيس بمناقشة هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.


وأكد «اللاوندي» أن السيسي لا يمكن أن «يفرط» في شبر من أرض مصر، وأن جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معها، هم من يروجون هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة؛ للوقيعة بين الرئيس والشعب.


ويقول الدكتور طارق فهمي، رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إنه لوحظ خلال أسبوع واحد خروج عدد من الأكاذيب الإعلامية الإسرائيلية، منها الحديث عن استدعاء السفير الإسرائيلي من مصر، على خلاف الحقيقة، وأن السفير الإسرائيلي يقضي وقته دائما بين القاهرة وتل أبيب، ولم يتم رصد أية تهديدات من تنظيم داعش لاغتيال «ديفيد جوفرين» أو أعضاء السفارة، والخارجية المصرية أحسنت صنعا عندما أعلنت أن مصر لم تحاط علما بهذا الاستدعاء.


وأضاف «فهمي»، أنه لا يجب الثقة في الأخبار التي تصدر عن الإعلام الإسرائيلي؛ لأنه «إعلام ملون» يبث المعلومات «المزيفة»، أو المضللة، مشددًا على ضرورة  التدقيق في هذه المصادر الإسرائيلية، وأن يتم التعامل معها بجدية، وأن يكون هناك حذر في التعامل معها، مؤكدا أن الهدف من كل ذلك هو إحراج الحكومة المصرية، وإحراج السيسي شخصيًا.


ويقول الدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ اللغة العبرية في جامعة عين شمس، إن الهدف من كل هذه التسريبات هو محاولة الوقيعة بين السيسي والشعب المصري، وبالتالي كل ما يقوله الإعلام الإسرائيلي عن مصر عبارة عن أكاذيب لا أساس لها من الصحة.


وأكد «عبد الوهاب»، أن السيسي لا يحب إسرائيل، مشيرًا إلى أن التعاون بين مصر وإسرائيل مقتصر على الشأن الأمني والعسكري في سيناء.


ولم يستبعد أستاذ اللغة العبرية وجود تعاون بين إسرائيل وقطر في هذا الشأن؛ لتشويه القيادة المصرية والوقيعة بينها وبين الشعب.