رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة «تل أبيب» القذرة لتوريط مصر فى حرب بالوكالة مع «دولة الملالي»

السيسي ونتنياهو -
السيسي ونتنياهو - أرشيفية


تشهد منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام تحركات «تركية - إسرائيلية» لبناء تحالفات إقليمية لمواجهة القوة المتنامية لإيران في المنطقة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الولايات المتحدة الأمريكية والتقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكدت القناة الأولى الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيبحث مع الرئيس الأمريكي في واشنطن فكرة تشكيل محور إقليمي يضم مصر والسعودية وإسرائيل، وقال قال معلق الشئون العربية في القناة «عوديد غرانوت» إن ترامب «ومن منطلق ميله لعقد الصفقات معنا باستغلال حاجة السعودية لخطواته ضد إيران، وحاجة السيسي للدعم، سيعمل على جمعها في محور إقليمي مع إسرائيل"، منوها إلى أن التقاء المصالح بين إسرائيل ودول الخليج تعاظمت في السنوات الأخيرة على خلفية التهديد الإيراني، الذي يمثل هاجسا مشتركا لـ«تل أبيب» ولهذه الدول.


أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد قام بجولة خليجية شملت البحرين والسعودية وقطر، حيث كشفت تقارير صحفية أن الجولة الخليجية التي يقوم بها «أردوغان» تهدف إلى إقامة محور سني بقيادة أنقرة والرياض لمواجهة التهديدات الإيرانية للمصالح العربية والتركية في المنطقة، لاسيما بعد التوتر الحالي في العلاقات الإيرانية الأمريكية، وسعى الرئيس الأمريكي لتشكيل تحالفات إقليمية لمواجهة ما سماه الخطر الإيراني.


في المقابل تراهن إيران لمواجهة كل هذه التحالفات الإقليمية ضدها على تحالفها مع روسيا وسوريا والعراق، وعلى أذرعها في المنطقة، مثل حزب الله والأحزاب الشيعية في العراق والميليشيات التي تقاتل في سوريا والحوثيين في اليمن.


الحديث عن التحالف «السعودي - الإسرائيلي» لمواجهة المشروع النووي الإيراني بدأ منذ سنوات، لكن الجديد هو انضمام مصر لهذا التحالف، فقد كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد اكتمال ملامح «تحالف ثلاثي» يجمع القاهرة وتل أبيب والرياض، مؤكدة أن العلاقات بين السعودية وإسرائيل ستخرج قريبا إلى العلن، ولن تستمر في نطاقها السري الحالي.


وأكدت الصحيفة، أن تنازل مصر عن جزيرتي «تيران وصنافير» إنما مجرد «غيض من فيض» من التحركات السرية التي تحدث وراء الكواليس، فظاهريا نقل السيطرة على الجزيرتين من مصر إلى السعودية جزء من التغييرات التي ستطال هذه المرة اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل ومصر.


وأوضحت «معاريف» أن الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لم تعترض مؤخرا على نقل الجزيرتين إلى السعودية كونها ترى أن الرياض وتل أبيب والقاهرة حلفاء بارزين يشكلون نوعا من التحالف السري الذي بدأ يطفو على السطح خلال الأيام الأخيرة.


وأكدت «معاريف» أن المصلحة المشتركة في المقام الأول بين السعودية وإسرائيل مواجهة الخطر الأكبر المتمثل في إيران، حيث في الماضي كانت هناك تقارير تفيد بأن السعودية وافقت أن تمر طائرات سلاح الجو الإسرائيلي عبر مجالها الجوي في حال قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.


هذه التحالفات الجديدة التي تسعى كل من تل أبيب وأنقرة بناءها، تطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام منها:


أولا: هل ستتخلى مصر عن علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا وسوريا وإيران والعراق من أجل عيون نتنياهو وترامب، ومن أجل ترميم علاقتها بالمملكة العربية السعودية، وما المقابل التي سوف تحصل عليه من ذلك؟.


ثانيا: هل هناك صراع على زعامة المنطقة بين كل من إيران وتركيا وإسرائيل والسعودية، وأين مصر من هذه الزعامة؟


عن هذا الموضوع يقول السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أي تحالف يتم تشكيله من خارج المنطقة يكون ملغوما من داخله وسوف ينفجر في أي لحظة، لأن الشعوب العربية بغض النظر عن مواقف أنظمة الحكم، لا تقبل هذا الأسلوب، والكل يتذكر أن حلف بغداد سقط لأنه كان ضد رغبة الشعوب العربية، وبالتالي أي محاولة لصنع أحلاف لا تقوم على الأعمدة الرئيسية داخل الإقليم وبتدخل من أمريكا وإسرائيل ستفشل، كما أن الحديث عن الخطر الإيراني الآن يشبه ما كان يسمى بالخطر الشيوعي، وكانت إيران جزءًا من هذا التحالف.


وأكد «مرزوق» أن هناك مخططًا إسرائيليًا منذ زمن لإدخال المنطقة في حروب مذهبية وطائفية، وقد نجحت جزئيا في ذلك، وبالتالي العرب يحتاجون إلى رجل رشيد قبل الانزلاق في الحروب الدينية التي كانت سببا في خراب أوروبا لسنوات طويلة، مشيرا إلى أنه رغم أن إيران تمثل قلقا شديدا لدى دول الخليج، لكن ليس من المستحيل التوصل إلى صيغ سياسية للتعامل معها، وبالتالي على العرب عدم الدخول في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والتي تريد إسرائيل أن تشنها على إيران، على قاعدة «عدو عدوي صديقي»، مؤكدا أنه لا ينبغي الهرولة من العرب لتدشين تحالفات سياسية ضد إيران بقيادة إسرائيل وترامب في أمريكا.


ولم يستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، إقامة تحالف «مصري - إسرائيلي - سعودي» في ظل وجود هذه الأنظمة العربية، لكن هذا سيكون نوعا من الجنون الإسترتيجي، لاسيما أن العواصم العربية أصبحت في مرمى الصواريخ الإيرانية «البالستية» بعيدة المدى، وبالتالي ليس من مصلحة مصر أو السعودية الدخول في حرب تريد إسرائيل شنها على إيران.


وشدد «مرزوق» على أن مصر ليس لديها سياسة خارجية واضحة حتى الآن، فهي لم تستفد شيئا من علاقتها مع روسيا ودعم نظام بشار الأسد، بل تقوم بمجموعة من ردود الفعل، مشيرا إلى أن العرب أصبحوا مجرد تابعين، وليس لهم سياسة مستقلة، وهم يدفعون أثمانًا باهظة لتلك السياسة حاليا، بسبب قيامهم بدور التابع، مؤكدا أن الفترة القادمة ربما ستشهد المنطقة حروبا بالوكالة بقيادة إسرائيل وإيران يكون وقودها العرب.


وتابع: «إيران سوف تستخدم وكلاءها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان وميليشياتها في سوريا، وإسرائيل بضغوط من أمريكا؛ لتوريط مصر والسعودية في حرب مع إيران، وهذا ربما يؤدي إلى انهيار النظام العربي وسقوط الأنظمة العربية بالكامل، مؤكدا أن إسرائيل تحاول استغلال نقاط الضعف في الأنظمة العربية.