رئيس الاتحاد النوبي لـ"الجارديان": تلقيت تهديدات بالاعتقال لحل الاتحاد
نشرت صحيفة الــ"جارديان" البريطانية، تقريرًا انتقدت خلاله الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية لطرح مليون ونصف مليون فدان من أراضي توشكى للبيع إلى المستثمرين، دون مراعاة لأهالي النوبة.
ونقلت الـ"جارديان" ما قاله محمد عزمي، رئيس الاتحاد النوبي العام، من أنه تلقى تهديدات بالاعتقال من قبل السلطات الأمنية فى مصر إذا لم يقم هو وزملاؤه بحل الاتحاد وتجميد أصولهم، موضحًا أن النوبيين الآن مضطرين لدفع الأموال التي تريدها الحكومة لعدم ترك أراضيهم التي عاشوا فيها لسنوات طويلة.
ووفقًا لما نشرته الصحيفة، فإن "عزمي" يرى أن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة من أجل تطوير 17 قرية نوبية سوف يستفيد منها الكثير من الأشخاص ماعدا النوبيين.
وقالت " الجارديان" في تقريرها، إن هذا المشروع يعد دليلا على أن الحكومة المصرية غير مستعدة لمساعدة النوبيين على تطوير أراضيهم، وتريد أن تسلك الطريق الأسهل بالنسبة لها والمتمثل في بيع هذه الأراضي للمستثمرين، وهو ما يعكس الخلاف الطويل بين الخطط التي تريدها الحكومة وبين رغبة النوبيين في حماية أراضيهم وتاريخهم.
وأضافت الصحيفة، أن هذا المشروع يبدو إيجابيا ومنطقيا، خاصة وأن إجمالي نسبة الشعب المصري 95% يعيشون على مساحة لا تتعدى 3%، لذلك فإن هذا المشروع يساعد على خلق مساحات زراعية للشعب المصري، ولكن بعض منتقدي الحكومة المصرية يرون أن هذا المشروع من الممكن أن يمثل منعطفًا جديدًا نحو ما تتميز به الحكومة المصرية الآن من سوء الإدارة والوعود كاذبة.
وألقى التقرير الضوء على رؤية النوبيين أنفسهم للمشروع، الذين يرون أنه يعد إهانة جديدة لهم من قبل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وترى فاطمة إمام ساكورى، ممثلة أهل النوبة في لجنة الخمسين، أن حكومة السيسي لا تفي بالتزاماتها الدستورية حيال أهل النوبة وتتعمد الاستمرار في سياسة التمييز والعنصرية تجاههم، مؤكدة أنه في حالة وجود مستثمرين يريدون إقامة مشاريع في النوبة فسيكون من الأفضل لهم التعاون مع النوبيين مباشرة، لأنهم يعرفون قيمة أراضيهم وما تحويه من كنوز أفضل من الحكومة، على حد قولها.
من جانبه، قال ديفيد سيمز، مؤلف كتاب "أحلام الصحراء المصرية"، إن هذا المشروع الذي تحلم الحكومة بتحقيقه يحتاج إلى استصلاح 10.000 فدان على الأقل، ومن الصعب معرفة إذا كان هذا المشروع يمكن تنفيذه بنجاح أم لا، بالإضافة إلى أنه من الصعب تحديد وتقييم جدوى له لأن هناك العديد من المعلومات المبهمة بالنسبة للمستثمرين أنفسهم، موضحا أن الصحراء تعتمد على المياه الجوفية وهو ما يعد أمرا مقلقا.
واختتمت الـ"جارديان" تقريرها، بالتشكيك في تصريحات ممثلي الحكومة حول أن هذا المشروع سوف يساعد على خلق فرص عمل جديدة للشباب، مشيرة إلى أن الاعتماد الأكبر الآن على التكنولوجيا الحديثة.