رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«جنرال المخابرات» يصب الزيت على النار لـ«تسخين» الخلافات بين مصر والسعودية

السيسي وسلمان والحميدان
السيسي وسلمان والحميدان والملك عبد الله


يبدو أن السعودية ومصر ستدخلان من جديد مرحلة «ساخنة» من الخلافات «المدوية» التي ظهرت للعلن خلال الشهور الماضية؛ بسبب تباين مواقف البلدين فيما يخص الأزمتين السورية واليمنية، فضلًا عن الآثار الجانبية التي سببتها اتفاقية التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير»، وما تلى ذلك من إيقاف شحنات «بترول أرامكو» عن مصر، والتحركات السعودية المشبوهة في إثيوبيا لـ«تعطيش» المصريين عن طريق المساهمة في تنفيذ مشروع سد النهضة.



وبالرغم من الجهود السياسية «الجبارة» التي بذلتها دول مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت؛ لرأب الصدع، وإنهاء الخلافات بين القاهرة والرياض، إلا أن هذه الجهود فشلت فشلًا «مدويًا»، واستمرت الخلافات بين البلدين تنتشر وتتوغل حتى وصلت لمراحل خطيرة.







الحديث السابق يؤكده خروج الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان، رئيس الاستخبارات السعودية، مهاجمًا التقارب المصري الأردني فيما يخص الأزمة السورية، مشيرًا في تصريحات صحفية، إلى أن الرياض لديها معلومات تؤكد أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» تعهد للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بدعمه على مختلف الأصعدة إذا شارك في حل الأزمة السورية، وأن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لم يعارض ذلك.



واتهم «الحميدان» واشنطن وموسكو والقاهرة بالعمل على «تهميش» دور المملكة العربية السعودية في القضية السورية، مشيرًا إلى أن الرياض «لن تتغاضى عما قامت به كل من الأردن ومصر في تلبيتهما لقرار اتخذه الجانب الروسي من دون التنسيق مع السعودية والدول العربية الأخرى».



وواصل «الحميدان» الهجوم على القاهرة قائلًا:«وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في 27 يناير الماضي، أن تتجنب كل من الأردن ومصر ما يمكن أن يوتر العلاقات بين الدول العربية».






ووصل «الغضب السعودي» مداه بعد رفض الحكومة السورية مشاركة السعودية في محادثات «أستانة» التي عقدت في 23 يناير الماضي، بشأن الأزمة السورية.



وكان من أهم النتائج التي توصلت لها اجتماعات «أستانة» حول سوريا، إعلان كل من روسيا وتركيا وإيران، تثبيت وقف إطلاق النار في الأراضي السورية، واعتماد آلية ثلاثية لمراقبة التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في سوريا وضمانه.



وبالرغم من عدم مشاركة مصر في اجتماعات «أستانة» بين فصائل المعارضة والحكومة السورية التي عقدت في «كازاخستان»، إلا أن القاهرة نسقت مع موسكو في هذا الشأن، وهو الأمر الذي دائمًا ما يغضب المملكة العربية السعودية.



الخلافات السياسية بين القاهرة والرياض ستجدد خاصة مع وجود جولة ثانية من محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة يومي 15 و16 فبراير في أستانة.



وتأتي المحادثات الجديدة الرفيعة المستوى في إطار عملية أستانة لإيجاد تسوية للوضع في سوريا، بمشاركة الحكومة السورية وممثلي المعارضة المسلحة السورية، والمملكة الأردنية الهاشمية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إلى هذه المفاوضات التي تجرى برعاية روسيا وتركيا وإيران.


نرشح لك:


«الصفعة الكبرى».. سيناريو لجوء السعودية للتحكيم الدولي في قضية «تيران وصنافير»



«طعنة جديدة من الشقيقة».. السعودية تنتقم من مصر في مجلس الأمن



كما سيحضر ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية سيحضرون بصفة مراقبين.



ستتناول المباحثات الجديدة تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، وتدابير تحقيق الاستقرار في مناطق معينة، واعتماد قواعد لمجموعة عمليات مشتركة، والتوافق على تدابير إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى عدد من الخطوات العملية الأخرى في ضوء المحادثات القادمة في جنيف".



يُذكر أن الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، حول الملفات الإقليمية، ظهر للعلن، مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي تعترض عليه الرياض، وما تلى ذلك من وقف شركة أرامكو السعودية، إمدادات البترول إلى.



وقدمت الرياض، الداعم الأكبر لمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساعدات اقتصادية كبيرة للقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، إلا أن مواقف البلدين لم تكن منسجمة في بعض الملفات الإقليمية، مثل الملفين السوري واليمني.

نرشح لك: