رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

نجيب جبرائيل: البرادعي لم يخن الوطن.. وإذا كان التبشير ممنوعًا فأغلقوا الكنائس وصادروا الإنجيل.. «حوار»

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع نجيب جبرائيل


الطوائف المسيحية وراء الخلاف على قانون «الأحوال الشخصية»

لا نريد إعلامًا منبطحًا أو مهاجمًا.. وسنرفع قضية للطعن على حفظ تحقيقات قضية «سيدة الكرم»


الطلاب المسيحيون يُجبرون على حفظ القرآن والأحاديث النبوية


أوافق على المصالحة الوطنية التى «تثتثنى الإخوان»


نواب البرلمان تركوا عملهم الحقيقى وتفرغوا للاحتفالات والإعلام


مجدى خليل لا يمثل الأقباط ويعمل فى «الجزيرة» وكل همه جمع المال


قال الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لـ«حقوق الإنسان»، إن لجنة الـ100 الخاصة بالطعن على قرار حفظ التحقيقات في قضية «سيدة الكرم»، تضم عددًا كبيرًا من الشخصيات العامة، مثل فاطمة ناعوت، وطارق حجي، وأحمد كريمة، منوهًا إلى أن اللجنة تتمنى أن تحصل سعاد ثابت على حقها.


وأضاف «جبرائيل» في حواره لـ«النبأ»، أن عددًا من أعضاء مجلس النواب لا يعرفون الفرق بين البيان وطلب الإحاطة، ويهتمون فقط بالظهور في الإعلام، منوهًا إلى أنه ضد الهجوم الشرس الذي يتعرض له الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية»، خاصة أن تصريحاته تعد رأيًا خاصًا ولابد من ممارسة الديمقراطية بشكلها الحقيقي.


ما السبب وراء تشكيل لجنة الـ100 للطعن على حفظ تحقيقات قضية سيدة الكرم؟

فوجئنا بحفظ التحقيق مع سعاد ثابت، المعروفة إعلاميًا باسم «سيدة الكرم»، وكانت مفاجأة، ليس للمسيحيين وحدهم؛ بل للمسلمين؛ لأن هذه الواقعة انتفض لها المصريون جميعًا، لأنها غريبة عن مجتمعاتنا، كما أن رئيس الدولة، عبد الفتاح السيسي، اعتذر عما حدث في هذه الواقعة، وقال فى تصريحات معلنة إن هذه السيدة لابد أن تأخذ حقها، مهما كان الشخص الذي ارتكب هذا الجرم، وعندما يتحدث الرئيس عن ذلك، فلابد أنه قد حصل على معلومات وضعت أمامه من الأجهزة الأمنية والمخابراتية، ونحن قدمنا مذكرة وقعت عليها العديد من الشخصيات العامة والحقوقية والدينية، ووصل عددهم إلى أكثر من 100 شخص، على رأسهم فاطمة ناعوت، طارق حجي، وأحمد كريمة.


هل تتوقع إلغاء قرار حفظ التحقيقات في القضية؟

بالطبع.. لدينا أمل كبير فى الطعن على القرار من قبل النائب العام، المستشار نبيل صادق، ويصدر قرار بإعادة فتح التحقيق مرة أخرى، لتتمكن سعاد ثابت من الحصول على حقها بعد إهانتها، وإذا لم يحدث هذا، سنقوم برفع قضية فى المحكمة للطعن على قرار حفظ التحقيقات، وهذا إجراء قانوني.


وكيف ترى دور أقباط المهجر في هذه القضية.. ومهاجمتهم للنظام؟

بعض وسائل الإعلام في الخارج حاولت تصوير الوضع فى مصر وكأن الأقباط يعيشون في اضطهاد مستمر، وربما هذا الأمر هو الذي يدفعهم إلى مهاجمة النظام فى مصر، لكننا نتواصل معهم، ونحاول إفهامهم حقيقة الوضع، وأنها ليست سوداء كما يرون، وأن هناك خطوطًا بيضاء في «الثوب الأسود»، ولكن حتى الآن هناك بعض الأشياء لم يتم إصلاحها.


ما هذه الأشياء؟

حتى الآن، هناك مشكلات في قانون بناء الكنائس، وتولي المسيحيين الوظائف الرفيعة، فلم نجد رئيس جامعة، ولا مدير أمن،  ولا محافظ،  ولا أستاذ أمراض نساء في جامعات مصر، «مسيحي»، كما أن مناهج التعليم فى مصر لم تهتم بـ«الحقبة القبطية»؛ التي تمثل 2000 سنة من الزمان، أما اللغة القبطية وأدبياتها، فلا يوجد قسم لها في كليات الآداب لها، ولكن نجد قسمًا للغة العبرية، وقسمًا للغة الفارسية، أما مناهج التعليم فهي مناهج مشوهة، ونجد أن كل كتاب من الكتب يحتوي على سورة من القرآن، ولا أعترض على ذلك، ولكن أعترض على تدريسه للطلاب الأقباط، وإجبارهم على حفظ القرآن، وتجويده.


لماذا تم اتهام تواضروس من قبل المسيحيين بأنه ارتمى في حضن السلطة؟

لا أحد ينكر أن الأقباط كان لهم دور هام فى ثورة 30 يونيو، ودفعوا فاتورة كبيرة بسبب هذا الدعم، مثل حرق أكثر 140 كنيسة، فشيء طبيعي أن ينعكس هذا على العلاقات السياسية بين السلطة والأقباط، الأمر الثاني أن البابا لن يتحدث عن شأن قبطي يدخل فى نطاق المواطنة، وهذا ما حدث في واقعة «سيدة الكرم»، ولكنه استقبلها لـ«تطييب خاطرها»، وهذا هو المنهج السليم، فأرفض أن يتجه الأقباط للكنيسة لحل مشاكلهم، وأرفض أن يعلق البابا على أى شيء يدخل في موضوع المواطنة؛ لأنه لا يجوز أن يتدخل فى موضوعات تهم الدولة، وكنا من قبل نلجأ للكنيسة فى عهد الراحل البابا شنودة؛ بسبب الإقصاء التام لنا من قبل الدولة، ولكن عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي من قلب الكاتدرائية أنه سوف تقام مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية، فلابد أن نلجأ للدولة وليس للكنيسة، كما أننى ضد من يلجأ للكنيسة فى للتظاهر وحل مشاكلهم بالدولة، وضد رجال الدين والكهنوت يصعدون على المنابر الإعلامية فلا يجوز أن يتقمص أى دور سياسي، ولابد أن يتفرغوا للعمل الدعوى.


ولكن هناك اتهام للبابا بأنه انخرط في السياسة خاصة عندما أرسل وفدًا لاستقبال الرئيس في واشنطن؟

هناك فرق بين الانخراط في السياسة، والعمل الوطني؛ فعندما يتحدث البابا تواضروس، ويعلق على أى شيء بالدولة، يكون من دافع مصلحة الوطن، فالبابا لم يمارس إطلاقًا أي عمل سياسي، كما أن البابا عندما أمر بإرسال وفد لأمريكا لاستقبال السيسي، كان الهدف منه «التكبير» برئيسنا في العالم، ورسالة للعالم بأن مصر ليست «ممزقة» كما يدعى البعض، ولكن كتلة ونسيج واحد.


ما تقييمك لقانون بناء الكنائس؟

خطوة متقدمة غير مسبوقة فى وقت عشنا فيه قرنًا من الزمان نعاني، ولكن هناك مشكلة فى هذا القانون، وهي أن المادة الثالثة منه تُعد «لغما»، وربما تنسف هذا القانون بأكمله، وهي التي تنص على أنه «حينما تبنى كنيسة.. فلابد أن يكون هناك عدد مناسب من السكان، وأن يُراعى النمو السكاني»، فهذه المادة غير دستورية.


كيف ترى تقدم منظمة قبطية بقانون بالكونجرس متعلق بمتابعة بناء الكنائس؟

القانون المقدم في الكونجرس لم تقدمه أي منظمة مسيحية على الإطلاق.


ولكن مجدى خليل تحدث عن ذلك وقال إنها نفس المنظمة التي تقدمت بقانون إدراج الإخوان كجماعة إرهابية؟

مجدى خليل لا يمثل الأقباط ويعمل في قناة «الجزيرة»، وكل ما يهمه هو الحصول على الأموال، وتحقيق مصالحه، كما أنه لا يرى فى الأقباط سوى نفسه، وعندما كنا فى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالكونجرس، لم يجرؤ على الاقتراب من الأقباط، ولم نره نهائيًا.


هل سيرى قانون الأحوال الشخصية النور أم لا؟

الخلاف حاليًا في هذا القانون ليس مع الدولة أو مجلس النواب، ولكنه مع الطوائف القبطية الثلاث، فهناك من يرى ضرورة التوسع في دائرة الطلاق، وهناك من يرى تقييده، وهناك من يبيح الزواج المدنى، وهذه تعد مشكلة، خاصة أن «الأرثوذكس» لا يعترفون بالزواج المدني، وما يؤخذ على هذا القانون أنه توسع في حرية الطلاق مثل «الزنى الحكمي»، وطلاق الهجر لمدة 5 سنوات، والشذوذ والإلحاد.


هل هذا القانون سيكون سببا فى عودة التظاهرات ضد البابا إذا رفض الزواج المدنى؟

لا أعتقد.. لأن هذا القانون سيحل مشاكل كثيرة، كما أن الذين يخرجون ضد البابا تواضروس هم من لديهم مشاكل ويمثلون شريحة بسيطة جدا، فعدد الأقباط فى مصر 18 مليون مسيحى، فعندما يخرج المئات في تظاهرات ضد البابا فهؤلاء لا يمثلون الشريحة المسيحية، ولكن ليس بالمظاهرات تُحل المشاكل، ولكن الزواج المدني لا يمكن أن توافق عليه الكنيسة.


كيف ترى المطالبات بالعفو الرئاسى على بعض المسيحيين المتهمين في قضايا ازدراء الأديان؟

قانون ازدراء الأديان مخصص فقط لمن يزدرى الدين الإسلامى، ولا يطبق إلا عليهم، ولم يطبق ولو مرة واحدة على من يزدري الدين المسيحي، فهناك أكثر من 16 حالة منهم 10 محبوسين حتى هذه اللحظة، والبعض منهم هرب خارج البلاد وخاصة الأطفال الذين كانوا يسخرون من «داعش»، وليس الإسلام، فحبس هؤلاء يعد دفاعا عن داعش، وكذلك هناك 3 من شباب المسيحيين كانوا يقدمون تمرًا في رمضان للمسلمين، ورسائل تحض على المحبة والسلام، والبعض اعتبر هذا الأمر تبشيرًا، وتم القبض عليهم، وخرجوا بكفالة 10 آلاف جنيه، وهذا كله يطرح سؤالًا هامًا وهو: إذا وزع الكتاب المقدس على الناس.. هل هذا يعد تبشيرًا؟ خاصة أنه متوافر في المكتبات؟.. وهناك سؤال آخر: هل هناك قانون يحظر التبشير، فإذا كان هذا التبشير ممنوعًا، فأغلقوا الكناس.. وصادروا الإنجيل، فالتبشير ليس معناه أن يتم تحويل المسلم إلى المسيحية، فأنا مع التبشير بمعناه الصحيح وهو التبشير بكلام المسيح عن المحبة والسلام.


كيف ترى أداء مجلس النواب حتى الآن؟

المنتج عن مجلس النواب لا طعم له ولا رائحة، ولا يثمن من جوع، كما أن النواب ليس لديهم خبرة، فنجد اشتباكات و«تراشقًا» بالألفاظ، وصراعات على رفع قيمة المكافآت، والمواطن ليس موجودًا على بالهم، كما أن المجلس لم يصدر قوانين تهم المواطن سوى قانونين، هما قانون الخدمة المدنية وبناء الكنائس، وهناك العديد من القوانين لم تصدر عنه حتى الآن، مثل قانون العدالة الاجتماعية، والاستثمار، وهناك كثير من النواب لا يعرفون الفرق بين البيان والاستجواب وطلب الإحاطة، كما أنهم تركوا العمل، وركزوا على الاحتفالات والإعلام.


كيف ترى أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

أوضاع «متردية»، فحقوق الإنسان ليست متعلقة بالسجن والفكر والرأى فقط؛ ولكن الحقوق المعيشية أيضًا، كما أنه يوجد تضييق على حرية الرأي، فلماذا يغلق برنامج إبراهيم عيسى، فلا يمكن أن يقصف قلم ولا يهدم رأى ينتقد الحكومة، فهو لم أى يرتكب جريمة عظمى، فهناك تخوف من أن يكون هناك «إعلام منبطح»، وهذا لا نريده، ولا نريد إعلامًا مهاجمًا.


ما السبب في عودة الخلاف الخاص بأزمة دير وادى الريان؟

أزمة دير وادى الريان تم حلها، والدولة تنازلت عن 4 أفدنة، ولكن حدث خلاف بسبب عدم إدارة المشكلة بشكل عقلاني، كما أن هناك اعترافات من الدولة ووزارة الآثار والجيش والبابا تواضروس، والرهبان متواجدون فى هذا الدير منذ عام 1960، وحصلوا على حصص من التموين والبترول، وكذلك أيضا تواجدت بعثات للتنقيب عن الآثار، فلا يصح بعد كل ذلك أن يتم عدم الاعتراف بالرهبان، فالقضية تمت معالجتها بطريقة خاطئة من كل الأطراف.


هل أنت مع المصالحة الوطنية؟

مع المصالحة الوطنية، باستثناء جماعة الإخوان المسلمين.


كيف ترى حوارات الدكتور محمد البرادعي في الفترة الحالية؟

لا تربطني أي صلة بـ«البرادعي»، ولم أقابله إلا مرة واحدة، وأنا ضد هذا الهجوم الشرس ضده، فما يقوله هو رأيه الخاص، كما أنه لم يرتكب خيانة للوطن، فلابد من ممارسة «ديمقراطية حقيقية».