رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إلهام شاهين لـ"النبأ": أعتزل الفن فى حالة واحدة فقط.. وعادل إمام ساهم فى صناعة نجوميتى

إلهام شاهين
إلهام شاهين



- حلقت شعرى بعد حرقه فى مسلسل مع الفنان الراحل نور الشريف
- قدمت  أدوارًا "ببلاش" وكنت قريبة من الموت أثناء تصوير فيلم فى شرم الشيخ
- أحلم بتقديم أدوار الملكة "حتشبسوت" و"شجرة الدر" ولم أجر وراء الفلوس عند اقتحامى مجال الإنتاج  
- "أتمنى أن تكون اختيارات السيسى للناس اللى حوالية صائبة"!!

تمتلك النجمة الكبيرة إلهام شاهين رصيدًا هائلًا من الأعمال التي تركت بصمة واضحة ومميزة في الفن المصري، سواء على الصعيد السينمائي أو الدرامي أو حتى المسرحي، فلكل عمل شاركت فيه كان له طابع خاص وقدمت خلاله دورا مختلفا أبهرت به الجمهور من حين إلى آخر، ومع مرور الوقت لاتزال إلهام شاهين تثبت أنها الممثلة الجريئة المبدعة التي استطاعت أن تصنع تاريخًا طويلًا لنفسها بجدارة.

فتحت الفنانة الجميلة إلهام شاهين قلبها في حوار أجرته مع جريدة "النبأ" تحدثت خلاله عن فيلمها الأخير "يوم للستات"، هذا العمل السينمائي الذي يحمل رقم 100 في مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى نحو 50 عملًا دراميًا، كما تطرقت للحديث عن مخاطر دخولها عالم الإنتاج منذ فيلم "خلطة فوزية"، وكشفت عن أكثر المشاهد التي كادت أن تفقد خلاله حياتها أثناء التمثيل، وأكدت أنها لن تعتزل التمثيل إلا في حالة واحدة فقط! وهى المرض، وإلى نص الحوار..

متى كانت بداية اتجاهك لإنتاج أعمالك بنفسك؟ وكيف جاءتك الفكرة؟
كانت بالصدفة، فأنا لم أقصد على الإطلاق أن أدخل في مجال الإنتاج، ولكنها بدأت معي من خلال فيلم "خلطة فوزية"، ففي بداية الأمر عرض عليَ المخرج مجدي أحمد الفيلم كممثلة فقط، ولكن العمل تعرض للعديد من المعوقات الإنتاجية، فيما اعتبرته أكثر من جهة إنتاجية أنه فيلمًا فنيًا "بحتًا" ويُصلح أن يكون فيلم مهرجانات وليس فيلمًا تجاريًا، ولذلك خشوا أن يخوضوا مخاطرة إنتاجه.

ومن هنا قررت أن أتجه إلى مجال الإنتاج، وقررت أن أكون أنا منتجة هذا العمل، وبالفعل نجح الفيلم في المشاركة بأكثر من مهرجان، وحصد 17 جائزة، وكنت في غاية سعادتي بهذا الفيلم، الذي اعتبرته عملًا فنيًا عاليا ومتميزا، وقررت من بعده أن أتولى إنتاج أي عمل فني مستواه عالٍ إذا خشي المنتجون الآخرون تولي إنتاجه.

هل وجدتي في تجربة الإنتاج مخاطرة كبيرة؟
بالطبع، ولكن هذه المخاطر تكون خسارة مادية، وهذا الأمر لا يعني لي الكثير، لأنني عندما أنتج عملا معينا لا أفكر بالحسابات التجارية، ولا يشغل تفكيري كم من الإيرادات التي سيحصدها هذا العمل أو حتى قيمة المبلغ الذي سأنفقه عليه، ولكن كل ما يهمني هو أن أقدم للعمل كل الإمكانيات الممكنة ليظهر في النهاية كعمل فني "متميز"، بصرف النظر أن يكون عملًا تجاريًا أجني من خلاله الأرباح أو لا.

وأعرف الكثير من المنتجين ممن يرون أن الإنتاج هو عبارة عن حسابات أولًا وأخيرًا، ولكن عندي أنا الحسابات مختلفة فالإنتاج بدون حسابات، فما يُهمني هو الفن والصناعة وبعد ذلك تأتي التجارة، وهذا عكس تمامًا ما يُفكر فيه المنتجون الذين يضعون التجارة قبل كل شيء ولا يشغل تفكيرهم تقديم عمل فني متكامل. ومن وجهة نظري أهم شيء في نجاح أي عمل أن يكون "متميزًا" وبه قيمة، وأتمنى أن أنتج أعمالًا فنية مشرفة للسينما المصرية، تكون إضافة على مدار مسيرتي الفنية.

هل عوضك فيلم "يوم للستات" عن المبالغ الطائلة التي أُنفقت عليه؟
حتى الآن لا أستطيع أن أقول أن هذا الفيلم عوضني ماديًا، لأن ذلك العمل مازال مستمرا في العرض بالسوق، فالدورة الخاصة به لم تنته بعد لكي أحدد إذا عوضني حقًا أم لا؟ أو إذا كان قد حقق لي مكسبًا أم خسارة؟

ما أكثر المواقف الصعبة التي واجهتك في الكواليس؟
المشاهد "الخطرة" تكون الأصعب على الإطلاق على أي فنان، وأنا أحب أن أقوم بعمل مثل هذه المشاهد بنفسي، ولا أفضل وجود "دوبلير"، فأنا "مُجازفة" وأُصر دائمًا على القيام بأعمالي بنفسي، ففي أحد مشاهدي بفيلم "خادمة ولكن" كان يتوجب علي أن أمتطي الخيل، ولم أقم بتلك التجربة من قبل، وكان من المفترض أن أجري بالحصان بأحد المناطق الجبلية في شرم الشيخ، وبالفعل قدمت هذا المشهد ولكنني سقطت من على ظهر الحصان، وكان مشهدا خطيرا للغاية بالنسبة لي، واستمر الحصان في الجري، وأنا خلفه معلقة به.

وتضيف الفنانة "إلهام شاهين" قصةً أخرى ضمن أصعب المواقف التي تعرضت لها، وتقول أتذكر أصعب المشاهد أيضًا التي تعرضت لها على الإطلاق، في مسلسل "أديب" مع النجم نور الشريف، والمخرج يحيى العلمي، عندما طلب مني أن أقدم مشهدا بأن أشعل النار في نفسي وأصررت أن أقوم بعملي من دون "دوبلير"، ولكن المسئول عن الخدع أخطأ ووضع "الكيروسين" بدلُا من الماء على الطرحة التي كنت ارتديها، والنار "اشتعلت في شعري وحرق"، واضطررت حينها أن أحلقه، وارتديت " شعر مستعار" فترة طويلة حتى نبت شعري من جديد. 

هل قدمت "إلهام شاهين" تنازلات في حياتها من أجل "الفن"؟
لا، على الإطلاق، أنا لا أتنازل مطلقًا لأنه لا يوجد أي سبب يجعلني أُقدم على شيء لا أريده.

متى تٌقرر إلهام شاهين اعتزال الفن؟
في حالة واحدة فقط وهى إذا أصابني مرض خطير وقهري يجعلني غير قادرة على التمثيل.

على الرغم من أن بدايتك كانت على المسرح إلا أنك بعيدة تمامًا عنه مؤخرًا.. فلماذا؟
"مش موجودة لأنني لا أرى عملا يجذبني لكي أقبل به"، فأنا قدمت 8 مسرحيات، وكانت بالنسبة لي كفاية، وأرى أن المسرح بوجه عام مرهق للغاية، ويتحتم على الفنان أن يكون متفرغا له تمامًا، وهذه المسألة صعبة بالنسبة لي بعض الشيء، ولكن إذا تقدم لي شيء جيد للغاية، ويستحق أن أشارك فيه سوف أوافق بالطبع.

كم كان أول أجر حصلت عليه النجمة "إلهام شاهين"؟
100 جنيه في الشهر، وأحيانًا كان يصل المبلغ إلى 70 جنيها بعد خصومات الضرائب وغيرها، وكان ذلك على مسرح الدولة ومسرح الجمهورية.

ماذا يُمثل الفنان عادل إمام بالنسبة لـ"إلهام شاهين"؟
هو من قدمني في أول بطولاتي في فيلم "الهلفوت" مع سمير سيف، ووحيد حامد، اللذين كانا مسئولين عن العمل، وتكاتفا في صناعة نجمة اسمها "إلهام شاهين".

هل هناك شخصية معينة تتمني تقديمها؟
نعم، ومعظمها شخصيات تاريخية، فأنا أتمنى أن أقوم بشخصيات الملكات اللاتي حكمن مصر على مدار تاريخها، مثل الملكة "حتشبسوت"، وشجرة الدر، لأنني أرى أن المرأة في العصر القديم كانت قوية جدًا وكانت في أعلى المناصب، ونحن حاليًا في حالة ردة، ويُطالب البعض أن تجلس السيدات في منازلها وتربي أطفالها، وهذا بعد أن كانت المرأة المصرية أقوى نساء العالم.

ما شروطك قبل قبول أي عمل؟
شرطي الأول هو "الورق"، إذا وجدت نفسي مقتنعة بالسيناريو والورق المعروض عليَ، وبالدور الذي سأقدمه للجمهور سوف أوافق عليه فورًا، فشروطي دائمًا ما تكون فنية وليست "مادية" على الإطلاق، لدرجة أن وصل بيا الأمر إلى أدوار كنت سأقدمها "ببلاش".

هل هناك شيء تتمنى إلهام شاهين تحقيقه؟
أنا أطمح فقط إلى أن أكون متواجدة دائمًا إلهام شاهين الفنانة، وأظل وسط الجمهور بأعمال فنية متميزة وأدوار أكون سعيدة بها لأخر يوم في عمري.

من هم أفضل فنانات وفنانين على الساحة الفنية حاليًا؟
الدراما والسينما في تقدم، وأصبح هناك شباب مخرجون يقدمون أعمالا متميزة وجديدة، ولعل كان من لفت نظري رمضان الماضي المخرج محمد ياسين في "أفراح القبة"، فهو مخرج عبقري وموهبته جيدة للغاية وفريدة من نوعها وقدم عملا رائعا لنجيب محفوظ، وأيضًا المخرج محمد شاكر خضر في "جراند أوتيل"، كان مميزا ومخرج شاطر.
ومن الفنانات أنا أحب منى زكي وهند صبري ومنة شلبي، ومن الفنانين أحب أحمد السقا وكريم عبد العزيز، فهما أساتذة حاليًا ونجوم كبار ومهمين وحققوا نجاحات كبيرة.

من تتمنين أن تكوني مثلها من فنانات الزمن الجميل إذا عاد بك الزمان إلى الوراء؟
ليس أحدًا بعينه، ولكنني كنت أتمنى أن أصبح خليطا بين أكثر من فنانة، لأن كل واحدة منهن بها شيء مميز أحبه فيها، مثل الفنانة القديرة الراحلة فاتن حمامة وشادية وهند رستم وسعاد حسني ونادية لطفي، جميعهن قدمن أعمالًا متميزة وكل واحدة منهن تعد نموذجًا فريدًا للغاية.

بالحديث عن الشأن السياسي ما رأيك في الأحوال السياسية حاليًا في مصر؟
نحن نمر بفترة صعبة و"السيسي" عندما استلم الحكم في مصر كانت في ظروف سيئة جدًا، فمن الطبيعي أن ما نمر به حاليًا ليس طموحنا وليس ما نريد أن نصل له، ولكننا في طريقنا للتغيير ومصر ستكون أفضل.

وجهي كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أقول له الله يكون في عونك، أنت أخذت "ميراث" صعب وثقيل، ولكننا هنتحمل الظروف معاك لحد ما تمر بينا لبر الأمان لكننا ننتظر منك الكثير، والكثير، وأتمنى أن اختياراتك دائمًا "للناس إللي حواليك" تكون صائبة.