رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تشريد 300 من شباب «الجماعة» بالسودان على يد «قيادات الإخوان»

شعار جماعة الإخوان
شعار جماعة الإخوان - أرشيفية


تصاعدت أزمة جديدة داخل جماعة الإخوان المسلمين، ولكن هذه المرة في السودان، فبعد أن قررت جبهة القيادات التاريخية إجراء انتخابات جديدة لمكتب القطر، تشمل الإخوان المصريين، وأعلنت فوز محمد الحلوجي، رئيس مكتب الإخوان المصريين في السودان بالانتخابات، وبقاءه في مكانه، مؤكدة أنه جاء بانتخابات نزيهة ولم تتجاوز المقاطعة بها 12% من المسجلين بالمكتب، رأت الجبهة المعارضة في الجماعة، والتي توصف بـ«صقور الإخوان»، أن هذه الانتخابات لا تعبر عن الجماعة؛ لأن من قام بها هو تيار واحد، واستبعد التيار الآخر منها، بناء على تعديلات لائحية سمحت لهم بالسيطرة على مكتب الجماعة في السودان، واستبعدوا خلال هذه الانتخابات كل المعارضين لهم من الكشوف الانتخابية سواء في الترشح أو التصويت.

ودعا المكتب العام للإخوان الجديد الممثل لجبهة «صقور الجماعة»، إلى عقد جمعية عمومية لجميع الإخوان في السودان، والتصويت على إجراء انتخابات جديدة للجماعة، وهو ما تم منذ أسبوعين، ويقود هذا الاتجاه أحمدي قاسم، عضو المكتب التنفيذى لرابطة جماعة الإخوان المصريين فى السودان، وعضو مجلس الشعب السابق، بدعم من الجبهة في مصر.


وبعد انتهاء تلك الانتخابات، وتشكيل كل جبهة لمكتبها برزت أزمة شديدة خلال الأسبوع الماضي، بعدما قرر الطرف الذي يتبع جبهة القيادات التاريخية معاقبة مؤيدي جبهة الصقور مستغلا سيطرته على موارد الجماعة المالية، فتم وقف الإعاشة الشهرية للإخوان والامتناع عن دفع إيجار السكنات التي يسكنها الإخوان المؤيدون لـ«جبهة الصقور».


وروى عدد من شباب الجماعة الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لـ"النبأ" تفاصيل ما حدث.


وقال أحد الشباب في نهاية العشرينيات من عمره، إنه يقيم في سكن تابع للجماعة في الخرطوم، ويوجد به أبناء الجماعة من محافظة الفيوم، مضيفا أنهم أرسلوا شخصين من السكن الخاص بهم وهما، محمد فاروق ومحمد محروس، إلى "فوزى" المنوط به إحضار الإعاشة الشهرية كالمعتاد، فقال لهم: "إنتوا مالكمش إعاشة"، ورفض إعطاءهم الإعاشة التي تصرفها الجماعة لهم منذ سفرهم للسودان بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة منتصف أغسطس 2013.


وأضاف أنه تم سحب 16 من الإخوان المؤيدين لجبهة القيادات التاريخية من السكن، ووفروا لهم سكنًا خاصا بهم، وتركوا 43 آخرين معارضين لهم، في السكن دون دفع إيجاره، مشيرا إلى أنهم مهددون بالطرد من السكن الآن، لأن أغلبهم طلبة ولا يعملون ومن يعمل منهم بالكاد ينفق على نفسه، وجميعهم سافروا للسودان بطريقة غير شرعية.


وقال آخر من شباب الإخوان بالسودان، إنه من محافظة بني سويف، ومنذ قدومه للسودان بعد هربه من مصر على إثر توجيه اتهامات له في العمل باللجان النوعية، وهو يعيش مع أبناء محافظته في سكن وفرته «الجماعة» لأبناء بنى سويف، مشيرا إلى أنه في يوم 28 يناير الماضي، أرسلوا أحد الشباب لعلى عبدالرحمن، المسئول عن إخوان بني سويف في السودان، ليبلغوه بدفع إيجار السكن الخاص بهم كالمعتاد، فقال لهم: " كل واحد يشيل نفسه مفيش إيجار"، على حد قوله، وبالكاد استطاعوا توفير إيجار الشهر ولا يعرفون كيف سيدبرون إيجار الشهر القادم.


وبعد توقف الجبهة عن توفير الإعاشة لهم، حاول الشباب حل الأزمة دون جدوى، وتواصلوا مع مكتب الإخوان التابع لجبهة الصقور، وأكدوا لهم أن أموال الجماعة تُنفق بحسب الأهواء لمؤيدي القيادات التاريخية في حين تُمنع عن المعارضين، وتواصل المكتب مع أشرف عبد الصمد، عضو مكتب الإخوان في السودان عن جبهة القيادات التاريخية، فأبلغهم أن الأمر ليس بيده ولكنه بيد محمد عبد الملك الحلوجى، مدير المكتب، ورشح لهم التواصل مع أحمد عوض، الرجل الثاني في المكتب، ومسئول الإعاشة، فقاموا بالتواصل معه هاتفيا فقال لهم:" أنا بصرف على جماعة الإخوان الشرعية فقط"، فقالوا له:"تلك أموالنا واشتراكاتنا ونحن الإخوان المسلمين وتلك أموال الرابطة التى وضعتم أيديكم عليها" فقال: "اذهبوا إليهم وأطلبوا منهم، ولا تتصلوا بى ثانية"، ثم أغلق الخط فى وجه كل من تواصلوا معه.


وقال شاب من الإخوان بالسودان، طلب عدم ذكر اسمه، إن أحمد عوض، الرجل الثاني في مكتب الإخوان، جبهة القيادات التاريخية، يتعامل مع شباب الإخوان كما كان يتعامل فرعون مع المصريين، مشيرا إلى أنه يعاملهم كـ«الخدم والعبيد»، موضحا أن الأزمة ستتصاعد خلال الفترة المقبلة، وأكثر من سيعاني منها من لم يجدوا عملا من شباب الجماعة، وكذلك الطلاب الذين منعت جبهة القيادات التاريخية الدعم عنهم، مشيرا إلى أن أكثر من 300 من شباب الإخوان مهددون بالتشرد وضيق العيش في الغربة بسبب إجراءات مكتب القيادات التاريخية.