رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مخطط "ترامب" لتنصير اللاجئين

النبأ


مفكر قبطي: قرار "ترامب" سيدفع اللاجئين للدخول في المسيحية بشكل متزايد

نبيل نعيم: الهدف هو تهجير المسيحيين في الشرق الأوسط للغرب


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخاص بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية هي: "سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والسودان، والصومال، وإيران" الولايات المتحدة الأمريكية لمنع ما سماه " الإرهاب الإسلامي"، الكثير من الأسئلة، لاسيما بعد أن استثنى من هذا القرار الأقليات الدينية في هذه الدول، في إشارة إلى المسيحيين.


وحسب بعض الخبراء، فإن هذا القرار سوف يدفع الكثير من اللاجئين المسلمين من هذه الدول لاعتناق المسيحية من أجل الحصول على حق اللجوء للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما حدث مع اللاجئين في الدول الأوروبية التي دفعتهم شروط الحصول على حق اللجوء إلى اعتناق الديانة المسيحية بعد موجة الخوف من الإسلام " الإسلاموفوبيا" التي اجتاحت أوروبا، بسبب أن أغلب العمليات الإرهابية التي وقعت في العالم كان يقف وراءها جماعات إسلامية متشددة.


ففي 2015 ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن مئات اللاجئين المسلمين في ألمانيا اعتنقوا المسيحية من أجل تقوية حظوظهم في الحصول على حق اللجوء في ألمانيا.


وقال رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا، أيمن مزيك: "يبدو أن بعض طالبي اللجوء يتجهون لاعتناق المسيحية بهدف تسهيل حصولهم على حق اللجوء"، مشيرًا إلى أن عدد المتحولين للمسيحية في ازدياد.


كما أعلنت إدارة اللاجئين في الدنمارك، أن العشرات من اللاجئين المسلمين يدخلون المسيحية من أجل نيل حق الإقامة في البلاد، ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مارتن هيتريكس، النائب عن حزب الشعب الدنماركي اليميني المتشدد، قوله: " في البداية ترفض طلبات اللاجئين للحصول على إقامة ثم يتحولون فجأة إلى المسيحية، مستغلين هذه الثغرة في نظام اللجوء.


والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يدفع قرار الرئيس الأمريكي اللاجئين من هذه الدول إلى اعتناق المسيحية للحصول على حق اللجوء كما حدث مع الدول الأوروبية؟.


في البداية وصف ممدوح رمزي، المفكر القبطي، قرار الرئيس الأمريكي بالمتسرع وغير المدروس، وأنه سوف يأتي بنتائج عكسية لأنه يعمق الطائفية، وكان يجب أن يقتصر هذا القرار على الإرهابيين فقط ولا يتم تعميمه، مشيرا إلى أن استثناء الأقليات الدينية من هذا القرار لا يخص المسيحيين فقط، لكن يشمل الأقليات الأخرى مثل البهائيين، ورغم ذلك تم منع عائلة سورية مسيحية من دخول الولايات المتحدة، مستبعدًا تراجع ترامب عن قراره.


وأكد رمزي لـ"النبأ" أن هذا القرار سوف يدفع عددًا كبيرًا من اللاجئين إلى الدخول في المسيحية وبشكل متزايد؛ من أجل الحصول عل حق اللجوء كما حدث في أوروبا، مشيرا إلى أنه اطلع على تقارير غربية موثقة تؤكد اعتناق الكثير من اللاجئين الهاربين من المناطق الملتهبة مثل: العراق وسوريا يعتنقون المسيحية من أجل الحصول على " الجرين كارت" لأنهم لا يريدون العودة لبلادهم مرة أخرى.


ولفت إلى أن ما يقوم به "داعش" والجماعات المتطرفة يضرب الإسلام في مقتل، بعدما تسببت في نوع من الهلع لدى مواطني الدول الأوروبية وأمريكا، وهو ما أدى إلى صعود اليمين المتطرف في الغرب، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وأضاف المفكر القبطي، أن دخول اللاجئين المسيحية من أجل الحصول على حق اللجوء يتم عن اقتناع من خلال المعاملة الكريمة التي يتلقاها اللاجئون في هذه الدول، مؤكدا على عدم تدخل الكنائس الغربية في هذا الأمر لأنها كنائس علمانية لاعلاقة لها بعمليات التنصير، وأن الجماعات التبشيرية هي من تتولى هذه المسألة.


من جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد الإسلامي، إن قرار الرئيس الأمريكي مؤقت، وقاصر على الدول التي تنتشر فيها الفوضى مثل سوريا والعراق وليبيا، مشيرًا إلى أن وضع إيران ضمن هذه الدول جاء بسبب وجودها في محور الشر الأمريكي، لافتا إلى أن أغلبية الشعب الأمريكي يؤيد هذا القرار.


وعن استثناء الأقليات الدينية من القرار، قال نعيم لـ"النبأ"، إن الرئيس الأمريكي الحالي كان أكثر صراحة من الرؤساء السابقين، مؤكدا أن المقصود بالأقليات هم المسيحيين، لأنه لا يوجد غيرهم في الدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو تهجير المسيحيين لأوروبا وأمريكا بدلا من اللاجئين المسلمين، الذين يعتبرونهم خطرا على الحضارة الغربية.


وقلل "نعيم" من أهمية التقارير الصحفية التي تحدثت عن دخول اللاجئين في المسيحية بشكل متزايد، مضيفًا أن الذين يعتنقون المسيحية من اللاجئين للحصول على حق اللجوء هم مجموعة من التافهين من دول مثل: الصومال ونيجيريا والسودان، ولكن المسلمين الحقيقيين يرفضون ذلك، خاصة المنحدرين من أصول عربية، مؤكدًا أن الإسلام في الغرب راسخ مثل المسيحية.


في سياق متصل، نشرت وكالة "أسوشييتد برس"، تقريرًا حول محاولات الكثير من اللاجئين المسلمين، من إيران وأفغانستان وسوريا والعراق وباكستان، البقاء في ألمانيا من خلال اعتناقهم المسيحية.


ويروي التقرير، قصة اعتناق محمد علي زنوبي، الذي كان يعمل نجارا في مدينة شيراز الإيرانية، للديانة المسيحية بعد أن وصل إلى ألمانيا مع زوجته وطفليه منذ خمسة أشهر، ويشير التقرير إلى أن زنوبي ليس سوى مثال واحد من بين مئات الإيرانيين والأفغان الذين اعتنقوا المسيحية في كنيسة الثالوث الإنجيلية في برلين؛ طمعا في الحصول على اللجوء.


وأوضح التقرير أنه على غرار زنوبي، فإن معظم معتنقي المسيحية يصرحون بأن الاعتقاد الصحيح هو الذي دفعهم لاعتناق المسيحية، ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن القرار يعزز أيضا فرص الفوز بالموافقة على طلبات اللجوء بعد زعمهم أنهم سيتعرضون للاضطهاد إذا أُعيدوا إلى أرض الوطن.


ونقل التقرير اعتراف القس "مارتنز" من كنيسة الثالوث الإنجيلية في برلين، بأن بعضا من معتنقي المسيحية كان هدفهم تحسين فرص بقائهم في ألمانيا، غير أن هذه الدوافع لا تمثل أهمية تذكر للكاهن، الذي يؤمن بأن كثيرين يؤمنون بأن رسالة المسيحية ستغير حياتهم.


وقال مارتنز: "أعلم أن الناس يأتون إلى هنا مرارا وتكرارا لأن لديهم نوعا من الأمل بشأن لجوئهم، وأنا أدعوهم إلى الانضمام إلينا، لأنني أعرف أن كل من يأتي إلى هنا سيطرأ عليه بعض التغيير".


وبين التقرير أن الحصول على الجنسية ليس مرتبطا بالمسيحية فقط أو بترك الإسلام، خاصة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت هذا الأسبوع أن الإسلام "ينتمي إلى ألمانيا"؛ وإنما يعود الرابط إلى أن دولا مثل أفغانستان وإيران، على سبيل المثال، تعاقب من يتحولون من الإسلام إلى المسيحية بالإعدام أو السجن، وهو ما يمنع ألمانيا من ترحيل اللاجئين الذين يتحولون إلى المسيحية إلى بلدانهم.


وأوضح التقرير أنه لا يوجد أحد من معتنقي المسيحية سيعترف صراحة بأن هدفه من التحول إلى المسيحية هو الحصول على اللجوء، لأن ذلك سيؤدي إلى رفض طلبه وترحيله كمسيحي إلى أرض الوطن، كما أنهم لا يصرحون بأسمائهم خوفا من التداعيات المحتملة على أسرهم في الوطن.


وجاء في التقرير أن معظم اللاجئين يقولون بأنّهم اتخذوا قرار اعتناق المسيحية بناء على إيمانهم، لكن شابة إيرانية أعربت عن اعتقادها بأن معظمهم انضموا إلى الكنيسة فقط لتحسين فرص حصولهم على اللجوء، وهو ما أكده طالب لجوء آخر، قائلا: "غالبية الإيرانيين في ألمانيا لا يعتنقون المسيحية بدافع إيماني، ولكن لرغبتهم في البقاء".