رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إبراهيم منير: صحوة قادمة لـ"أحرار" الجيش والشرطة والقضاء

إبراهيم منير نائب
إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان

قال إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، لإنه سيكون هناك صحوة قادمة لمن سماهم "الأحرار" في صفوف الدولة العميقة بكل أركانها من جيش وشرطة وقضاء، مشيرا إلى أن الدعم الخارجي للنظام سيتوقف.

وأوضح "منير" في حوار لجريدة الشرق القطرية، أن السيسي طلب التفاوض مع الجماعة من خلال وساطة بعض الشخصيات، ولكن الجماعة رفضت ذلك، لأنها لا تملك التنازل عن عودة الشرعية والرئيس مرسي باعتبارهما ملكاً لقرار الشعب المصري.

وأكد ان الاختلاف داخل الجماعة هو مجرد خلاف في إدارة الصراع مع (الانقلاب)، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأحوال، على حد قوله.


إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لـ"الشرق":

كسر الانقلاب وعودة الشرعية المغتصبة أصبحا قريبين

25 يناير أطول يوم في التاريخ المصري الحديث وممتد إلى الآن

قريباً سيرفع الدعم الخارجي عن الانقلاب وقد يكون مقترناً بآخر باخرة نفط

سيطرة الجيش على اقتصاد الدولة حالة كارثية لا وجود لها في العصر

قيادة الجماعة في الداخل والمسؤول الأول فيها الدكتور محمود عزت

شخصيات من داخل النظام اتصلوا بنا ليسألوا عن رؤيتنا لحل الكارثة

لم نسع للاتصال أو لقاء من يمثل قائد نظام الانقلاب ولن نقبل به أبداً

تحقيق مجلس العموم لم ينشر كاملاً.. وما تم التعتيم عليه يصب إيجابياً في صالحنا

حضورنا في مجلس العموم البريطاني لمناقشة تقرير الإخوان لم يكن الأول

الخلافات داخل الجماعة طبيعية وسببها طريقة إدارة الصراع مع الانقلاب

الاصطفاف مع من يعود إلى الصف الوطني بعد دعمه للانقلاب أمر واجب

الوضع في سيناء كارثي من كل الجوانب الاقتصادية والأمنية والإنسانية

صدور أحكام صحيحة من بعض القضاة مؤشر على تهاوي أحجار الانقلاب

جرائم القيادات العسكرية والأمنية في سيناء تجاوزت الحدود

النظام يحاول نقل ما يحدث في سيناء إلى جميع الأراضي المصرية

الانقلاب فرّط في تاريخ مصر وتنازل عن جميع حقوقها الشرعية

مصر مختَطفة منذ 64 عاماً من الجيش الذي بدل حالها لبلد آخر

علاقتنا بالمجتمع الدولي تقوم على المكاشفة والصراحة والوضوح والاستقلال

المجتمع الدولي يعلم من هم "الإخوان المسلمون" وما هو فكرهم وتاريخهم

لم ولن نكون دعاة أو مناصري إرهاب ولا نخشى تلويح الإدارة الأمريكية

السيسي عرض التفاوض في ثنايا من سعى إلينا طلباً لرؤية لا نملكها متفردين

لم نتخل عن عودة الشرعية والرئيس مرسي المنتخب شرعياً

4 سنوات على الانقلاب كافية لإزاحة زيف الجدار الفكري الذي أقامه العسكر

لم ولن نفقد الأمل في وعد الله ولا في تاريخ البلد الذي اختصه في كتابه

قائد الانقلاب لا عهد ولا ضمير ولا إنسانية له وليست عنده ذرة وطنية

المؤسسة العسكرية حريصة على ضمان رفاهية وامتيازات قياداتها العليا

الصراع الآن بين قيادة العسكر والشعب بكل مكوناته ومن بينها الإخوان

تحاشي الانجرار للمشاركة في المحرقة التي يصنعها الانقلابيون خطوة لكسر الانقلاب

السيسي يعتبر ثقافة المسلمين عدائية لباقي العالم ولأجل ذلك طالب بتغييرها

دسائس بعض الأنظمة كانت سبيلاً لاستماع المجتمع الدولي لنا وتفهم فكرنا

"كلمة الشعب" لن تكون كسابقاتها التي تطوي البساط تحت كرسي الحاكم وتقول: "انزل يا باشا"

تحل غداً الذكرى السادسة لثورة 25 يناير التي أسقطت نظام مبارك، والتي لا زالت مبرراتها حاضرة في كل منحى، بل قد تكون أقوى من مبررات يناير 2011، فما ثار عليه المصريون قبل 6 أعوام لازال يُمارس على الشعب المصري بشكل ممنهج، وربما بصورة أقسى وأبشع.

"الشرق" حاورت الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي كشف أن هناك صحوة قادمة لمن سماهم الأحرار في صفوف الدولة العميقة بكل أركانها من جيش وشرطة وقضاء، كما أن هناك رفعاً للدعم الخارجي عن الانقلاب قريبا.

كما كشف عن محاولة السيسي التفاوض معهم من خلال بعض الشخصيات، مؤكداً أنه لا تفاوض بين الجماعة وبين هذا السفاح، وأن الجماعة لا تملك التنازل عن عودة الشرعية والرئيس مرسي باعتبارهما ملكاً لقرار الشعب المصري.

وتحدث منير عن الوضع في سيناء قائلا: الوضع في سيناء كارثي من كل جوانبه الاقتصادية والأمنية والإنسانية، برغم التعتيم الإعلامي الحكومي على ما يجري هناك، وقد تجاوزت جرائم القيادات العسكرية والأمنية كل الحدود.

وأوضح منير أن حضوره في مجلس العموم البريطاني لمناقشة تقرير الإخوان لم يكن الأول، وإنما كان الأول أمام الجلسة الرسمية، التي ناقشت التقرير وناقشت فكر الجماعة وقد أعقب الجلسة الرد على أسئلة طلبتها اللجنة مكتوبة وبصورة مختصرة.

وإلى نص الحوار..

* تحل اليوم الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.. كيف تنظرون للوضع المصري وهل ستأتي الذكرى السابعة ومصر على حالها؟

**25 يناير 2011م هو يوم ممتد حتى الآن وهو أطول يوم في التاريخ المصري الحديث، عندما اجتمعت فيه كلمة الشعب المصري على هتاف واحد "ارحل.. ارحل"، وهذه المرة ليست كسابقاتها في حالات عزل الحكام الذين أفسدوا أيام الخلافة العثمانية، عندما يأتيه مندوب السلطان ليطوي البساط تحت كرسيه ويقول له: "انزل يا باشا" ليذهب الباشا ويأتي باشا غيره، ولكن المطالبة في 25 يناير كانت بنزول كل الباشوات ورحيل كل الطغاة، فلم تكن "ارحل" هي النداء الوحيد، بل كان معها "يسقط.. يسقط حكم العسكر".

لم يكن أحد يتصور أن التخريب الذي حدث في مصر بعد 3/7/2013م يأتي بهذه السرعة التي طالت كل شيء فيها من تفريط في حاضرها ومستقبلها وتاريخها بالتنازل عن حقوق شرعية في الغاز والماء والأرض وحتى في إنسانية الإنسان.

في الذكرى السادسة لهذا اليوم وبعد أن انكشفت كل نوايا باشوات مصر وبانفضاض معظم الداعمين للانقلاب الفاشي، وفراغ خزائن الدولة التي لم يعد فيها مطمع للصوص، وعودة الكثيرين ممن خدعوا بزيف العسكر إلى مسار أصحاب الحق وصمودهم، نوقن بإذن الله أن دماء الشهداء لم تذهب هدرا وأن جهد الثوار على أرض مصر لن يضيع بإذن الله، ونردد -عبادة لله ويقينا بالنصر- "فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا" ولن يغلب عسر يسرين.

خطة كسر الانقلاب

*أستاذ إبراهيم ما رؤيتكم للوضع المصري الحالي بشكل عام؟ وهل هناك خطة واضحة للجماعة لكسر الانقلاب وعودة الشرعية؟

** الحال المصري الآن وبعد ما يقرب من 4 سنوات على الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، وما جرى قبلها فيما يقرب من 64 عاما اختطف الجيش المصري فيها كل البلاد وأحالها إلى مصر أخرى، غير التي كانت عليه من قبل، ليس فقط في ثقافة الناس وروح التعاون والتكافل والترابط بين كل طوائف الشعب الواحد، ولكن أيضا على حدود بلاده الطبيعية المعروفة المتوارثة، وكذلك ما قام به من تدمير للُحمة الشعب الواحد والحيلولة بينه وبين حقه الطبيعي في الاستفادة مما أفاء الله على أرضه من ثروات وخيرات، وأخيرا ما قام به هذا السفاح الجديد الخائن لأماناته والناقض لكل عهوده، كل هذا أوصل الأوضاع في البلاد إلى آخر ما يمكن أن تصل إليه من تدهور وسوء في كافة مجالاتها التي لم تشهدها من قبل.

ومن هنا فإن كسر هذا الانقلاب المجرم وعودة الشرعية المغتصبة قد أصبحا قريبين بإذن الله -تعالى-، وخطوات تحقيق ذلك ليست خافية على أحد:

أولها: صمود الأحرار والحرائر وإصرار الشعب على عدم التفريط في حقوقه واسترداد شرعيته المغتصبة بتلاحم نادر بين كافة طوائفه، مع حرصه على الحفاظ على ما بقي في البلاد من إمكانيات، وتحاشي الانجرار إلى المشاركة في المحرقة التي يصنعها الانقلابيون لإيقاع البلاد فيها متلبسين روح الطغاة عبر التاريح، نيرون.. هتلر... معمر القذافي وأمثالهم، وذلك بعد أن تم انكشاف وسقوط زعم ثنائية الصراع بين الجيش والإخوان وتأكد الجميع، وتيقن أن الصراع هو بين قيادة العسكر والشعب بكل مكوناته ومن بينها الإخوان.

وثانيها: عودة الذين انخدعوا بسحر فرعون الجديد من أبناء هذا الشعب الأصيل وانضمامهم إلى الصف الوطني بعد زوال غمامة ظن السوء — الذي أوقعهم النظام فيه — بالأحرار من هذا البلد.

وثالثها: وهي في الطريق إن شاء الله -تعالى - صحوة قادمة للأحرار في صفوف الدولة العميقة بكل أركانها من جيش وشرطة وقضاء.

ورابعها: وهي ستأتي لا محالة وتتمثل في رفع الدعم الخارجي الذي يمد هذا الانقلاب بأسباب البقاء والاستمرار، وقد يكون ذلك مقترنا بآخر باخرة تحمل نفطا، تقف في الدور لتفريغ حمولتها.

سيطرة الجيش

* أصبح الجيش يسيطر على كل مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية.. كيف تنظرون لمآلات هذا الأمر؟

** هي حالة كارثية ربما لا وجود لمثيل لها في هذا العصر، غير ما هو موجود في كوريا الشمالية، بعد انهيار الجماهيرية العظمى لمعمر القذافي.

وفي مصر فقد أصبحت هذه الكارثة أكثر تعقيدا، بعد أن صار الجيش وفي ظل نظام التجنيد الإجباري يحرص على ضمان رفاهية وامتيازات قياداته العليا وحلفائهم ومناصريهم، من باقي طوائف المجتمع، باستخدام أيدي عاملة بلا ثمن، أساءت إلى مفهوم الجندية وخدمة الوطن، والولاء له، بما لا يمكن أن يتصور أن هناك مؤامرة تجري على أجيال من الشعب المصري بصورة أسوأ مما تحمله مثل هذه الخطة، والتي لم تدمر فقط الشعور بالانتماء بل حاربت أيضا الحياة الاقتصادية السليمة وما تقوم عليه من مبادئ ومتطلبات.

وضع سيناء كارثي

* كيف تقيّمون الوضع في سيناء، وهل تتوقع أن يمتد العنف ليشمل جميع الأراضي المصرية؟

** الوضع في سيناء كارثي من كل جوانبه الاقتصادية والأمنية والإنسانية، بالرغم من التعتيم الإعلامي الحكومي على ما يجري هناك، وقد تجاوزت جرائم القيادات العسكرية والأمنية كل الحدود، وخصوصا بعد أن تم توثيق الكثير من الأحداث التي يقوم بها النظام، والتي يتم فيها قتل مجموعات من المجندين وصغار الرتب من الضباط، ثم اتهام أبرياء بقتلهم حتى تستمر نار الحرب، وفي تصوره الشيطاني أنه بهذا السلوك سيجذب البعض من كل الأعمار للقيام بردود فعل انتقامية ولتستمر بذلك متاجرته بدعوى محاربة الإرهاب.

أما احتمال أن تنقل هذه الحالة إلى جميع الأراضي المصرية، فهو ما يرجوه النظام ويحرص عليه، وقد يفعلها بنفسه إن لم يجد من يقوم بذلك، لأنها خطة العسكر الدائمة من عام 1952.

خلافات الجماعة

*البعض يتساءل ما طبيعة الاختلافات داخل الجماعة؟

** هو خلاف في إدارة الصراع مع الانقلاب، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأحوال.

* أُعلن عن عقد اجتماع لمكتب الإرشاد في مصر.. كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟

** ما تم الإعلان عنه إذا كان قد حدث وهو ما لا أعلمه، فإنه إذا كان قد — وأؤكد على كلمة "قد" — حدث، فهو خارج إطار الجماعة.

قيادة الجماعة

* هل قيادة الإخوان في الخارج أو الداخل.. ومن الذي يقود الجماعة؟

** قيادة الجماعة في الداخل والمسؤول الأول فيها هو القائم بأعمال المرشد الأخ الدكتور محمود عزت ومعه لجنة إدارية برئاسة الدكتور محمد عبد الرحمن المرسي زوج الأخت الشهيدة -بإذن الله- سهام الجمل التي قتلت غيلة برصاص العسكر.

* تحدثتم من قبل عن اتصالات بينكم وبين شخصيات في الدولة المصرية.. هل من الممكن أن تطلعونا على طبيعتها.. ومن هي الشخصيات والمؤسسات؟

** دعني أوضح لك الأمر بدقة.. نحن لم نسع للاتصال بأحد أو لقاء من يمثل نظام الانقلابي السفاح، ولكن بعض الأشخاص اتصلوا بنا يسألون عن الرؤية التي لدينا لحل الأزمة، أو الكارثة التي نتجت عن الانقلاب العسكري، ومن الطبيعي أن نتحفظ على الأسماء، فالتاريخ لم تتم كتابته بعد، ولكن نتحدث عن رؤيتنا نحن، أنه من المستحيل القبول أو التنازل أو التفريط في حقوق الشعب المصري الذي يملك هو بكل طوائفه حق القرار، ومن ناحيتنا كجماعة الإخوان المسلمين فلن نقبل بهذا الانقلاب ولا بقائده الذي لا عهد له ولا ضمير ولا إنسانية ولا أي ذرة من وطنية.

* بصراحة أنتم تحاولون إسقاط السيسي أم تضغطون عليه للتفاوض معكم.. وهل عرض السيسي عليكم التفاوض من قبل؟

** أؤكد مرة أخرى أنه لا تفاوض بين الجماعة وبين هذا السفاح، وإن كانت الجماعة هي التي تتحمل العبء الأكبر في الصمود، إلا أن الحق هو حق الشعب المصري كله، وأي أمر كهذا لا يقبل أبدا أن يجري في السر أو الكتمان، أما أن يكون هو الذي عرض هذا التفاوض غير المقبول، فقد يكون في ثنايا من سعى إلينا طلبا لرؤية لا نملكها متفردين.

عودة الشرعية

* البعض يتحدث عن تخلي الإخوان عن عودة الرئيس مرسي خاصة بعد انتهاء مدة ولايته.. فهل توضحون لنا هذا الأمر؟

** لم يحدث أن تخلى الإخوان المسلمون عن عودة الشرعية الديمقراطية التي حدثت في خمسة انتخابات شفافة لأول مرة في تاريخ مصر، ومنها عودة الرئيس المنتخب شرعيا السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي.

أما عن مدة انقطاعه عن ممارسته مهماته الدستورية بسبب اختطافه بالقوة المسلحة، فقد تمت دراسات قانونية حولها أكدت أنها لا تؤثر في مدة ولايته.

الصراع القائم

* هل صراعكم مع السيسي أو المجلس العسكري أو مؤسسات الدولة أو جميعها؟

** أولا أؤكد أن الصراع ليس صراعنا فقط ولكنه صراع الشعب المصري كله، وللأسف فإن صراع الشعب المصري هو مع كل من شارك في الانقلاب العسكري، أيا كانت الهياكل التي يعمل تحتها، ومع التماسنا الأعذار للجميع بسبب عمليات غسيل المخ التي جرت للشعب طوال أكثر من ستين عاما، فإننا نرى أن مرور حوالي أربع سنوات على الانقلاب العسكري وفي ذكرى 25 يناير كانت كافية لإزاحة زيف الجدار الفكري الذي أقامه العسكر، وكانت بشائره، صدور أحكام صحيحة من بعض القضاة، وما نشعر به أن هذا الجدار تتهاوى أحجاره بسرعة تعطي البشرى والأمل في استرداد شعب مصر وعيه وحريته وقراره المستقل، فنحن في جماعة الإخوان المسلمين التي تتعرض لحرب غير شريفة من الأنظمة طوال ما يقرب من سبعين عاما لم ولن نفقد الأمل في وعد الله سبحانه ولا في تاريخ هذا البلد الذي اختصه كتاب الله عز وجل بالذكر، وفي معاني ودروس قصة الفرعون الذي طغى هو والملأ من حوله، عبرة ودرس لكل نفس.

الاصطفاف الثوري

* ما وجهة نظركم في موضوع الاصطفاف مع القوى الثورية التي شارك بعضها في الانقلاب عليكم؟

** ابتداءً اسمح لي أن أصحح السؤال، فالانقلاب لم يكن على جماعة الإخوان المسلمين، بل كان على حق اثنين وخمسين بالمائة ممن انتخب الرئيس محمد مرسي.

ونصرُّ على أن الاصطفاف مع من يعود إلى الصف الوطني بعد دعمه للانقلاب العسكري هو أمر واجب، فمصر التي ثار من أجلها كل شرفاء الوطن هي التي ستعود إلى شرعيتها على أيدي كل هؤلاء الشرفاء بإذن الله.

تقرير مجلس العموم

*كيف تقيّم تقرير مجلس العموم البريطاني، وهل حضوركم فيه خطوة إيجابية؟

** أريد أن أؤكد أولا أن ما انتهت إليه لجنة التحقيق البريطانية التي كلفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لم يتم نشره بالكامل، وكل ما تم الإعلان عنه هو جزء منه، وتقديرنا أن ما تم التعتيم عليه يصب إيجابيا في صالح الجماعة، لأنه بالتأكيد أحجم عن تناول كل دعاوى السوء التي تم تقديمها للجنة كتابة وشفاهة من النظام العسكري في مصر ومن داعميه الذين أنفقوا ملايين الدولارات على حملات التشويه التي صاحبت حدوث الانقلاب، وفيما بعد حدوثه، وتأكد من كذبها وزيفها وعدم صحتها.

ومع ذلك، فإن الجزء الذي تم نشره نعتبره وسط هذه الحملات الظالمة أنه قد جاء إيجابيا، لأنه وبعد مراجعة اللجنة المشكلة من خبراء ودبلوماسيين وأمنيين، وبما تملكة الدولة البريطانية من وثائق وخبرة ودقة متابعة، لم ينته إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وفكرها يحمل شبهة أو يصل إلى حالة التطرف.

الجلسة الرسمية

*وماذا عن حضوركم شخصياً اللجنة؟

**حضورنا في مجلس العموم البريطاني لم يكن الأول، وإنما كان الأول أمام الجلسة الرسمية، التي ناقشت التقرير وفكر الجماعة وقد أعقب الجلسة الرد على أسئلة طلبتها اللجنة مكتوبة وبصورة مختصرة، وبالتأكيد هذا أمر إيجابي، ودليل يعزز الإجابة على السؤال السابق بأن الدنيا ما زال فيها أصحاب ضمائر حية وعقول منفتحة، وبيئة تكفل للإنسان حرية القول والتعبير.

إدارة ترامب

* ربما امتازت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بالهدوء تجاه الجماعة.. لكن كيف تنظرون لبعض الدعوات التي أطلقها بعض المؤيدين للرئيس ترامب لوصفكم بالإرهاب؟

** العلاقة بالمجتمع الدولي تقوم على المكاشفة والصراحة والوضوح والاستقلال، دون الخروج على ما عاهدنا الله سبحانه وتعالى عليه.

فنحن ننصح ما أمكننا ذلك، وقد يتقبل منا البعض ما نقوله وقد يرفضونه، وندرك أيضا أننا قد نكون غير مقبولين عند البعض.

نعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على وجود قوانين واضحة، وجماعات لا تؤمن بما نؤمن به، ولكنها تملك ضمائر حية وعقولا منفتحة، ومناخا وبيئة تكفل للإنسان

حرية القول والتعبير، وهو بالتأكيد غير ما يتوافر لشعوبنا، التي تقرأ ما قاله فرعون في كتاب الله العزيز (ما أريكم إلا ما أرى) مع ذلك فبنظرة مجردة إلى واقع الأمة، فإن الأمر يحتاج منا إلى تجديد إيماننا والتزامنا بما تنزل على خير الأنام رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم.

أما عن دعوات بعض رجال ترامب أو بعض مناصريه، فنقول ان للكون رباً آمنا به سبحانه وتعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل، ثم نؤكد على أن المجتمع الدولي كله وباستثناء قادة الانقلاب العسكري في مصر ومؤيديه يعلمون تماما من هم"الإخوان المسلمون" وما هو فكرهم وما هو تاريخهم وما هي اعمالهم وأنهم لم ولن يكونوا أبدا دعاة أو مناصري إرهاب... وكما قلنا سابقا أثناء مجريات الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية أننا وبالاعتماد على الله سبحانه وتعالى لا نخشى هذا الأمر ولا نرجوه.

* ما طبيعة علاقتكم بالمجتمع الدولي، وهل هناك خطوات إيجابية تجاهكم؟

** هي علاقة الداعية إلى الله بمحيطه الذي يعيش فيه وبكل الناس الذين قال عنهم القرآن الكريم في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).

ولا ننكر، بل نقول اننا لسنا وحدنا في هذا المجال، ولكن دسائس بعض أنظمتنا وافتراء الكذب حول الجماعة وتاريخها من العقبات التي واجهتنا طوال تاريخ الجماعة ومع من سبقنا من أجيال، وبقدر الله وحده الذي بيده كل شيء فإن سوءات الشانئين لم تعد خافية على أحد وكانت سبيلا لقبول الكثيرين والاستماع إلى الجماعة، وهو ما حقق بعض الخطوات الإيجابية، وعلى أقل تقدير تفهم الجميع لفكر الجماعة، وأنه يسعى لإحقاق ما يراه الحق وبالحكمة والموعظة الحسنة التي أمرنا بها ربنا صاحب الكون ورب العباد.

تحريض السيسي

* هل تعتقد أن السيسي يغازل إدارة ترامب بحديثه السلبي عن الإسلام والمسلمين؟

** لم يعد الحديث عن هذا الأمر مهما بقدر ما صرح به هذا الفاشي، بعد أن أنعم عليه أحد أساتذة الفقه المقارن برتبة النبوة التي جاءت به رسولا إلى مصر، كما حدث مع كليم الله موسى عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه، وكأن الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي هو الفرعون ومن انتخبه هم الملأ من قومه!!

هذا السفاح وقف بعدها وفي حديث عام وبصدد بعثته الجديدة التي يطلق عليها (الإصلاح الديني) منتفشا ومستغربا ثقافة المسلمين التي يرى أنها لابد أن تتغير لأنها تدفعهم وهم المليار وسبعمائة مليون من البشر يسعون إلى قتل باقي السبعة مليارات من بني آدم الموجودين على وجه الأرض!!

ومع ذلك فلم نرَ غضبةً لدين الله، لا رسميةً ولا شعبيةً، وعلى الأقل ممن يتابعون الشأن المصري من كل الطوائف والمذاهب الإسلامية، ووقفوا أو ما زالوا يقفون خلف هذا الانقلابي الفاشل، ومن المؤسف أن يحدث هذا الصمت الذي لم يحدث مثله عندما قامت حركة طالبان في أفغانستان عام 2001م بهدم التمثالين الأثريين لبوذا، بعد أن وضعتهما اليونسكو في مجموعة الثرات العالمي.

وأشد وطأة على النفس أن قائد الانقلاب لم يهاجم فكر الإخوان المسلمين الذي بنى عليه هذا التصور، ولا فهمهم لدين الله، ولن تكون هذه الاتهامات بجديدة، بل هاجم كل ما لدى الأمة من تراث، وجاء الصمت الذي لا تفسير له، غير أن الهجوم على دين الأمة يهون في سبيل الحرب على الإخوان المسلمين!!، وإن كان غير ذلك فما هو التفسير الذي يرضي الله سبحانه ويكون وقفة محسوبة دفاعا عن دينه أمام كل الناس؟!

وهل نسمع من أحد أن الإسلام كدين ومقدسات الأمة كالكعبة المشرفة قد دخلت في حماية اليونسكو أو أية هيئة أممية أخرى كتمثالي بوذا.. لتطمئن القلوب.