رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«فتنة» تأمين الأضرحة تفجر أزمة بين الطرق الصوفية و«الأوقاف».. تقرير

مسجد الحسين - أرشيفية
مسجد الحسين - أرشيفية



أعلنت الطرق الصوفية التصعيد ضد وزارة الأوقاف، عقب قرار رفض تأمين «أضرحة» أولياء الله الصالحين، مهددين بمنع مريدى الموالد من وضع أموالهم في «صناديق النذور»، الأمر الذي سيلحق أضرارًا وخسائر لـ«الأوقاف» تصل إلى مائة مليون جنيه سنويًا.



وهددت «الطرق الصوفية» بالتعاقد مع شركات أمن خاصة؛ لتأمين الأضرحة، وأوضح تقرير صادر عن وزارة الأوقاف، أن هناك العديد من صناديق النذور المنتشرة في محافظات مصر، وأن معظم المساجد التي بها تلك الصندوق تتبع وزارة الأوقاف، منوهًا إلى أن هناك نحو 4000 ضريح في مصر، وأغلبها غير مسجل بالوزارة.



وأكد التقرير، أن أكثر صناديق النذور جمعًا للصدقات هي صناديق مساجد السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والحسين، والسيد البدوي، والدسوقي، والمرسي أبو العباس، ويبلغ متوسط حصيلة التبرعات لكل صندوق 15 ألف جنيه في الشهر، ويبلغ عدد المساجد التي بها أضرحة في مصر 3000 مسجد في حين يبلغ عدد الأضرحة والمقامات 6 آلاف ضريح، وهو عدد يفوق عدد القرى والمدن المصرية، غير أن ما اشتهر من هذه الأضرحة نحو 1000 ضريح، يوجد منها في القاهرة، وحدها 294 ضريحًا فيما تتوزع البقية على باقي المدن والمحافظات.



وعلى سبيل المثال، يوجد في مركز فوّة بمحافظة كفر الشيخ، 81 ضريحًا، وفي مركز طلخا، بمحافظة الدقهلية 54، وفي مركز دسوق 84، وفي مركز «تلا» 133، كما يوجد في أسوان، أحد المشاهد يسمى مشهد "السبعة وسبعين ولياً".



وتشير دراسات أجرتها وزارة الأوقاف، إلى أن 100 مليون جنيه هو حجم ما تجلبه صناديق النذور سنويًا، ودخل المساجد التي بها أضرحة وغير مسجلة بالوزارة يصل إلى ملياري جنيه سنويًا، ويقسم هذا العائد على خمس جهات وهى: الأوقاف والأزهر ووزارة التنمية المحلية ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية، إضافة إلى جهة غير حكومية وهي «المجلس الأعلى للطرق الصوفية»، ويحصل على 10% من هذه الأموال.



وظهرت بوادر الأزمة بين الطرق الصوفية ووزارة الأوقاف، عقب تعرض عدد من الأضرحة للتعدى سواء من قبل المواطنين، أو من الجماعات المتشددة، وعلى رأسها، السلفيين، والجماعة الإسلامية، فقد وصل عدد الأضرحة التى تم التعدى عليها 72، منها أضرحة الشهداء، ويقدر عددهم بـ40 ضريحا بالمنوفية، وضريح «سعد الدين الأرزقي» بـ«الورديان» بمحافظة الإسكندرية، و3 أضرحة بالقليوبية.



وحذر الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، من وقوع مصر في فتنة كبرى فى حالة الاستمرار في هدم الأضرحة نتيجة تكاسل وزارتي الأوقاف والداخلية، مشيرا إلى أنه في حالة قيام الصوفية بإلغاء أو نقل صناديق نذور الأضرحة من مكانها فلن يقوم أحد بالتصدق، كما أنه إذا وضعت صناديق النذور بساحة المسجد بعيدا عن الضريح، فإن ذلك سيقلل نسبة الصدقات.



وقال «أبو العزائم»، إن مريدي الصوفية ومحبى آل البيت هم من يأتون بالملايين لتلك الصناديق وليس الأوقاف التي تحصل على الأموال «على الجاهز»، وتبلغ الأموال التي تحصل عليها الوزارة عند فتح إجمالى صناديق النذور قرابة العشرين مليونا في الشهر.



وأكد أن «الأوقاف» تعوم في بحر من الأموال، مضيفًا أن رواد مساجد الصوفية ليسوا من المصريين، ولكن هناك أجانب يتوافدون و بكثافة على تلك الصناديق خاصة من أفغانستان وباكستان والهند وكذلك السعودية وبعض البلدان العربية، وبالتالي هي الخاسر الأول والأخير من قرار رفض تأمين الأضرحة.



وقال صابر عيد، عضو الطرق الصوفية: إن رفض الأوقاف حماية الأضرحة سيجعل الطرق الصوفية تمنع المريدين والمحبين للصوفية وآل البيت من وضع النذور أو التبرعات في الصناديق الموجودة بمساجد الأوقاف التى يوجد بها أضرحة، ما يحقق خسائر سنوية لـ«الأوقاف» تصل إلى 100 مليون جنيه.



من جانبها تمسكت وزارة الأوقاف، بموقفها الرافض لتأمين الأضرحة خارج المساجد، وأكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة جهة مسئولة عن المساجد وتأمينها وحماية الدعوة، وليست مسئولة عن تأمين الأضرحة التي يوجد بعضها خارج ساحات المسجد، ولا يعنينا في الأمر سوى مساجد آل البيت الكبرى كالحسين والسيدة زينب بالقاهرة والسيد البدوى بطنطا و أبوالحسن الشاذلى وإبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ و «أبو العباس» المرسي في الإسكندرية، والفولى بالمنيا.



وحول موقف «الصوفية» من المطالبة بتعديل أماكن صناديق النذور الموجودة بجوار الأضرحة، يؤكد وكيل وزارة الأوقاف، أنه لا يمكن إلغاء صناديق النذور، وتعديل مكانها؛ لأنها لا تمثل أي ضرر، كما أنها تعد مصدرًا رئيسيًا للصدقات، ولو تم وضع هذه الصناديق في ساحة المسجد بعيدا عن الضريح سيتم سرقتها.



وعلمت «النبأ»، أن وزارة الداخلية، طلبت من جميع مديريات الأمن فى المحافظات، حصر كل الأضرحة المرخصة في جميع قرى ومراكز المحافظات، على أن يتم تعيين ورديات أمنية لتأمين تلك الأضرحة واعتبار ذلك مخرجًا للأزمة الحالية بين الأوقاف والصوفية.