رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد ذبح «بائع الخمور».. أشهر الحوادث ضد المسيحيين.. والمصير المجهول للجناة

البابا توراضروس ـ
البابا توراضروس ـ ارشيفية


«في ناس بينفخوا في النار.. وبيستخدموا الولاد الشبان الصغيرين وقودًا للنار دي، أنا بحذرهم جميعًا.. وبقولهم إن الديمقراطية لها أنياب وتقدر تحافظ على نفسها».. بهذه الكلمات علق الرئيس «الراحل»، أنور السادات على أول حادث طائفي في مصر، والذي راح ضحيته عدد من الأقباط والمسلمين.

وعلى مدار الأعوام التي تلت حكم الرئيس الراحل أنور السادات، وحتى وقتنا الحالي، شهدت مصر كثيرًا من الحوادث التي راح ضحيتها عدد من الأقباط.. وترصد «النبأ» عبر السطور التالية أبرز هذه الحوادث، وما مصير مرتكبيها.

أحداث قرية «الكشح»
مع تولي  «مبارك» سدة الحكم، بدأت تظهر قضايا الفتنة الطائفية، وكان أبرزها أحداث «قرية الكشح'» في محافظة سوهاج، والتي سقط فيها 21 قتيلًا بينهم مسلم واحد وعشرين قبطيًا في ليلة رأس السنة، بعد مشادة بين تاجر قبطي ومشتر مسلم من أهل القرية، وهذا الذي جعل الأجهزة الأمنية تعتقل أكثر من ألف مسيحي، و1500 مسلم.

أسندت القضية إلى جهاز أمن الدولة، وبعد التحقيق مع المقبوض عليهم، اعترفوا بارتكاب أحداث عنف بالقرية.

إلا أن  بابا الفاتيكان، يوحنا بولس الثاني'، «الراحل»، تدخل في هذا الأمر، وزار مصر والتقي المسئولين الحكومين، وأخبرهم أن هناك اتهامات من جماعات حقوق الإنسان تشير إلى أن رجال الشرطة، اعتقلوا الأقباط و وعذبوهم؛ لإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها.

انتهت التحقيقيات بتبرئه ضباط الشرطة، والحكم بسجن عدد من المواطنين الأقباط والمسلمين، ثم تم تحويل اسم القرية إلى ''دار السلام'' لطمس ذكرى الأحداث.

مذبحة "نجع حمادي"
الحادثة الأشهر في نهاية حكم "مبارك"، كانت ما سمي بـ"مذبحة نجع حمادي"، والتي راح ضحيتها 7 أقباط، وأصيب 40 آخرين، حيث إنه في ليلة 7 يناير عام 2009، أطلق أشخاص من داخل سيارة النيران بشكل عشوائي على تجمعات الأقباط ‏أمام المطرانية، والذين كانوا في طريقهم إلى قداس الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وحدثت بعدها اشتباكات بين المسلمين والأقباط، ما جعل قوات الأمن تنتشر في شوارع المدينة، وتفرض حظر التجول لمدة 10 أيام. 

التحقيقات التي أجرتها الشرطة والنيابة العامة، كشفت أن ‏مرتكبي الحادث هم ثلاثة، يتزعمهم شخص معروف باستعراضه قوته يدعى "حمام الكموني"، بالإضافة إلى 2 آخرين، وهما "هنداوي السيد، وقرشي أبو الحجاج"، وبعد إحالتهم إلى المحكمة أثبت أن الذي أطلق النيران هو"حمام الكموني"، وقضت هيئة المحكمة بإعدامه، وبراءة اثنين آخرين، وتم تنفيذ الحكم في الإسكندرية.

كنيسة "القديسين"
لم يمر أكثر من عامين حتى وقع انفجار كنيسة "القديسين"، فأثناء الاحتفالات بليلة رأس السنة عام 2011، وبعد حلول السنة الجديدة بعشرين دقيقة فقط، حدثت 3 انفجارات أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر في محافظة الإسكندرية، أسفرت عن مقتل 21 قبطيًا، وإصابة 97 آخرين .

وتدخل جهاز أمن الدولة، وألقى القبض على العديد من الأشخاص على خلفية تحقيقات الحادث، كان أبرزهم ''سيد بلال'' الذي لقي حتفه إثر التعذيب؛ لإجباره على الاعتراف، حسب قول أسرته، وفشلت الأجهزة الأمنية في الوصول إلى مرتكبيها حتى قامت ثورة يناير، وبعد ذلك اتهم اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية وقتها، بالتورط في ارتكاب الجريمة.

أحداث "ماسبيرو"
في نفس العام، وتحديدًا في شهر أكتوبر، اشتعلت الأمور مرة أخري بأحداث قرية "المريناب" بمركز إدفو في محافظة أسوان، بعدما تجمهر بعض الشباب المسلم في القرية، احتجاجاً علي تحويل أحد مساكن الأقباط بالقرية إلي كنيسة، وبنائها بالمخالفة لتراخيص البناء، وقاموا بإزالة المبني، وإشعال النيران به، ما أسفر عن حدوث اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن قتل 30 قبطيًا.

أدى الحادث إلى انتفاضة كثير من الأقباط على مستوى الجمهورية، واعتصموا أمام مبني ماسبيرو، وعليه تدخلت قوات الأمن وفضت التظاهرة، وأدى الأمر إلى قتل عدد من الأقباط، فيما عرف بـ"أحداث ماسبيرو"، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من الأشخاص في هذه الأحداث، وتمت إحالتهم إلى محكمة جنايات القاهرة، والتي قضت بحبسهم 15 سنة.

قطع أذن مسيحي 
الحادثة التالية كانت في نفس العام أيضًا، عبر قيام مجموعة من الأشخاص بقطع أذن شاب مسيحي في صعيد مصر، بعد أن أقامت عليه الحد بدعوى "علاقة آثمة" مع سيدة مسلمة، حيث قاموا بالهجوم على منزل الشاب القبطي أيمن أنور متري، وكسروا محتوياته وأحرقوا سيارته، ثم حكموا عليه بقطع أذنه.

وبعد إجراء التحريات تبين أن المتهمين في الواقعة هما: الحسيني كمال مبارك صادق وعلاء عبدالستار علي، وعلى الرغم من فشل أجهزة الأمن في القبض عليهما، إلا أنه تمت إحالتهما إلى محكمة الجنايات، حتى تدخل القيادات في محافظة قنا، وتم إجراء جلسة صلح عرفية، جعلت الشاب القبطي يتنازل عن المحضر.

هجوم كنيسة العذراء 
لم تهدأ الأمور بعد ذلك، فأثناء تحضيرات المسيحيين لمراسم الاحتفال بعيد الميلاد عام 2013، حدث الاعتداء على كنيسة العذراء بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، أثناء زفاف عروسين داخل الكنيسة.

بعد انتهاء الحفل خرج كافة الحضور من الكنيسة، وفى هذا التوقيت ظهر مسلحان يركبان دراجة بخارية ويحملان سلاحا آليا وأطلقا الرصاص بطريقة عشوائية على المتواجدين، ما تسبب في وفاة ربة منزل، وإصابة 8 آخرين.

ونجحت الأجهزة الأمنية في القبض على 3 متهمين في هذا الهجوم، واعترفوا بارتكابهم الجريمة، وتمت إحالتهم إلى المحاكمة، والتي حجزت القضية من أجل النطق بالحكم.

الهجوم على الكنائس بعد عزل مرسي
وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، شهدت البلاد، عددًا من حوادث الاعتداء على الأقباط، كان أبرزها في محافظات المنيا وأسيوط والسويس وسوهاج والفيوم والجيزة والأقصر وبني سويف.

ففي المنيا تم حرق 3 كنائس بمراكز المنيا ودير مواس وبنى مزار، كما تم إحراق دير العذراء والأنبا إبرام وما بداخله من محتويات، وكنيسة مار جرجس.

كما تم حرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا، والهجوم على 20 منزلا من أهالي القرية، والذي تم على إثر القبض على 14 متهمًا، وتمت إحالتهم إلى المحاكمة، والتي حجزت القضية من أجل النطق بالحكم.

الهجوم على منازل الأقباط في البلينا 
في عام 2015، شهدت قرية" النغاميش " التابعة لمركز البلينا بسوهاج ، حادثة كبيرة بعد قيام بعض الأقباط بإنشاء كنيسة على مبنى مساحته 200 متر جزء منه مخصص لحضانة ودار للمسنين، وتجمع بعض الشباب المسلم، وهدموا المبني، إلا أن هذا لم يرضي الأقباط، وأدي إلى اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن تدمير 15 منزلا للأقباط، وتم القبض على 3 متهمين في هذه الأحداث، وتم الحكم بحبسهم 5 سنوات.

أحداث قرية "الكرم"
وفي 20 مايو 2016، شهدت قرية "الكرم"، أحداثا ضد الأقباط، بسبب اتهام مسيحي إقامة علاقة غير شرعية مع مسلم، وانتهت الواقعة بتعرية والدة القطبي، وهي سيدة مسنة تدعى سعاد ثابت من ملابسها، ما أسفر عن حدوث اشتباكات في القرية، وألقي القبض على بعض الأقباط والمسلمين، حتى انتهي الأمر بجلسة صلح عرفية.

اغتيال كاهن كنيسة "مار جرجس" بالعريش
وفي نفس العام تم اغتيال القس روفائيل موسى "كاهن كنيسة مارِ جرجس بالعريش" بالمنطقة الصناعية بدائرة قسم ثان العريش، أثناء إصلاحه سيارته الخاصة، حيث قام أحد المجهولين بإطلاق أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى إصابته وتوفى متأثراً بها.

وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن من القبض على الجناة، إلا أن التحريات أثبتت تورط بعض عناصر تنظيم بيت المقدس في الأمر.

انفجار "البطرسية"
وفي نهاية العام حدث انفجار لكنيسة البطرسية الواقعة بجوار الكاتدرائية في العباسية، بعد أن قيام انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى سقوط 28 قتيلا، وإصابة 50 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال.

وأعلنت وزارة الداخلية عن وجود خلية تابعة لداعش وراء الانفجار، وألقت القبض على بعض أفرادها، وتوفر جهودها للقبض على الباقي، تمهيدًا لإحالتهم للمحاكمة.

ذبح صاحب محل خمور
ومع حلول عام 2017، بدأت أولي الحوادث ضد الأقباط من خلال ذبح ملتح لقبطي يبيع الخمور، في شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية، وتم القبض على الجاني، والذي اعترف بارتكابه الجريمة، وأمرت النيابة العامة، بحبسه على ذمة التحقيق.