رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

2017.. عام الحسم في المصالحة بين الإخوان والنظام.. «تقرير»

قيادات الإخوان -
قيادات الإخوان - أرشيفية


خلال عام 2016، تصاعدت أزمات الإخوان ما بين أزمة داخلية بدأت مع نهاية 2015، وبلغت ذروتها في هذا العام، إلى أن وصلت لحالة الانقسام الكامل بين جبهتين تمثل إحداهما قوى الشباب، والأخرى قوى شيوخ «الجماعة».



ورغم تصاعد مظاهرات واحتجاجات الإخوان ضد النظام، في 2015 ووصولها إلى كل الجامعات ومناطق حيوية في مصر، وإرهاقها للنظام، إلا أنها اختفت بشكل شبه كامل في 2016، حتى مرت ذكرى مهمة لدى الجماعة وهي ذكرى "فض رابعة" بدون دعوة رسمية للتظاهر أو حشد له، وخلت الشوارع من الاحتجاجات التي كانت قوية للغاية في تلك الذكرى في كل عام منذ «فض رابعة» منتصف أغسطس 2016.



في المقابل، اشتدت القبضة الأمنية، وزادت سطوة الداخلية وحملاتها التي شنتها على قيادات العمل الطلابي والشبابي، وتم إلقاء القبض على أغلب القيادات في الداخل من الصف الثاني، في حين تم تصفية شخصيات هامة بـ«الجماعة» أبرزهم محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد.



وخلال هذا العام، بدأ بقوة الحديث عن المصالحة مع النظام، وهي الكلمة التي كانت تلقى رفضا كبيرا بمجرد ذكرها في السنوات الماضية، إلا أنه تواترت أنباء على فترات حول لقاءات بين قيادات الجماعة وأطراف في النظام لإيجاد تسوية للأزمة السياسية في مصر، وأصبح الحديث عن المصالحة للإفراج عن المعتقلين يلقى قبولا لدى قطاعات في الجماعة.



فإلى أين ستتجه جماعة الإخوان في 2017؟، وما مصير الانشقاقات الداخلية بها؟، وهل ستقترب أكثر من النظام أم ستستمر القطيعة؟ وهل ستعود للمظاهرات والاحتجاجات ضد النظام أم تسلك طريقًا آخر؟.



وعن ذلك يقول الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن الانقسام داخل الجماعة سيظل لفترة  مقبلة، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد نوعًا من إعادة النظر في الأمور؛ لضبط البوصلة، واتضاح الرؤية المناسبة وتنقية الصفوف وشحذ الهمم وتدارك الأخطاء وتصويب الأداء، مؤكدا أن هذه الأشياء مهمة في إدارة الشارع والمشاركة في الثورة المصرية، ولكنها لن تحسم الانقسام داخل الصف.



وأضاف «حشمت»، أنه لا يتوقع إجراء مصالحة في وجود السيسي الذي صار متهمًا بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، و متهمًا بالخيانة والعمالة لأعداء الوطن، والتفريط في أرضه، ولا يمكن أن يكون طرفًا في أي مصالحة مع الإخوان، ولن يقبل الصف الإخواني بأي تقارب معه في أي وقت.



ومن جانبه يرى أحمد بان، الخبير في الجماعات الإسلامية، أن ملف المصالحة بين الإخوان والنظام مرتبط بشكل كبير بأزمة الجماعة الداخلية، ومدى تمسكها، وهو الذي سيحدد اختياراتها وخطواتها ومدى تقاربها أو ابتعادها عن النظام في العام الجديد.



وأوضح أن الانقسامات داخل الجماعة ستتصاعد خلال العام الجديد، إلى أن تصل حد القطيعة الكاملة بين جبهتي الشباب والقيادات التاريخية، وسيحرص كل طرف على تعزيز شرعيته، وتأكيد سيطرته على «الجماعة»، مشيرا إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الجبهة الشبابية باختيار مجلس شورى ومكتب جديد بديل لمكتب الإرشاد، تؤكد أن الأمور تتجه ناحية القطيعة الكاملة والانقسام الكامل وأنه لن يكون ممكنا إعادة اللُحمة لـ«الجماعة» على الأقل في العام الجديد.



وأشار إلى أن نحو 75% من الإخوان أصبحوا لا يثقون في أي من الطرفين، وأغلبهم  قرر الخروج من المشهد والانشغال بحياته اليومية وترك شئون الجماعة، وأن 25% فقط هم المنغمسون في تلك الصراعات  ولهم انحيازاتهم لأحد طرفي الصراع .



وأضاف أن اتجاه مجموعة محمود عزت، التي تمثل القيادات التاريخية للجماعة للمصالحة مع النظام، ورفض الجبهة الشبابية لذلك هو سبب الانقسام، مؤكدا أن ذلك سيستمر خلال العام الجديد، وستحاول القيادات التاريخية البحث عن تسوية عادلة مع النظام، بينما تسير الجبهة الأخرى في إجراءات محاولة اجتذاب مزيد من أعضاء الجماعة لها والسعي للتمكين والسيطرة على أكبر قدر ممكن من المكاتب.



وأكد «بان» أن النظام المصري يدور بداخله تيارين، تيار يرى أنه ليس مضطرا للمصالحة مع جماعة «متطاحنة» ومنقسمة على نفسها ومن الأفضل تركها كي تقتلها صراعاتها الداخلية، وآخر له رؤية أعم وأشمل، وينظر بحسابات الدولة، التي ترى ضرورة إجراء مصالحة شاملة لتوحيد الصف الوطني، مشيرا إلى أن السيسي ربما يسعى لتسوية مع الإخوان، ولكنه لن يفعلها في ولايته الحالية.



ويرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات، أن الانقسام والانشقاقات داخل الجماعة ستستمر وتتعمق خلال العام الجديد، موضحا أن هناك ثلاثة أجيال داخل «الجماعة»، جيل الشيوخ والشباب والوسط، وكل جيل له نظرة للأمور وموقف مختلف من النظام المصري.


وأشار إلى أن جيل الشيوخ سيتجه للاختفاء التدريجي، بفعل الوفاة لتقدم العمر أو الاعتزال، مشيرا إلى أن  أحد أعضاء مكتب الإرشاد يفكر جديا في الاعتزال، رافضا الكشف عن هويته، ومؤكدا أن جيل الوسط هو الذي سيسيطر في النهاية، ولكن لن يُحسم الصراع هذا العام، بل سيزداد؛ لأن الجماعة لازالت قيادتها مُغرية لكثيرين، خاصة وأن رأسمالها بحسب التقديرات يصل إلى 60 مليار دولار.



وأوضح أن قيادات الجماعة ستتجه للبحث عن سبل للمصالحة مع النظام، وانتظار رد فعله، مشيرا إلى أن النظام بدأ يتجاوب بشكل غير مباشر، عندما قال الرئيس إن مصر تتسع للجميع، متوقعا إنجاز تلك المصالحة مع نهاية فترة الرئيس السيسي، ومحاولة الاقتراب منها بشكل كبير خلال العام الجديد.



وأضاف أن «الجماعة» ستستمر في نفس حالتها الحالية، ولن تتجه للتصعيد على الأرض ضد النظام، مشيرا إلى أنها فقدت القدرة على الحشد، متوقعًا ألا يشهد العام الجديد تواجدًا مؤثرًا لـ«الإخوان».



اقرأ أيضًا: