رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل المهمة السرية لـ«منتصر الزيات» في تركيا.. «تقرير»

منتصر الزيات - أرشيفية
منتصر الزيات - أرشيفية


في الـ 14 من ديسمبر الجاري، سافر منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية، إلى تركيا، في زيارة استمرت لمدة 3 أيام، ثم عاد بعد يومين، دون أن يعلن لماذا سافر؟ ولماذا عاد بهذه السرعة؟


ورغم التشديدات المفروضة على السفر إلى تركيا، إلا أن "الزيات" لم يواجه أية مشاكل، وحصل على الموافقة الأمنية بسهولة، واستطاع حجز تذكرتين ذهاب وعودة إلى تركيا.


لاحقًا كشف "الزيات" عن سبب الزيارة متعللًا بأنه يريد أن يعبّر عن رأيه، ولا يجد منبرًا يعبر من خلاله عن وجهات نظره في مصر، ولذا سافر إلى تركيا ليتحدث في الأمور السياسية من خلال القنوات المملوكة للإخوان أو المقربين من الجماعة، بالرغم من أن الإعلامي عمرو أديب استضافه منذ فترة ليست بكبيرة على قناة "أون تي في" المملوكة لرجل الأعمال المقرب من النظام المصري أحمد أبو هشيمة، فضلا عن حواراته وتصريحاته الصحفية لعدد من الجرائد المصرية.

 

 وخلال زيارته إلى تركيا، استضاف محمد ناصر مقدم برنامج مصر النهاردة الذي يعرض على فضائية مكملين محامي الجماعات الإسلامية لأكثر من ساعتين على الهواء مباشرة، كما سجل "الزيات" حلقة أخرى بعنوان "كلمتي" للقناة ذاتها، قبل أن يعود إلى مصر.

 

وفور عودته، أدلى "الزيات" بتصريحات لوكالة الأناضول التركية، أكد خلالها أن لديه مبادرة للمصالحة بين الإخوان والنظام المصري تتكون من 57 ورقة، وتشمل جميع الجوانب، لكنه عاد ونفى ذلك لاحقًا في تصريحات نشرها عدد من المواقع الإخبارية المصرية.

 

 

وكشفت مصادر لـ"النبأ" تفاصيل الزيارة السرية التي قام بها منتصر الزيات إلى تركيا، مشيرةً إلى أنها تمت بناءً على تكليف من إحدى الجهات السيادية.

 

وأوضحت المصادر أن جهات سيادية لمست خلال التصريحات الأخيرة لقيادات الجماعة، وخلال لقاءات مع أطراف مختلفة، رغبة جماعة الإخوان في عمل تسوية سياسية لتهيئة الأمور في مصر، واختارت تلك الجهات منتصر الزيات باعتباره، محاميا لمرشد الإخوان، ومقربا من الجماعة، فضلًا عن دوره السابق في التعاون مع جهاز أمن الدولة لعمل المراجعات للجماعة الإسلامية في التسعينيات، لكي يتواصل هو مع الإخوان ويستطلع رأي الجماعة بخصوص المصالحة.

 

وتابعت المصادر: تحمس "الزيات" لتلك الدعوة، وعكف على إعداد رؤية لتهيئة الأمور للحوار المباشر بين ممثلين في النظام وقيادات الإخوان، وبدأ في الاتصال بكل الأطراف للوصول إلى رؤية تحقق تسوية مقبولة تجعل الأمور مستقرة في مصر وتمنح الإخوان بعض المكاسب في مقابل التهدئة مع النظام.

 

وبعد الانتهاء من إعداد المبادرة عرض "الزيات" على الشيخ أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بنودها، ووافق الأخير على الفكرة من حيث المبدأ، وبدأ في النقاش مع الزيات في اجتماع حضره عدد من قيادات الجماعة الإسلامية، واستمر لأكثر من ساعتين بحسب المصادر.

 

 بعد انتهاء الاجتماع عرض "حافظ" على "الزيات" رؤية الجماعة الإسلامية التي تلخصت في تهيئة الأجواء للتسوية عن طريق التوقف عن تشويه الإسلاميين في الإعلام والإفراج عن عدد من الشباب المعتقلين، كبادرة حسن نوايا، في مقابل عدم الدعوة للحشد في ذكرى ثورة يناير، ونبذ خطاب العنف.

 

وعاد "الزيات" مرة أخرى ليعرض رؤية رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية على الجهة السيادية التي لم توافق عليها، وطلبت من الزيات عقد اجتماع آخر مع "حافظ" للوصول  إلى صيغة مبدئية لتهيئة أجواء مناسبة للحوار بين كل الأطراف، وخلال الاجتماع الثاني اقترح الشيخ أسامة حافظ على الزيات  السفر إلى تركيا والحديث مع  قيادات الإخوان مباشرةً.

 

وافقت الجهة السيادية على ذلك، وسهلت لـ"الزيات" استخراج تأشيرة سفر إلى تركيا على عجل، مع وعده بعدم التعرض له في المطار، أو استهدافه من قبل إعلاميي النظام بسبب سفره لتركيا، وظهوره على قناة مكملين التابعة للإخوان.

 

فور وصول محامي الجماعات الإسلامية إلى إسطنبول توجه إلى منطقة "شاك شاهير" حيث مقر الجماعة الإسلامية، والتقى بعدد من قيادتها أبرزهم طارق الزمر، ونقل لهم ما دار مع قيادات الجماعة الإسلامية في الداخل، وعرض عليهم فكرة الوساطة بينهم وبين النظام ومحاولة حل الأمور على فترات، وتحريك المياه الراكدة، ولاقى ذلك الطرح ترحيبا من قيادات الجماعة.

 

في اليوم التالي، عقد الزيات اجتماعا مع طارق الزمر والدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة والمهندس مدحت الحداد، مسئول مكتب الإخوان في تركيا وعدد من قيادات الإخوان، وتناقشوا في سبل تهيئة الأجواء، وطلبوا أن تكون الخطوة الأولى هي الإفراج عن عدد من المعتقلين مع استمرار التواصل بين الأطراف لوضع رؤية لتسوية مقبولة من الجميع.

 

عاد منتصر الزيات لمصر بعد يومين، ونقل للجهة السيادية تلك الرؤية، ووعدوه بالنظر في الأمر وإعطائه الرؤية الخاصة بهم، ودراسة إمكانية التواصل المباشر مع قيادات بارزة من جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة.

 

في اليوم التالي سرب "الزيات" بعض ملامح رؤيته التي يراها مناسبة للبداية في تسوية سياسية في مصر، ولكن مقربين منه طلبوا منه سحبها وعدم التطرق للأمر إعلاميًا، وهو ما فعله لاحقًا.

 

من جانبها تواصلت "النبأ" مع "الزيات" الذي قال إنه لا يريد أن ينفي أو يؤكد سفره إلى تركيا وعقده لقاءات مع مسئولين بالنظام المصري، وقيادات الإخوان والمعارضين المصريين بالخارج،، مشيرا إلى أنه من الأفضل في هذه المرحلة الفعل وليس الكلام.


ورفض منتصر الزيات التعليق بأي شيء آخر حول مبادرته للتسوية السياسية في مصر.