رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إنتصار السيسي.. هل تلعب حرم الرئيس دور سوزان مبارك؟

إنتصار السيسي - أرشيفية
إنتصار السيسي - أرشيفية


بعد فترة طويلة تشبه «العزلة الاختيارية» عن العمل العام، والمناسبات الرسمية، ظهرت السيدة «إنتصار السيسي»، خلال حملة لجمع تبرعات لصندوق «تحيا مصر»؛ بهدف دعم المشروعات التنموية المختلفة التي تنفذها الدولة.



تحركت قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بثقة شديدة، وبخطوات ثابتة، وتغطية إعلامية مكثفة لظهورها، في مشهد يشبه الحشد الرسمي لتدشين دور «السيدة الأولى» لإنتصار السيسي؛ التي رافقها عند دخولها «البنك الأهلي المصري»، وزيرات، وحرم وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، وبعض زوجات قادة القوات المسلحة.



كان الظهور السابق عاملًا مهمًا في استعداد إنتصار السيسي للعب دور «السيدة الأولى» رسميًا؛ لاسيما أن ظهورها في حملة لجمع تبرعات لصندوق «تحيا مصر» كان مخالفًا لتصريحات عبد الفتاح السيسي السابقة التي قال فيها إنه يفضل ابتعاد زوجته عن الظهور الإعلامي، أو صدارة المشهد، فضلًا على أن عدد مرات ظهورها في بعض المناسبات كان قليلًا جدًا؛ بل ويُعد على أصابع اليد الواحدة، مثل ظهورها في حفل تنصيب السيسي رئيسًا في المحكمة الدستورية العليا، وزيارتها لضحية واقعة التحرش بـ«ميدان التحرير»، ثم جولتها في المجرى الملاحي لقناة السويس.



بالرجوع إلى الماضي قليلًا، نجد أن مصر عرفت لأول مرة، مصطلح «السيدة الأولى» على يد جيهان السادات التى اتجهت إلى العمل العام، وأسست جمعية «الوفاء والأمل»، وشجعت تعليم المرأة، وهي مُحاضرة جامعية في جامعة القاهرة سابقا، وأستاذ زائر في الجامعة الأمريكية.



اتسع مفهوم «السيدة الأولى» في عصر المخلوع «مبارك» بشكل صارخ، حتى أن محللين يرون أن سوزان مبارك، كانت تسيطر على الحكم منذ عام 2005، وكانت تسعى إلى توريث جمال مبارك.



وتفرغت سوزان مبارك للعمل في مجالات المرأة والطفل، حيث تولت مناصب منها رئاسة المركز القومي للطفولة والأمومة، ورئاسة اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة، وترأست جمعية الهلال الأحمر المصري.



اختفى مصطلح «السيدة الأولى» في عهد الإخوان المسلمين بعد أن رفضت زوجة الرئيس المعزول محمد مرسى هذا المصطلح، وقالت إنها «خادمة مصر الأولى»، وكانت لا تمارس دورًا فى العمل السياسي خلال  فترة حكم مرسى زوجها في الحكم.



من جانبها، انتقدت الناشطة «إيفون مسعد»، عضو المكتب التنفيذي للجنة «نساء مصر»، خروج إنتصار السيسي إلى العمل العام من خلال إطلاق دعوة للتبرع لصالح حملة «تحيا مصر»، مشيرة إلى أن ذلك يعد تدخلا في العمل السياسي، ويعيد إلى الأذهان التجربة السيئة التي عاشتها مصر أيام المخلوع محمد حسنى مبارك.



وتساءلت «مسعد»: لماذا دخلت السيدة إنتصار في العمل السياسي في هذا الوقت على الرغم أن الجميع يعلم أنها لم تلعب أي أدوار سياسية قبل تولي السيسي حكم البلاد؟.



وأضافت أن المبادرة التي أطلقتها إنتصار السيسي ليست جديدة، ولم نكن بحاجة إليها، فقد دعا السيسي إلى التبرع لصالح صندوق «تحيا مصر» أكثر من مرة.



وقالت مسعد، إن ظهور إنتصار السيسي في حملة «تحيا مصر» لن ينتهي عند هذا الحد، و سيكون بداية لظهورها مرة أخرى في مبادرات أخرى، مشيرة إلى أن هذا الظهور سيؤثر سلبًا على شعبية السيسي، ووضعه كرئيس للدولة.



وقالت الكاتبة اليسارية فريدة النقاش، إننا ننتظر منذ سنتين من زوجة الرئيس السيسي أن تنشغل بالعمل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها خطوة جيدة في ظل في الظروف التي تمر بها مصر، ولكن انخراط «إنتصار السيسي» في العمل العام تأخركثيرًا.



وشنت «النقاش» هجومًا حادًا على منتقدي ظهور إنتصار السيسي، قائلة: «من حقها أن تظهر وتلعب دورًا في الحياة العامة»، مضيفة أن هناك فرقًا بين الحياة النشاط، والعمل الاجتماعي والفساد.



وأشارت إلى أن دخول زوجة السيسي العمل العام سيؤثر بشكل كبير في الأوساط السياسية والاجتماعية، باعتبارها قرينة الرئيس، كما أنها لم تتورط في أي فساد.



وتوقعت «النقاش»، أن يكون ظهور إنتصار السيسي بداية لممارسة دورها كـ«سيدة أولى»، مؤكدة أن هذا الدور سيزيد من شعبية السيسي؛ لأنها «ستفيد المواطنين»، على حد وصفها.



وقال أمين إسكندر، البرلماني السابق، والقيادي بحزب «الكرامة»، إن التجربة السلبية للشعب المصري مع زوجات الرؤساء السابقين، تؤكد أن «مزاج» الشعب يرفض ظهور زوجة الرئيس في العمل العام، وأن تلعب دورها كـ«سيدة أولى».



وأضاف أن جزءًا من الشعبية الكبيرة التي حظي بها الرئيس الراحل عبد الناصر، كان سببه زوجته التي لم تمارس العمل العام.



وأشار البرلماني السابق، إلى أن ظهور إنتصار السيسي في هذا الوقت، كان مخططًا له بدقة، و سيتبعه ظهور وممارسة لدور «السيدة الأولى»، ولكن بعد قليل من الوقت، حتى يتعود المصريين على الشكل والدور الجديد الذي ستلعبه حرم الرئيس.



وتابع: عدم ظهور إنتصار السيسي فى الفترات السابقة، كان مقصودًا، مضيفًا أن كل ما يحدث الآن موضع تخطيط شامل من المخابرات العامة، بداية من الربط بين شخصية السيسي وجمال عبد الناصر، إلى عدم ظهور زوجته وخروجها فى المشهد العام