رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هاني خلاف: مؤشرات على عودة علاقات مصر وإيران.. والصراع مع الإخوان لم ينتهِ.. «حوار»

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع هاني خلاف


موقف الإعلام المصري بعد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب «فاجعة»

لابد من تقوية «اللوبي العربي» في واشنطن للحفاظ على المصالح العربية


الدبلوماسية المصرية تحتاج إلى خبراء في الأمن القومي والعلاقات الدولية


روسيا لن تكون بديلًا عن الولايات المتحدة بالنسبة لمصر


قطر هي الدولة العربية الوحيدة التى خرجت عن الإجماع العربي


دعم مصر لـ«حفتر» ضد رغبة الأمريكان.. ولا توجد مؤامرة أمريكية على القاهرة


نصحت «أبو الغيط» بالبحث عن نظام سياسي يجمع السوريين


مطلوب من مصر التنسيق مع الفصائل الليبية لمواجهة داعش والقاعدة


إغلاق السفارات ترشيدًا للنفقات خطر على سمعة مصر خارجيًا



أكد السفير «هاني خلاف»، مندوب مصر السابق لدى جامعة الدول العربية، أن موقف الإعلام المصري من فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان «فاجعة»، مشيرًا إلى أن مصر سارعت لتهنئته دون أن يكون لديها خطة واضحة للتعامل مع الأمريكان خلال المرحلة المقبلة.


وأضاف «خلاف» في حواره لـ«النبأ»، أن الرئيس الأمريكي الجديد يؤمن باليهودية والمسيحية، ولا يعترف بديانة اسمها الإسلام، وأنه ينظر بعنصرية للعرب والمسلمين، معبرًا عن تخوفه من قيام «ترامب» بتنفيذ وعده بنقل السفارة الإسرائيلية للقدس، دون أن يكون هناك موقف من العرب، مطالبًا بتقوية «اللوبي العربي» في الولايات المتحدة الأمريكية، حفاظًا على المصالح العربية.


وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، عدم وجود مؤامرة أمريكية على مصر كما يتردد في بعض وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية تحولت إلى مجرد «رمز للعروبة» في ظل وجود المادة السابعة من ميثاقها.


وكشف «خلاف»، أن دعم مصر للمشير «خليفة حفتر» في ليبيا، هو أمر ضد رغبة الأمريكان، مؤكدًا عدم انحياز مصر لروسيا و«حزب الله» وإيران في الملف السوري، وإلى تفاصيل الحوار:


في البداية.. ما تعليقك على فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؟

أرى أنه لا يمكن التعويل على تصريحات «ترامب» الانتخابية، ولو تم تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية، سيكون فوزه كارثة على العالم، لاسيما أن المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية كثيرًا ما يغيرون مواقفهم وتصوراتهم وتحركاتهم بعد وصولهم للحكم، وبالتالي من المتوقع أن يقوم «ترامب» بإجراء كثير من التغييرات على ما صرح به أثناء الدعاية الانتخابية، لكن أخطر ما في تصريحاته هو موقفه من إسرائيل وفلسطين، هذا الموقف يبدو أنه غير مستعد للتعديل فيه، وقد يقضي فترته الأولى في الحكم دون أن يحقق أي تقدم في حل القضية الفلسطينية، أو يقدم شيئًا لصالح الفلسطينيين، لذلك هو لم يذكر شيئا واحدا لخدمة القضية الفلسطينية، وبالتالي أستبعد أن يغير في هذه القضية أكثر من ذلك.


ترامب تعهد بنقل السفارة الإسرائيلية للقدس.. واعتبارها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال.. كيف سيكون موقف العرب من هذه التطورات؟

الدول العربية مواقفها مشتتة تجاه الفلسطينيين، ولكن يمكن إجهاض تلك المحاولات لو استطاع العرب اتخاذ موقف موحد، لاسيما دول الخليج التي تستطيع استخدام سلاح النفط والتجارة العالمية والقواعد العسكرية، وبالتالي ما أخشاه هو أن يقوم «ترامب» بتمرير هذا القرار، مع عدم وجود رد فعل من العالم العربي، والسؤال هو: هل قطر والإمارات والسعودية والبحرين وهم من مصدري البترول لأمريكا، سيتدخلون بثقلهم لوقف هذه القرارات؟، وهل القيادة الفلسطينية نفسها ستكون موحدة في مواقفها في ظل الخلافات القائمة حاليا بين الأطراف؟، في تصوري إذا لم يبذل العرب جهدًا استباقيًا يحذرون فيه الأمريكان من قيامهم باتخاذ قرارات جديدة، سيقوم الأمريكان بتمرير مشاريعهم دون أن يكون هناك أي رد فعل عربي سوى الإدانات والشجب والاحتجاج.


ما تقييمك لرد فعل الإعلام المصري والسلطات على فوز ترامب؟

رد فعل الإعلام المصري على فوز «ترامب» كان «فاجعة»، ونوعا من أنواع الدراما، لاسيما أن فوزه كان غير متوقع، ومصر سارعت بالتهنئة دون أن يكون هناك مخططات واضحة بكيفية التعامل مع الأمريكان سياسيا وتجاريا واقتصاديا وعسكريا، وبالتالي يجب أن تكون مصر جاهزة بورقة عمل وعرضها على الأمريكان في أول لقاء رسمي بين مسئولي البلدين تسبق الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي المنتخب لمصر، لكن حتى الآن لم يحدث ذلك.


هل العلاقات المصرية الأمريكية ستتغير فى عهد ترامب أم لا؟

رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات، إلا أن الرئيس الأمريكي له لمسات خاصة، ويستطيع فرض توجهاته الشخصية، وترامب سوف ينجح في تمرير كل ما يريده، لاسيما أن الكونجرس الأمريكي أغلبه من الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي الجديد، وبالتالي لابد من إعادة فكرة اللوبي العربي وتقويته لطرح المصالح العربية الإسترتيجية بشكل جديد، ومؤثر وواقعي وعملي، بعيدا عن العواطف والحقوق التاريخية، خاصة أن أمريكا ستبقى على سياسة تصدير السلاح للعالم العربي لتحقيق مصالحها.


كيف ترى موقف ترامب من تيار الإسلام السياسي والإخوان؟

هو تعهد بمحاربة تيار الإسلام السياسي في كل مكان، وخاصة في ليبيا وسوريا، وهذا التوجه مرحب به في مصر، لاسيما أنه يقصد بالإسلام السياسي التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة في ليبيا، وسوف يحاول السيطرة على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في أمريكا.


كيف ترى موقفه من المسلمين في أمريكا؟

«ترامب» له نظرة عنصرية متأصلة في فكره من المسلمين، لكن السؤال هو: هل سيقوم بالفعل بمنع المسلمين من دخول أمريكا، ويمنعهم من ممارسة أنشطتهم بحرية وخاصة ارتداء الحجاب، وهل سيقوم بطرد المسلمين الموجودين على الأراضي الأمريكية؟ وبالتالى هو له موقف عنصري من المسلمين والعرب، فهو يؤمن بالديانتين اليهودية والمسيحية، لكنه لا يؤمن بوجود ديانة اسمها الإسلام.


ما تقييمك للسياسة الخارجية لمصر في عهد عبد الفتاح السيسي؟

السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي هي انعكاس للظروف التي تحيط بمصر حاليا، وتدل على الابتكار التي يتسم بها صانعو السياسة الخارجية المصرية، الظروف المستجدة في المحيط الإقليمي والدولي في السنتين الأخيرتين لم تشهدها مصر على مر تاريخها، وأحد التحديات الكبرى التي تواجهها السياسة الخارجية حاليا هي كيفية تفعيل وإعادة الزخم للقضية الفلسطينية، وأيضا الوضع الملتهب في سوريا، والوضع في ليبيا في ظل زيادة الهوة بين برلمان طبرق وحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، كذلك الوضع في اليمن، كما أن هناك تحديات أخرى تواجه مصر منها الظهور الروسي، والتدخل الإيراني في شئون الدول العربية، وتركيا التي تحاول لعب دور فعال في سوريا وشمال العراق وكانت على خلاف معنا بسبب جماعة الإخوان المسلمين، وهناك ضرورة لمراجعة العلاقات المصرية التركية في المستقبل سواء من جانب الأتراك أو من جانب المصريين، وتطوير العلاقة مع إيران يحتاج إلى وقت رغم وجود بعض المؤشرات الجيدة، وبالتالي السياسة الخارجية المصرية هي انعكاس لتعدد وتشابك وتعقد الظروف الإقليمية في المرحلة الأخيرة.


كيف ترى الدور الأمريكي في المنطقة؟

الدور الأمريكي وانسحابه من قضايا المنطقة يزعج مصر كثيرا، لاسيما أن مصر كانت متعودة أن يكون الأمريكان في ظهرها، وأن يكونوا فاعلين وداعمين لتحركاتها، وبعد تخلي أمريكا وأوباما عن مصر بعد عزل الإخوان لم يكن أمام مصر سوى الفرنسيين والاتحاد الأوروبي والروس.


البعض يقول إن دور رئيس الجمهورية في السياسة الخارجية طغى على دور وزارة الخارجية.. كيف ترى ذلك؟

منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الرئيس المصري هو الذي يقود السياسة الخارجية المصرية، بالإضافة إلى تفاصيل السياسة الداخلية.


تقييمك لأداء وزير الخارجية سامح شكري؟

رغم القدرات الفذة في التواصل والإقناع التي يتمتع بها وزير الخارجية سامح شكري، إلا أن آليات العمل في السفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية في الخارج دون المستوى وليس لديهم ابتكار في الأداء، وهناك فنيون جيدون جدا في الأداء الدبلوماسي المصري ولكن صناعة السياسة تحتاج إلى خبراء أكثر من مجرد تنفيذيين، تحتاج إلى مجموعات من خبراء الأمن القومي، وخبراء العلاقات الدولية، وأساتذة العلوم السياسية، للمشاركة في صنع القرار، ليس فقط لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب.


كيف ترى اتجاه الدولة لتخفيض نفقات البعثات الدبلوماسية في الخارج؟

إذا صح ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى المزايا أو المنافع المادية التي يتمتع بها العاملون في السفارات والقنصليات، وليس إغلاق سفارات؛ لأن ذلك كان خطأ وقعت فيه مصر في مراحل سابقة، عندما تم إغلاق بعض السفارات بحجة ترشيد النفقات، لأن الدول التي يتم إغلاق السفارات المصرية بها تأخذ هذا الأمر على أنه يمثل إهانة لمصر، وبالتالي الأمر يتطلب الإبقاء على السفارات مع تقليل عدد العاملين بها، وترشيد المزايا التي يحصل عليها الدبلوماسي، مثلما حدث في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما قام «السادات» بجعل جزء من راتب العاملين في السفارات المصرية بالخارج بالعملة المصرية، لكن هذا يحتاج إلى دراسة.


كيف ترى الأزمة الحالية التي تمر بها العلاقات المصرية السعودية؟

أنا كمحب للبلدين أستطيع أن أقول إنه كان يمكن تجاوز أي نوع من سوء الفهم بين الطرفين عن طريق الاتصال المباشر، وليس عن طريق التصريحات الإعلامية المباشرة من الطرفين، وكان يمكن منذ أزمة تيران وصنافير أن يتم إرسال وفد من خبراء في العلاقات العربية وخاصة العلاقات المصرية السعودية إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء المسئولين هناك لمعرفة وجهة نظرهم في الملفات المختلفة ومنها الملف السوري، حيث يظن الحكام في المملكة على غير الحقيقة أن مصر متمسكة ببقاء بشار الأسد كشخص، لكن مصر تريد أن يكون القرار للشعب السوري وليس لأي طرف خارجي، وبالتالي يمكن إقناع المسئولين في المملكة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سوريا تجسد الإرادة الشعبية السورية، ومن جهتي نصحت أحمد أبو الغيط، ونصحت المندوبين الدائمين، وقلت لهم إن الفكرة الوحيدة التي يمكن أن تطرحها كجامعة الدول العربية في موضوع سوريا هو أن يفكر الشعب السوري مرة أخرى في النظام السياسي المطلوب الذي يشارك فيه الجميع المعارضون والموالون.


هناك أصوات في الخليج تتهم مصر بالخروج عن الإجماع العربي والانضمام للمحور الروسي الإيراني السوري؟

هناك بعض الأصوات في داخل وسائل الإعلام العربية التي ترى أن مصر انحازت أكثر إلى الرؤية الروسية والايرانية ولم تنحز إلى الجانب السعودي، وهذا غير صحيح، لأن مصر ترى أن الإرادة الشعبية السورية يجب أن تكون هي الحكم الوحيد لحل الأزمة السورية، دون أن يكون هناك «وصاية» على هذه الإرادة من أي طرف خارجي، من خلال انتخابات رئاسية مبكرة تشرف عليها الأمم المتحدة أو من خلال استفتاء شعبي تقوم به الدولة السورية، ومصر لم تنحز لإيران أو لروسيا أو لـ«حزب الله»، لكنها تنحاز للشعب السوري.


وماذا عن موضوع خروج مصر عن الإجماع العربي؟

أين هي القرارات التي صدرت من جامعة الدول العربية وخالفتها مصر؟  الدولة الوحيدة التي خرجت عن الإجماع العربي هي قطر، فكل العرب متفقون على وحدة الأراضي السورية إلا هي.


كيف ترى الخروج من المأزق السوري؟

الحل في سوريا أصبح في يد روسيا وأمريكا والغرب، وهذا الأمر لن يكون قبل انتهاء فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأي نظام سيأتي بعد بشار الأسد؟، سيكون إسلامي النزعة، وبالتالي تدخل في سوريا في دوامة الصراع الطائفي، أو يكون نظامًا جديدًا يجمع كل السوريين، وبتوافق أمريكي روسي.


تقييمك للعلاقات بين القاهرة وواشنطن في ظل الحديث عن وجود مؤامرة أمريكية لإسقاط مصر؟

أنا لا أرى وجود مؤامرة أمريكية على مصر، أمريكا منشغلة الآن عن الشرق الأوسط كله، وبالتالي الحديث عن وجود مؤامرة أمريكية على مصر شيء مبالغ فيه في ظل قيام الأمريكان بنقل اهتمامهم الرئيسي إلى منطقة شرق آسيا، مع بعض الاهتمام بما يحدث في مصر وليبيا، فهم لا يروق لهم دعم مصر لـ«خليفة حفتر» في ليبيا؛ لأنه سبق أن وقف ضدهم في السودان وتشاد، ورغم ذلك أمريكا ما زالت ترى في مصر أنها مركز العالم العربي والمحور الرئيسي في تحريك أمور كثيرة، وأمريكا تتحدث عن عدم وجود دليل على دعم الأمريكان لجماعة الإخوان المسلمين للقيام بأعمال مضادة ضد النظام المصري، لكنهم من أنصار الحكم المدني والاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية.


لكن كيف تقيم الدور المصري في ليبيا؟

في البداية.. كانت السياسة المصرية في ليبيا تبدو أنها تقف وراء طرف واحد، ولكن تم تعديل هذا المسار خلال الشهور الماضية لتصبح أكثر توازنا، وتتعامل مع الشرق والغرب الليبي على قدم المساواة، فهي تتعامل مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج بنفس تعاملها مع صالح عقيلة وعبد الله الثني في الشرق، لكن مطلوب من مصر التنسيق بين كل الأطراف الليبية الشرعية لمواجهة داعش والقاعدة، كما أنه على مصر مد يد العون والمساعدة لبعض الفصائل الليبية التي تناصب داعش والقاعدة العداء في الغرب الليبي كما تفعل مع الجيش الليبي النظامي في الشرق التي تقوم بتسليحه وتدريبه.


يرى البعض أن سياسة مصر الخارجية قائمة على محاربة الإسلام السياسي أينما كان.. رأيك؟

ليس محاربة الإسلام السياسي، ولكن محاربة الجماعات التي تستخدم الدين كستار لتحقيق أهداف سياسية، عبر العنف المسلح والإرهاب.


كيف تقيم التجربة المغربية في الحكم؟

تجربة أقدرها جدا، وتجربة المغرب مع الإسلام السياسي ناضجة جدا، وليس هناك وجه للمقارنة بين تجارب الإسلاميين في الشرق وتجاربهم في الغرب، وهذه التجربة أرى أنها تصلح كنموذج لمشاركة الإسلام السياسي في الحكم في المنطقة، وبالتالي أنا أرى أن تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي في الحكم جيدة جدا، لاسيما أن الحزب تحول إلى حزب مدني بالكامل.


ماذا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية؟

هناك تنسيق أمني بين مصر وإسرائيل في سيناء.


كيف ترى العلاقات المصرية التركية؟

أرى أن هناك «انفراجة» في العلاقة بين البلدين، وقد يكون لروسيا دور في تخفيف الاحتقان بين البلدين في الفترة القادمة.


هل التقارب بين القاهرة وموسكو يقلق أمريكا؟

طبعا، خاصة لو تحول هذا التقارب إلى علاقة استراتيجية، لكن هناك تحالفا إستراتيجيا بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي روسيا لن تكون بديلا عن أمريكا بالنسبة لمصر.


تقييمك للوضع السياسي في مصر؟

كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك لو تم عمل توازن بين استحقاقات التنمية المتوسطة والطويلة وهي ضرورية للأجيال القادمة، وبين احتياجات الطبقات الفقيرة الحالية، وأنا انحيازي دائما للطبقات الفقيرة.


هل ترى أن هناك أزمة سياسية في مصر.. أم أن الصراع بين الإخوان والدولة أصبح من الماضي؟

هذا ما يقوله الإعلاميون الذين يعملون في قنوات رجال الأعمال، لكن لم يخرج مسئول ويقول إن الصراع مع الإخوان انتهى، الإخوان فكرة قائمة وموجودة في كثير من دول العالم، وبالتالي الفكر موجود رغم ضرب التنظيم، وهذا ما حدث أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.


تقييمك لأداء جامعة الدول العربية؟

الجامعة العربية هي مجرد رمز للعروبة، وليست رمزا للوحدة العربية، وليست رمزا للتنسيق العربي، وستظل هكذا طالما ما زالت متمسكة بفكرة السيادة القطرية وعدم تدخل أي دولة في شئون الدول الأخرى، والمتمثلة في المادة السابعة من ميثاق الجامعة، وهذا عكس ما يحدث في الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي الذي سبق الجامعة العربية في أمر مهم جدا عندما نص في ميثاقه على أنه لا يجوز تغيير النظم السياسية في الدول الأعضاء إلا عبر الوسائل الدستورية، وليس عن طريق الانقلابات العسكرية أو الثورات، لكن ميثاق جامعة الدول العربية ينص على أن كل دولة لها الحق في اختيار نظامها السياسي، سواء كان نظاما ديمقراطيا أو ديكتاتوريا وسواء كان نظاما ملكيا أو جمهوريا، وبالتالي هناك حاجة عربية ملحة لادخال تعديل جوهري في ميثاق جامعة الدول العربية.


لماذا لا تقوم الجامعة بإجراء تعديلات على ميثاقها؟

لأن النظم العربية التي وضعت هذا الميثاق لم تتغير، هي نفس النظم التي كانت مؤسسة لجامعة الدول العربية، الوحيد الذي حاول تغيير الميثاق هو الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي، لكن الكل وقف ضده، وكان من أكثر الزعماء العرب خدمة لفكرة العمل العربي المشترك، وفي قمة سرت 2010 وضع مادة نظرية في ميثاق الجامعة تنص على عدم التدخل الأجنبي في حل المشاكل العربية.


ما حدود مسئولية الأمين العام للجامعة في تغيير الميثاق؟

أي أمين عام ليس له صلاحيات في تغيير الميثاق، هو فقط يدير أداء الأمانة العامة، ويطرحه على الرؤساء والملوك الأفكار، لكنه لا يستطيع فرض رؤيته على الأعضاء.


ما رأيك في إلغاء جامعة الدول العربية؟

غير موافق على ذلك، لأن حل العقدة بقطعها، عجز كبير، وبالتالي من الأفضل الإبقاء على الجامعة العربية على أساس أنها تحمل الأمل في بقاء العرب «أحياءً»، ثم يتم تصويب أدائها من خلال تشريعات جديدة التي تستطيع من خلالها تطوير أداء الجامعة.


ماذا عن الجدل حول جنسية الأمين العام للجامعة.. ومطالبة بعض الدول العربية بتدوير المنصب؟

ليس هناك نص في ميثاق الجامعة يفرض أن يكون الأمين العام مصريا، ولكن جرى العرف منذ تأسيس الجامعة أن يكون هذا المنصب من دولة المقر، وبالتالي الحديث عن تدوير المنصب «افتآت» على دور مصر التاريخي في العالم العربي.


كيف ترى فرصة المرشح المصري في انتخابات اليونسكو؟

كنت أفضل أن يكون هناك تنسيق بين مصر وقطر في هذا الشأن، لكن المرشحة المصرية لهذا المنصب الدكتورة مشيرة خطاب مشرفة جدا لمصر والعرب.