رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسباب فشل أفلام الرعب المصرية من زمان.. تقرير

محمود تيخا ونرمين
محمود تيخا ونرمين ماهر في "عمارة رشدي"

بذلت السينما المصرية جهودًا كبيرة؛ لتقديم أفلام رعب، تقترب مما تقدمه السينما العالمية، إلا أن هذه الأفلام، لم تكن كافية من ناحية العدد، كما لم تقدم مضمونًا يحترم عقل المشاهد، وبالتالي لم تحقق إيرادت تذكر، حتى أنها تصبح مجرد مادة للسخرية والضحك والاستهزاء لا أكثر، لا سيما أن عددًا كبيرًا منها مأخوذ عن أعمال أجنبية.


ويعد فيلم "عمارة رشدي"، أحدث الأفلام المصرية المرعبة، والذي انتهى صناعه، من تصوير المشاهد المتبقية به، فيما تُجرى حاليًا عمليات المونتاج، والمكساج، على أن يُطرح البرومو الدعائي له خلال الأسبوع المقبل، استعدادا لموسم إجازة نصف العام. 


وتدور أحداث الفيلم في إطار من الرعب والكوميديا، عن قصة حقيقية، تقع داخل "عمارة رشدي" بالإسكندرية في حي "لامار"، المعروف بأنه مسكون بالعفاريت، حول شاب يجسد دوره الفنان مدحت تيخا، ويعمل دكتور تجميل يواجه أزمة كبيرة في إيجاد شقة بسعر مناسب؛ بسبب ارتفاع أسعار الشقق. 


ويذهب "تيخا" مع حبيبته "فُلة"، التي تُجسد دورها الفنانة نرمين ماهر، إلى أحد سماسرة الشقق؛ ليعرض عليه شقة بمبلغ 25 ألف جنيه، ونظرًا لرخص سعرها بالنسبة لغيرها، يوافق دكتور التجميل على الفور، ويتزوج حبيبته ويبدآن حياتهما الزوجية في الشقة، لكنهما يتفاجآن منذ ليلة زفافهما بأمور غريبة داخلها، يعجزان عن إيجاد تفسير منطقي لها. 


"عمارة رشدي" بطولة كل من نرمين ماهر، ومدحت تيخا، وسليمان عيد، وإنجي خطاب، وأيمن قنديل، وسناء شافع، وسمر جابر، وأميرة حافظ، وهو من تأليف محمد الأحمدي ووليد يوسف، وإخراج حسن السيد. 


وفي العام الماضي، طرح المخرج أمير شاكر فيلم "عزازيل"، والذي كانت تدور أحداثه في إطار من الرعب والغموض، حول الشيخ "محمد ريحان" وأربعة من تلاميذه؛ الأول هو "حسان" وهو صاحب ورشة سيارات، والثاني "عمر" وهو طالب بالجامعة، والثالث هو "سالم" الذي يعمل بإحدى شركات الأوراق المالية، أما الرابع والأخير فهو "إبراهيم"، الذي يعمل طبيبًا. 


وبمرور أحداث الفيلم يتعرض الشيخ "ريحان" لوعكة صحية شديدة، ويُشرف على الموت، فيوصى تلامذته على أن يعيشوا في منزله 30 يومًا، وبالفعل يستجيبون لرغبته، إلا أن الشيطان "عزازيل" يحاول أن يوقعهم في المعصية.


أما فيلم "الدساس"، الذي طُرح عام 2014، فكانت تدور أحداثه حول منزل "عائلة الهوارى"، المُحيط بالغموض، والذي يصفه الناس بأنه "ملىء بالعفاريت"، ورغم تصريحات المخرج قبل طرح العمل بأنه سيكون من أقوى أفلام الرعب بالسينما المصرية، إلا أنه واجه انتقادات شديدة من النُقاد الفنيين، واصفينه بـ"الهطل"، وبأنه كان مجرد محاولة لتقليد مجموعة أفلام الـ "Zombe"، لكنها فشلت.  


كذلك كان فيلم "أحلام حقيقية"، الذي عُرض عام 2006، واحدًا من أفلام الرعب المصرية، والتي ناقشت فكرة الكوابيس التي يراها الإنسان في منامه، وكيفية تحولها إلى واقع، وذلك من خلال الفنانة حنان ترك، الذي قدمت دور زوجة الفنان الراحل خالد صالح، والتي كانت ترى في أحلامها جرائم قتل وسرقة، وتجدها تتحقق في الواقع بعد استيقاظها، حتى ترى منامًا بقتل ابنتها الوحيدة، الأمر الذي يصيبها بالهلع والخوف عليها. 


في السياق ذاته، يعد فيلم "كامب" من أوائل الأفلام الرعب المصرية، التي طُرحت في مطلع الألفينات، حيث شارك في بطولته مجموعة من الشباب، ومنهم: أميرة هاني، ومحمد لطفي، ومحمد الخلعي، ولطفي لبيب، وهو من تأليف هيثم وحيد، وإخراج عبد العزيز حشاد. 


وتدور أحداث الفيلم في إطار من الغموض، حول عدد من الشباب، الذين ينتمون للطبقة الاجتماعية الثرية، ومن بينهم صديق اسمه "جمال"، يعيش قصة حب مع إحدى الفتيات، لكن يقرر "جمال" الانتقام من أصدقائه كلهم، فور تعدي واحد منهم على حبيبته، ولم ينج هذا الفيلم من الاتهامات والانتقادات التي وجهت إليه، إذ رأى البعض أنه كان مجرد محاولة "فاشلة" لتمصير فيلم "Scream". 


من جانبه، قال الناقد الفني محمود قاسم لـ"النبأ"، إن كل هذه الأفلام لم تتعد محاولات ساذجة، ولا ترتقي إلى وصفها بـ"أفلام الرعب"، والتي تتميز بطابع خاص وتحتاج "تكنيك معين" في صناعتها، مضيفًا أن تكلفة مثل هذه الأعمال السينمائية عادة ما تكون باهظة، وبالتالي فهي غير ناجحة في مصر. 


وأوضح "قاسم" أن إنتاج فيلم رعب يحتاج إلى ملايين الجنيهات؛ لإنفاقها على المؤثرات السمعية والخدع البصرية ومكياج الأبطال وأماكن التصوير الفخمة كالقصور الواسعة المليئة بالدهاليز، وهو ما تفتقره مصر، الأمر الذي يجعل أغلب هذه الأفلام أقرب إلى أن تكون "أفلام فانتزيا" وليس رعبًا. 


وتابع محمود أن أبطال هذه الأفلام المصرية ومخرجيها وصناعها بشكل عام، من الشباب الصغار، الذي يفتقد الموهبة والخبرة، بعكس أفلام الرعب في السينما العالمية، والتي يقدمها أكبر المخرجين وأعلاهم مستوى وخبرة.


وأكد الناقد الفني أن جمهور أفلام الرعب مختلف عن باقي الجمهور، قائلًا: "دول ناس داخلة السينما عايزة تترعب بجد"، مشيرًا إلى أن مرجعيتهم الوحيدة تكون الأفلام الأجنبية، والتي تعد مقارنتها بالأفلام المصرية ظلمًا كبيرًا للأخيرة، وبالتالي يكون حكم الجمهور على ما يراه قاسيًا وغير عادل، مقارنة بما يراه من أفلام أمريكية. 


وأضاف "قاسم" أن المخرج محمد شبل يعد واحدًا من أشهر كتاب أفلام الرعب المصرية، موضحًا أن له العديد من هذه التجارب ومنها: "أنياب"، الذي شارك في بطولته علي الحجار وأحمد عدوية، وفيلم "التعويذة" لـ يسرا ومحمود ياسين.