رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

صباحي «طابور خامس» والبرادعي «يحتج إليكترونيًا».. المعارضة في حظيرة «السيسي»

السيسي وصباحي.. أرشيفية
السيسي وصباحي.. أرشيفية


هل توجد معارضة حقيقية فى مصر حاليا؟! يلقى هذا السؤال الضوء على قضية التحولات التى أصابت عددا كبيرا من رموز المعارضة منذ عهد مبارك، وحتى الآن، وكيف أن بعضهم تحول من معارض شرس فى عهد الإخوان، إلى "معارض أونطة" فى العهد الحالى.


وتمثل أوضاع المعارضة فى مصر، 3 ألغاز مهمة الأول هو ذلك الفريق الذى اختار أن يتحول إلى بطة عرجاء تسعى إلى ملاحقة أقدام النظام، والسير على خطواته، دون أى محاولة لرفع صوتها بالاعتراض على أى شيء، والثانى هو الفريق الذى يزعم سعيه إلى إصلاح النظام من الداخل، محاولا تقديم نفسه على أنه معارضة معتدلة، وهم فى الحقيقة الوجه الآخر الذى يتم من خلاله تمرير أوضاع سيئة، مثل دور حمدين صباحى فى إضفاء الشرعية على الانتخابات الرئاسية الماضية.


أما الفريق الثالث، فهو أيضا أحد الألغاز المهمة، فى ظل حرص أعضاء هذا الفريق وهو جميع المنتمين للتيار الإسلامى، بقيادة جماعة الإخوان، وباستثناء حزب النور، وهؤلاء يتمنون إسقاط النظام الحاكم، دون النظر لأى اعتبارات أو نتائج.


ويصنف الخبراء المعارضة إلى 3 أصناف، الأول هو معارضة "الموالاة"، وتشمل كل الأحزاب الموجودة فى مجلس النواب، وكل الشخصيات العامة، سواء التى كانت معارضة لمبارك، أو التى كانت معارضة لحكم الإخوان، والثانى وهو المعارضة التى تزعم السعى لإصلاح النظام من الداخل، وعلى رأسها التيار الشعبى، وحمدين صباحى، والبرادعى، وغيره من الشخصيات التى يطلق عليها الإعلام الموالى للنظام "الطابور الخامس"، ويتهمها بالسعى لإسقاط مصر، أما الثالث فهو المعارضة التى تريد إسقاط النظام، وتشمل كل تيارات الإسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين، باستثناء حزب النور السلفى الذى يصنف ضمن المعارضة الموالية الآن. 


ومن الشخصيات التى تحولت من معارضة مبارك والإخوان إلى موالاة الرئيس عبدالفتاح السيسى النائب مصطفى بكرى الذى كان من أشد المعارضين لمبارك ومرسى، والنائب علاء عبدالمنعم الذى كان من أكبر المعارضين لنظام مبارك وأحد رموز ثورة 25 يناير ثم أحد قيادات جبهة الإنقاذ التى لعبت دورا كبيرا فى إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، وأيضا النائب مصطفى الجندى الذى كان معارضا شرسا لنظام مبارك ومن الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير ثم ثورة 30 يونيو، وكان من أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين، ثم تحول إلى أكبر داعم لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسى.


ومصطفى الجندى هو صاحب المقولة الشهيرة فى مؤتمر الشباب الأخير بشرم الشيخ عندما وجه حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسى قائلا "أنا كنت بعمل عمرة أنا وأمى فوجدت أمى بتدعيلك وبتدعى للبلد ودى أول مرة تحصل لأنها كانت بتدعيلى، ماتقلقش يا ريس اللى يقرب منك ناكله" وقاطعه الرئيس السيسى، قائلا: "أنا مش قلقان على نفسى أنا قلقان عليها هى ولو كان الأمر إن أنا أروح وهى تقعد أروح". 


ومن الشخصيات التى تحولت من معارضة مبارك والإخوان إلى موالاة السيسى النائب طارق الخولى الذى كان أحد رموز ثورة 25 يناير، فهو الآن من أكثر المدافعين عن النظام الجديد، وهو الآن عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، وهناك أيضا النائب أحمد سعيد الذى كان عضوا فى مجلس نواب الإخوان وعضو فى جبهة الانقاذ ومن أشد المعارضين لنظام مبارك، أصبح الآن إلى أكبر الداعمين والمساندين للرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك النائب محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق فى عهد المجلس العسكرى تحول من أكبر معارض لجماعة الإخوان المسلمين إلى أكبر داعم ومساند لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسى.

حميدن صباحي

حتى الآن يصنف حمدين صباحى والتيار الشعبى على أنهم من الطابور الخامس الذى يسعى لهدم الدولة وإسقاط النظام، رفم أن صباحى أكد أكثر من مرة أنه لا يسعى إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولا إسقاط الرئيس عبد الفتاح السيسى، لكنه يسعى إلى تكوين جبهة معارضة للنظام، وبالتالى هو لا يسعى لإسقاط النظام ولكنه يسعى لاصلاحه من الداخل.


6 أبريل

موقف حركة 60 أبريل من السيسى ليس واضحا، فأحيانا تصدر أصوات من داخل الحركة ترفض إسقاط النظام وتطالب بإصلاحه، وأحيانا أخرى تصدر أصوات تطالب بإسقاط النظام، فشريف الروبى المتحدث باسم الحركة وضح  أن حركة ٦ أبريل ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى ولكنها لن تشارك فى دعوات قادمة من الخارج، وقال: "من يريد إسقاط السيسى ونظامه عليه أن يأتى إلى مصر أولا، ثم نتفق ونتحاور ومن ثم تنطلق الدعوات والمبادرات".


وشدد الروبى على أن الوضع يزداد سوءا وهو ما يتطلب ضرورة توحد قوى التيار المدنى، للاتفاق على بديل حقيقى وطرح برنامج ثورى جدبد وواقعى، والنزول للشعب لشرح البديل وكيفية العمل على خلق جيل جديد قادر على الإدارة وتحسين وضع البلاد، لافتا إلى أن الحرب الدائرة حاليا هى بين الإخوان ونظام عسكرى ودولة عميقة، كل منهم يريد الاستئصال بالحكم دون مرعاة لمصلحة الوطن والمواطن.

محمد البرادعي 

تحول الكتور محمد البرادعى من أكبر محرك لثورة 25 يناير، ضد نظام مبارك إلى أكبر معارض لحكم جماعة الإخوان المسلمين إلى مشارك فى بيان 3 يوليو 2013 الذى أطاح بحكم جماعة الإخوان المسلمين إلى مشارك فى السلطة الجديدة بعد 30 يونيو، ثم إلى معارض للنظام الحالى لكن إلكترونيا عبر تويتر فقط، وكانت أغلب تغريدات البرادعى تنتقد سياسات النظام ولا تدعو صراحة إلى إسقاطه.


ويصنف الإعلام المصرى الموالى للنظام الحالى محمد البرادعى الآن ضمن الطابور الخامس الذى يسعى إلى إسقاط مصر عبر مؤامرات خارجية بالمشاركة مع حركات الاسلام السياسى وشباب حركة 6 ابريل.


وهذا ما دفع المحامى سمير صبرى إلى رفع دعوى قضائية يطالب فيها بإسقاط الجنسية المصرية عن البراداعى بتهمة التحريض ضد مؤسسات الدولة ومحاولته الدائمة تدمير مصر لصالح المخططات الأمريكية.، وقد تم حجز الدعوى للحكم بجلسة 4 ديسمبر المقبل.


عبدالمنعم أبو الفتوح 

يصنف الإعلام المصرى الموالى للرئيس عبد الفتاح السيسى حزب مصر القوية ورئيسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ضمن الطابور الخامس الذى يسعى لإسقاط الدولة، كما يصنفه البعض على أنه ما زال تابعا لجماعة الإخوان المسلمين، ويسعى إلى إعادة الجماعة للحكم، لذلك يتعرض حزب مصر القوية للتضييق من قبل الأمن، ولا يستطيع ممارسة أى أنشطة سياسية فى الشارع ولا يستطيع عقد أى ندوات. 


ولم يشارك الحزب فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وعندما دعا أبو الفتوح إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تم اتهامه بالخيانة، وقام المحامى سمير صبرى بتقديم بلاغ ضده لنيابة أمن الدولة العليا بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم.


عصام حجى

بعد إعلان الدكتور عصام حجى عالم الفضاء المصرى، والذى كان مستشارا علميا للرئيس السابق عدلى منصور، عن تشكيل مجلس رئاسى لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق الإعلام المصرى الموالى للنظام النار عليه واتهمه بالخيانة وأنه من الطابور الخامس الذى يسعى إلى هدم الدولة المصرية.


وشن حجى هجوما كاسحا على النظام المصرى عندما قال "إن القيادة الحالية فى مصر تتعمد تكريس الجهل فى المجتمع حتى توهم الجميع بأنه لا مخرج للبلاد من كل أزماتها سوى القيادة العسكرية، وبالتالى أفقدت المصريين قدرتهم على تحديد مصائرهم، مؤكدًا أن مبادرته شعارها أن التعليم هو الحل وهو القادر على إخراج مصر من أزمتها الاقتصادية والسياسية والأخلاقية، ورأى حجى أن النظام الحالى ليست لديه نوايا صادقة فى التعليم".


معارضة إسقاط النظام

كل الأحزاب والتيارات الإسلامية باستثناء حزب النور السلفى تصنف ضمن المعارضة التى تريد إسقاط النظام، فجماعة الاخوان المسلمين التى تقود التيار الاسلامى ما زالت ترفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" فهى مازالت تتمسك بعودة محمد مرسى للحكم، ومازالت تعتبر أن ما حدث فى 3 يوليو انقلابا عسكريا على رئيس مدنى منتخب ديمقراطيا، وأغلبهم يقود المعارضة من الخارج وعبر القنوات الفضائية التى يملكونها وعلى رأسها مكملين ووطن والحوار.


نفس الأمر ينطبق على المعارض الدكتور أيمن نور صاحب قناة الشرق وهو من الذين ينادون بإسقاط النظام ولا يرى أملا فى إصلاحه، ويثير على دربهم "الإشتراكيين الثوريين" المصنفين من قبل الإعلام المصرى الموالى للنظام ضمن الطابور الخامس الذى يسعى لهدم الدولة وإسقاط النظام.