رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف كانت حدائق حيوان بريطانيا في القرن التاسع عشر "عنصرية"؟

النبأ

في واحدة من أكثر الأحداث عنصرية على مدار التاريخ، ألقت صحيفة الاندبنديت البريطانية الضوء على حدائق الحيوان في بريطانيا بأواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، كانت تعتمد على الإنسان الأفريقي البدائي!

ونشرت الصحيفة مجموعة من الملصقات والصور مما كان يُطلق عليه "حدائق الحيوان الإنسان" والتي كانت تعرض الإنسان الأفريقي البدائي للترفيه، في بداية القرن الماضي.

والصور التي نشرتها الصحيفة، مرسومة باليد لمحاربي زولو الأفارقة مع أحمر شفاه وابتسامة عريضة بالضيوف التي تأتي لتشاهدهم، في حدائق تمثل المناخ الأفريقي البدائي في ليفربول.

وكانت حدائق الحيوان الإنسان الأكثر شعبية بداية من أواخر القرن التاسع عشر حتى القرن العشرين وكانت إحدى وسائل الترفيه المعروفة، والتي كان يشوبها كثير من الاتهامات بالعنصرية.

وأوضح تشارلز فورسديك، أستاذ في ترجمة الثقافات بجامعة ليفربول أن ما ساعد على انتشار تلك الحدائق الاستعمار الإنجليزي، لأغلب الدول الأفريقية في تلك الفترة وانتشار النظرية القديمة بأن الجنس الأبيض هو أفضل أجناس الأرض.

بالإضافة إلى استعراضات النصر للشعوب الأوروبية التي تغلبت على نظيرتها الأفريقية، واستطاعت احتلال أرضها ونهب خيراتها، خاصة أنه كان أول وأهم اتصال بين الحضارة الأوروبية المنتصرة، وغيرها من الحضارات البدائية في تك الفترة.

ويشير فورسديك الى أن الرغبة في رؤية الآخر المختلف ، مع مزيد من العنصرية والخوف والكراهية للأجناس البشرية الأخرى، ساهم في انتشار تلك الحدائق، ووجود جمهور لها، في كثير من المدن الأوروبية مثل لندن وليفربول وباريس وهامبورج.

ومع ارتفاع وتيرة معارضة الاستعمار خلال فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، تضاءلت شعبية تلك الحدائق حتى انتهت تماما في منتصف القرن الماضي.

وفي الآونة الأخيرة بالتحديد في عام 1994، وفي قرية فرنسية بالقرب من مدينة نانت، قامت شركة متخصصة في الترفيه بتدشين حديقة للحياة البرية، تهدف إلى إعادة بناء "قرية إفريقية" بدائية، تعرض الحياة القبلية البدائية في أفريقيا، سواء من خلال الحيوانات أو البشر، ما يمكن أن يكون عودة لتلك الحدائق العنصرية، والتي يمكن أن تعيد المناخ العنصري للعالم من جديد.