رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تقرير: "الذكاء" ليس حكرًا على البشر!

النبأ

يتكون الرأس من مليارات الخلايا العصبية، التي تشبه كثيرًا خلايا النحل، بل إن بها الكثير من الأنشطة والسلوكيات، تشبه كثيرًا ما تقوم به النحل داخل الخلية نفسها، وتلك الأنشطة والسلوكيات والحركة داخل الخلايا هي ما تنتج في النهاية الذكاء البشري، والتمييز عن الحيوانات.

ومن بين تلك الخلايا، هناك ما يقترب من 100 مليار خلية رمادية، لا تمنح الدماغ أي ميزة، وبالتالي فالرأس الكبيرة، لا تعبر إطلاقًا عن أي قدرات عقلية أكبر.

وأعاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية حول القدرة العقلية للبشر، التفكير في تقارير لداروين، صاحب نظرية التطور الشهيرة، والذي يرى أن الذكاء البشري هو "اختلافات في الدرجة وليس في النوع" مع ذكاء الحيوانات.

ويرى التقرير أنه إذا تم النظر للحضارة الإنسانية وجميع ما حققته من تقدم تكنولوجي، يمكن أن نجد لدينا بعض القدرات الخاصة، والتي يفتقر لها الحيوانات تمامًا، ولكن في المقابل هناك بعض الصفات التي يكتسبها الحيوان بالتطور، تؤكد أن لديهم قدرات خاصة تشبه التطور في قدرات البشر العقلية، لتعيد من جديد نظرية التطور إلى المناقشة.

فعلى سبيل المثال قرود المكاك، معروف أنها منذ فترة طويلة تقوم بتصنيع ما يشبه السنانير التي تساعدهم على التقاط الطعام، من خلال تكسير بعض الأخشاب بالأحجار، وكذلك حيوان الأخطبوط، الذي يجمع قشور جوز الهند، ثم يقوم بسحبها وتحويلها إلى ملجأ له من هجمات الأعداء.

بل إن بعض الحيوانات المتقدمة، لديها تعبير ثقافي، فتضع الشمبانزي في زامبيا، خصلات من الأعشاب في أذنها، لتبدو أنها أجمل، حيث تشبه تلك الخصلة القرط لدى النساء!

كما أن العديد من المخلوقات لديها شعور فطري بالعدالة والتعاطف مع الحيوانات الأخرى، حتى لو لم تكن من جنسها، وكذلك بعض المشاعر الشريرة كالغيرة والأنانية، وهي جميعها مشاعر تنبع من العقل.

وحتى معرفة الحيوانات بنفسها وذاتها، تتشابه فيها مع البشر، حيث في اختبار تم وضع فيه طلاء على المرآة، مع وضع الحيوان أمام المرآة، حاول الأخير أن يتعرف على صورته وانعكاسها في المرآة من خلال فرك المرآة.

بل هناك ما هو أكثر إثارة في عالم الحيوان، والذي يعود بنا إلى نظرية التطور، حيث أنه في الوقت الذي يجد فيه البشر الكلمات للتعبير عن التجربة التي تخوضها، فبعض الحيوانات أيضًا لديها نفس القدرة من خلال بعض التعبيرات بالحركة.

التفكير في المستقبل، والتنبؤ به، إحدى العلامات المميزة على الذكاء البشري، ينافسه فيها النمل، الذي يخرج لتخزين حاجته من الطعام خلال فصل الصيف، مع البيات في الشتاء، في أفضل منظومة اقتصادية، يحتاجها كثير من البشر حاليًا.