رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رواية أمريكية تسافر عبر الزمن وتناقش فكرة "التسيير والتخيير"!

النبأ

العلم بطبيعته يعتمد على الخيال، حيث أن الأخير يدفعه لاكتشاف المزيد والمزيد من المناطق التي لم يكتشفها العلماء بعد، فلم يصل العلماء إلى صنع الطائرة أو السيارة أو غيرها من الاختراعات دون خيال خصب، استطاع تخيل هذا الأمر، ومن ثم نجح في تحقيقه.

ولكن يبقى الخيال، في اكتشاف آلة الزمن، عصيا على الواقع، وغير قابل للتحقيق حتى الآن، وهو ما يمكن تفسيره بأن الزمن ينتهى إلى العدم، وهو ما لا يمكن الوصول له بشكل مادي بأي حال من الأحوال.

وبدأ التفكير في آلة الزمن في العديد من الروايات وقصص الخيال العلمي في عام 1895، وهو ما صاحبه بعض الدراسات العميقة في طبيعة الوقت نفسه، على يد العديد من العلماء، منهم العلماء ذوو الشهرة الواسعة مثل نيوتن، وآينشتاين، ومع بداية القرن العشرين بدأ كثير من الفيزيائيين والشعراء، والأدباء، والروائيين في التفكير في ذلك الأمر.

وذهب خيال الكتاب والأدباء في تلك الفترة، إلى السفر عبر الزمن للماضي السحيق، لاستلهام الكثير من الاسرار عن الحضارات العظيمة، خاصة الحضارة الفرعونية، وغيرها من الحضارات القديمة.

وفي رواية "السفر عبر الزمن" والتي صدرت حديثًا للكاتب الأمريكي أليز جليك، تناولت السفر عبر الزمن ولكن هذه المرة إلى المستقبل، تمت خلاله دراسة ما يمكن أن يفعله البشر في المستقبل، وهل هناك إرادة حرة، لما ينفذونه أم هناك من يتحكم في سيطرتهم، كما طرحت الرواية العديد من التساؤلات حول ما يفعله البشر في المستقبل هل هو أمر سلفًا محدد بإرادة سابقة، أم أن لهم إرادتهم حرة فيما يقومون به، وهو ما يعرف في الثقافة الإسلامية العربية بفكرة "التسيير والتخيير".

المثير في الرواية أن إليز جليك، هو في الأصل فيزيائي، وكتب روايته بروح علمية بحتة، على كثير من قواعد الفيزياء النظرية، مع مزجها بكثير من الأحاديث حول الوجودية والمادية والروحانيات المثيرة.

أحد أسرار تلك الرواية المثيرة، هو رغبة كاتبها في تبني العديد من وجهات النظر، مع كثير من فنون القصة الحديثة، والخبرة بكثير من الأمور الفيزيائية.

ويبقى الرواة والأدباء في تلك النقطة، أفضل كثيرًا من العلماء، وهو ما يعود إلى فضول الأدباء الذي يقود لتلك المناطق المجهولة، فالزمن في النهاية يمضى وينتهي إلى العدم.