رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل ينقذ تقرير «العموم البريطاني» جماعة الإخوان من «مقصلة ترامب»؟

ترامب
ترامب

فتحت نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، باب الجدل من جديد حول مصير علاقات جماعة الإخوان المسلمين، بدهاليز الحكم في واشنطن، في ظل اقتناع البعض بأن نجاح المرشحة الديمقراطية، كان سيمثل وضعا أفضل للجماعة. 

وتزامنا مع التصريحات العنيفة التي يطلقها الرئيس الأمريكي الجديد، وجميع أعوانه تقريبا، ضد الجماعات الإسلامية بشكل عام، خرج تقرير مجلس العموم البريطاني، حول نشاط جماعة الإخوان، مبرئا لساحتهم من الاتهامات التي تطالهم بالعنف، ودعم الإرهاب، ليثير تساؤلا هو هل ينقذ الموقف البريطاني، الجماعة الإسلامية الأهم في العالم، من المقصلة التي يعدها لها الرئيس الأمريكي الجديد؟ أم أن حرص الحكومة البريطانية المعتاد على إرضاء البيت الأبيض؛ سيبقي هذا التقرير في نطاق مجلس العموم دون أن يكون له مردود إيجابي على صعيد العلاقات الدولية مع الجماعة؟  

تقرير البرلمان البريطاني

وتضمن التقرير الذي أصدرته لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، ما يبرئ ساحة الجماعة من تهم الإرهاب والعنف، وينتقد التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية، في عهد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون. 

اعتبر التقرير أن الإجراءات الأمنية القاسية التي جرت في مصر؛ من شأنها أن تدفع بعض الأشخاص إلى التطرف، إلا أن الجماعة نفسها لم تتورط في العنف، وأنها لو انحازت للعنف لكان الوضع أكثر سوءا في مصر، وفق ما أورد التقرير.

وأضاف التقرير: «الإسلاميون السياسيون الذين يعرفون أنفسهم على أنهم ديمقراطيون، هؤلاء اعتنقوا الانتخابات كآلية للتنافس على السلطة، والفوز بها، وينبغي أن يُسمح لهم بالمشاركة بحرية في العمليات الديمقراطية، وينبغي على وزارة الخارجية البريطانية، أن تستخدم قدرة الإسلاميين السياسيين على المشاركة، كواحدة من المواصفات الأساسية لتمييز الانتخابات الحرة، التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا».

ولفت إلى أن بعض الأحزاب السياسية، الإسلامية، وبشكل خاص «النهضة» في تونس، أبدوا استعدادا أكبر للقبول بالثقافة الديمقراطية الأوسع، بما في ذلك الالتزام بالتنازل عن السلطة بعد تكبد خسارة في الانتخابات؛ مما يتوجب معه على الخارجية البريطانية، إدانة النفوذ الذي يمارسه العسكر في السياسة على اعتبار أن ذلك مناقض للقيم البريطانية، طبقا للتقرير.

تابع التقرير: «ما كان ينبغي على وزارة الخارجية البريطانية، أن تسمح لنفسها بأن تظهر بمظهر المبرر للطريقة التي أطيح بها بحزب الحرية والعدالة من السلطة في مصر، وينبغي عليها أن تكون صريحة، ومباشرة، في مواجهة الحكومة المصرية بالتناقضات الكامنة في إقصاء جماعة الإخوان المسلمين، ومنعها من المشاركة في العمليات الديمقراطية».

واستطرد: «إن القمع الذي تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفي غيرها من مناطق الشرق الأوسط، سيجعل من المستبعد أن تكون الجماعة شفافة كليا فيما يتعلق بتركيبتها، وعملياتها، فلقد وجدنا جماعة الإخوان المسلمين، منظمة وكتومة، لكنها ليست منظمة سرية، فلقد كانت المخاوف من أن يقدم حزب الحرية والعدالة في مصر، على فرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية؛ ناجمة عن تخمينات متعلقة بالمستقبل، وكذلك عن تجربة سابقة».

وأتم التقرير بالقول: «لم تصنف المملكة المتحدة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ونحن نتفق معها في هذا القرار».

فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية

وعلى ما يبدو فإن تقرير مجلس العموم البريطاني ليس كافيا لدى البعض؛ من أجل منحهم حالة من الاطمئنان إلى براءة الجماعة من تهمة الإرهاب، لا سيما بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، والمعروف بعدائه الشديد للجماعات الإسلامية، وإعلانه سابقا عن أنه سيصنف جماعة الإخوان في مصر، ضمن الكيانات الإرهابية. 

فوز ترامب يراه البعض السطر الأخير في كتاب الإخوان، وهو ما أوضحه أحد المعارضين لهم، وهو الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، والذي قال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «فوز كلينتون بمنصب الرئيس يصب في مصلحة الإخوان، وداعش، ويهدد مستقبل 30 يونيو، هل ستخرجهم من السجون ليستكملوا معًا ما قد بدأوه؟ عمومًا، فوزها سيكون خرابًا فلا ملجأ من الله إلا إليه».

وتعكس هذه التدوينة، نظرة معارضي الجماعة لنجاح ترامب على أنه وسيلة الإنقاذ من الخطط الذي تعدها كلينتون لإنقاذ الجماعة، وهذه النظرة هي التي دفعت موقع «وورلد نت ديلي»، الأمريكي إلى القول: «إن مصر حذرت من أن فوز المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، هيلاري كلينتون، سيعمل على إنعاش الإخوان المسلمين».

ويبقى السؤال قائما، هل يضيف التقرير البريطاني رئة جديدة تعين جماعة الإخوان في مصر، على التنفس، أم يمثل انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، المسمار الأخير في نعش الجماعة الإسلامية الأقدم في العالم؟!