رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالفيديو.. منتصر الزيات: القضايا التي يُحاكم فيها الإخوان «ملفقة».. وتعتمد على تحريات «الأمن الوطني».. حوار«1»

محرر النبأ مع المحامى
محرر النبأ مع المحامى منتصر الزيات

قال منتصر الزيات، محامى المرشد العام للإخوان، والمرشح السابق لمنصب نقيب «المحامين»، إن القضايا التي يُحاكم فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين «ملفقة» 100 %، والأحكام التي صدرت فيها «معيبة»، واعتمدت على تحريات «الأمن الوطني» فقط، مضيفا أن «بديع» متهم فى 40 قضية، ويتم الزج باسمه فى كل القضايا المباشرة ضد الإخوان.



وأضاف «الزيات» في الجزء الأول من حواره لـ«النبأ»، أن جماعة الإخوان المسلمين لا تحتاج إلى إجراء مراجعات فكرية؛ لأنها لم تمارس العنف، لافتًا إلى أن النظام الحالي يستخدم الجماعة «فزاعة»، مشيرا إلى أن السبب الحقيقى لدفاعه عن الجماعة هو اقتناعه التام بتعرضهم للظلم، مؤكدا أن عدم الاستقرار السياسى ساعد الجماعات الإرهابية على الانتعاش بعد محاصرتها فى 25 يناير، وإلى نص الحوار.



كم عدد القضايا المتهم فيها الدكتور محمد بديع؟

«بديع» متهم في 40 قضية؛ لأن القضايا المباشرة ضد الإخوان يُزج فيها باسمه، وأتولى الدفاع عنه في 4 قضايا كبرى، هي قضية التخابر مع حماس، ووادى النطرون، وأحداث المقطم، وغرفة عمليات رابعة، كما أتولى الدفاع عن الدكتور صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، ومحمود غزلان.




ما الحالة النفسية التي يعيشها المرشد بعد ارتدائه البدلة الحمراء؟

«المرشد» يعيش حالة نفسية رائعة، ومعنوياته مرتفعة، ودائمًا الابتسامة لا تفارق وجهه، وهو بذلك يعطي للحاضرين جرعات من الأمل والتفاؤل، فكل ما يحدث له يستقبله بمعنويات مرتفعة، وارتداؤه للبدلة الحمراء لم يزعجه نهائيًا، فهو لا يهاب الموت، وأعتقد أن هذه الصورة لا تصل لكل الناس بسهولة، فرغم كل الحصار الذي يتعرض له، والقاعات التي تعد ثكنة عسكرية، إلا أن كل هذا لم يخف البسمة، ولا الصمود الذي يتحلى به.




هل يتمكن «بديع» من لقاء أسرته.. أم يوجد تعنت ضده؟

الزيارات داخل السجون الآن فى أسوأ حالاتها، فمسألة زيارة المرشد أو غيره من قيادات الإخوان، أصبحت صعبة جدًا، ومن المؤسف أن تجد أسر وأهالى المحبوسين يذهبون من منتصف الليل، وينامون خارج أسوار السجن، لزيارة أقاربهم، وبعض الزيارات يتم تأجيلها لليوم الثاني، كما أن الزيارات تكون في الغالب لمدة دقائق، ومن خلف الزجاج وبالتليفون.




هل اشتكى قيادات الإخوان لك من سوء التعامل معهم داخل السجون؟

قيادات «الإخوان» يتحدثون علنًا عن تعرضهم لمعاملة سيئة داخل السجون، وأصبح هذا الأمر معلومًا لـ«الرأي العام»، على سبيل المثال، فالدكتور محمد البلتاجي، شرح للمحكمة كيف تمت إهانته وضربه وتعذيبه.





ما السبب الحقيقى فى دفاعك عن المرشد وقيادات الجماعة؟

لست المحامي الوحيد عن قيادات الإخوان، ولست محامي «بديع» فقط، والدكتور سليم العوا تحمل عبء الدفاع عنهم منذ «30 يونيو»، لمدة عام ونصف العام، ثم انسحب بعد ذلك، فرأت القيادات أن أقود هيئة الدفاع عن المرشد؛ للخبرات التي أمتلكها على مدار 30 عامًا فى الدفاع عن أبناء التيار الإسلامى، كما أنني مقتنع بالدفاع عن قيادات الإخوان؛ نظرًا لتعرضهم لظلم كبير، وهذا لا يقبله ضميري، فقررت أن اتخذ موقفًا سياسيًا رافضًا لهذا الظلم الذي يتعرض له الإخوان، على الرغم من معارضتي المستمرة لهم أثناء فترة توليهم الحكم.



هل تتقاضى مبالغ مالية عن دفاعك عنهم فى هذه القضايا؟

المسائل المالية شيء خاص بي، ولا أعتقد أن الرأي العام يهتم بمعرفة كم حجم المبالغ المالية التى أحصل عليها، فلم نعرف كم تقاضى المحامي فريد الديب نظير الدفاع عن «مبارك»، فلماذا الجميع يريد أن يعرف كم يتقاضى منتصر الزيات من الإخوان للدفاع عنهم، وإذا كنت متطوعًا للدفاع عنهم، فلن أعلن ذلك أيضًا لأنها صلة بينى وبين الله، وإذا كنت أتقاضى مبالغ مالية «مش عايز حد يبصلي فى اللى أنا بخده».


هل تلقيت اتصالات من القيادة السياسية بتوصيل رسالة للمرشد لتهدئة الجماعة؟

لا.. لم يحدث هذا الأمر نهائيًا.



ما حقيقة وجود مراجعات فكرية من قبل الإخوان داخل السجون؟

لم يتحدث قيادات الإخوان معي عن هذا الأمر، والجماعة كيان متجذر في التاريخ المصري منذ 90 سنة، ولا تمارس العنف لكي تحتاج إلى مراجعات فكرية، فهي جماعة سلمية أُطيح بها من الحكم أثناء العمل السياسي فكان من الممكن أن أنحاز إلى المختلفين مع الإخوان سياسيًا، وكنت أنتوي عدم التصويت لهم فى الانتخابات القادمة إذا ما استمروا في الحكم، ولكن الإطاحة بهم بهذه القوة «مرفوضة»، ولو أتيح لهم العمل السياسي حاليًا؛ لأربكوا النظام، لأن الإخوان جماعة كبيرة ومنتشرة في مكان، ولديها إمكانيات مالية، لكن تم القبض على قيادات الجماعة بسهولة، ووضعهم في السجون، لأنهم منذ عهد حسن الهضيبي اختاروا مقولة «أنهم دعاة.. وليسوا قضاة».





ولكن ماذا عن الحديث الخاص بممارستهم العنف؟

جماعة الإخوان لم تمارس العنف، ومجموعات أخرى هى من تمارس العمل المسلح، وقيادات الجماعة دخلوا انتخابات مجلس الشعب أكثر من مرة، ووصلوا إلى منصب رئيس الدولة، فكيف تريد إقناعي أنهم يمارسون العنف؟، والنظام يستخدمهم «فزاعة»، والشعب إما مغيب أو مش مصدق، والإعلام الرسمى يقوم الآن بدور ستدفع مصر ثمنه، وبعض الإعلاميين يتدخلون في شئون العدالة، و«يستكترون» على الإخوان نقض الأحكام التي صدرت ضدهم، ولكن نحن فى حاجة إلى إعلام يهدئ، خاصة أن مصر منقسمة، ولكن للأسف هناك بعض الإعلاميين يعتمدون على التسخين والشحن، وهذا الأمر له عواقب وخيمة، فمصر بلد الكل، ولن يستطيع طرف أن يقودها بمفرده دون وجود الطرف الأخر. 



بالنسبة للقضايا التي يُحاكم فيها قيادات الإخوان.. هل تتوقع أن يطبق الإعدام عليهم؟

كل القضايا التى يُحاكم فيها الإخوان «ملفقة» 100%، والأحكام التى صدرت فيها «معيبة»، وأراهن على محكمة النقض، والمحاكم حكمت بمقتضى تحريات الأمن الوطنى فقط، ومحكمة النقض لها أحكام مستقرة على أنه لا يجوز الاعتداد في الأحكام على التحريات، ولا يوجد دليل واحد على إدانتهم، إلا مذكرات تحريات الأمن، وعلى يقين أن محكمة النقض ستلغي كل هذه الأحكام، وستعاد المحاكمات من جديد، وآمل أن الأجواء تهدأ، وأن يحصل المتهمون على حقوقهم فى المحاكمات المنصفة والطبيعية؛ لأنه فى ظل المناخ المأزوم، من الصعب جدًا أن توفر للمتهمين العدالة المنصفة، فلا يمكن أن يشعر المتهم بعدالة وهو يُحاكم فى معهد أمناء الشرطة، ولا يشعر بالأمان هو يحاكم أمام محكمة عسكرية، والإعلام الموجه «بيطبل»، ويقرع طبول الحرب، ويؤيد ذلك، ويرفض فكرة أن يأخذ المواطن حقه فى التقاضي، و«مستكترين» أن محكمة النقض تنقض أحكامًا.




ما تعليقك على المطالبات بإحالة معظم محاكمات الإخوان إلى القضاء العسكري؟

الذين يطالبون بذلك «موتورون» أعماهم الهوى والخصومة للإخوان، ومهما طالت الأيام عمرها ما هتستقر على هذا الحال، وسيعود الإخوان المسلمين أقوى 100 مرة مما كانوا عليه، فعندما كانوا فى السجن الحربي، وتم إعدام أبرز القيادات منهم على رأسهم «سيد قطب»، وعبد القادر عودة، وغيرهم، لم تنته الجماعة، وغاب «عبد الناصر» عن المشهد، وعادت الجماعة أكثر قوة، وتعرضت الجماعة لظلم كبير فى عهد «مبارك»، وطحنهم في المحاكم العسكرية، ولكن الإخوان كانت جماعة عصية على مبارك.


وماذا عن استئصال جماعة الإخوان المسلمين؟

من يفكر في استئصال جماعة الإخوان المسلمين «واهم»، ولكن الجماعة من الممكن أن يتم تعطيلها، وهذا يعطل البلد أيضًا، فالإخوان سترجع مرة أخرى والأيام بيننا، وأي حاكم «هيغيب»؛ لأنها سنة الله فى الكون، ولكن جماعة الإخوان فكرة لا ترتبط بشخص، ولن تغيب، فحسن البنا قتل وهو الذي أسسها، وكانت فى بدايتها، ولم تنته الجماعة، فلماذا نضيع سنوات من عمرنا بلدنا أولى بها، وهى  تعانى فيها من عدم وجود استثمار ولا سياحة ولا استقرار ولا أمن، ولحساب من كل هذا؟، فلنترك كل شيء للشعب هو الذي يختار، ويقول لا، وكنت أنا من المعتقدين أن أول انتخابات للإخوان لن يفوزوا فيها، وكل ما أقوله ليس لمصلحة الإخوان، ولكن من منظور وطني؛ نظرًا لحبي لبلدي، وكل هدفي استقرار مصر؛ لأنها تستحق أكثر من ذلك.




ماذا عن الربط بين الأحكام التي تصدر ضد قيادات الإخوان والتفجيرات والاغتيالات التي تليها؟

الربط موجود دائمًا، والمتربص للإخوان سيظل متربصًا، ولكن أنا أرى أن هناك جماعات مسلحة تمارس الإرهاب، وليست الإخوان، وهذه الجماعات تم حصارها، وتراجعت بعد 25 يناير، وانكمشت نظرًا للمد السياسي الذى حدث فى البلاد والتغير الذي تم بطريقة سلمية، والذي كان سببًا فى محاصرة أنصار الحل العسكري المسلح، ولكن بعد الإطاحة بـ«مرسي» انتعشت هذه الجماعات من جديد، ووجدت  فى سيناء أرضًا تمددت فيها مع وجود دعم لها من قبل أطراف لها مصلحة فى هدم استقرار البلاد، وتوفر لهم جميع الأسلحة عن طريق تهريبها لهم من البوابة الشرقية أو الغربية، وكل هذا حدث لعدم وجود استقرار سياسي.




ما تقييمك لأداء مجلس النواب؟

لا أرى أن هناك برلمانًا، ولا أعترف به، ولم أشارك في انتخاباته؛ لأنه لا يمكن أن تجرى انتخابات وفصيل كبير من الشعب لم يشارك فيها، فهذه لن تكون انتخابات حرة.



كيف ترى مطالبة البعض بإلغاء خانة الديانة؟

مرفوضة، فمهما حاول الذين يريدون إلغاء هوية الشعب المصرى «مش هيقدروا»؛ لأن التدين متجذر فى نفوس الناس، والمطالبين بإلغاء خانة الديانة يريدون أن يكون الزواج مدنيًا، والسماح للمسلمة من التزوج بمسيحي على غير مبادئ الإسلام، وكل هذا لن يحدث نهائيًا، مهما حاولوا، فمصر إسلامية وستظل إسلامية رغم أنف الحاقدين.