رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تقرير إسرائيلي يرصد تطور قدرات سلاح الجو المصري

طائرة تابعة لـ«سلاح
طائرة تابعة لـ«سلاح الجو المصري» - أرشيفية

أعد موقع «إسرائيل ديفينس»، الإسرائيلي المتخصص في الشئون الأمنية والتابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تقريرًا مفصلًا حول قدرات سلاح الجو المصري، ذكر فيه تفاصيل دقيقة عن السلاح وقدراته العسكرية، مؤكدًا أهمية الطيران في أي معركة تخوضها مصر.


وأشار الموقع إلى تعدد المهام الإستراتيجية المنوط بها سلاح الجو المصري الذى يعد قوة كبيرة بكل المقاييس خاصة بعد صفقات الطائرات المتقدمة التى أبرمتها مصر مؤخرًا لتعمل جنبًا إلى جنب مع نظيرتها القديمة التى يمتلكها سلاح الجو المصري، مشددًا على أن القوات الجوية هي الذراع الاستراتيجية لمصر، والتي تحمي منابع النيل عند الضرورة.


وأكد الموقع أن القوات الجوية تلعب دورًا كبيرًا في حماية حدود مصر من الغرب مع ليبيا، ومن الجنوب مع السودان، أما الطائرات الحربية من نوع الأباتشي فتستخدم لمتابعة أنشطة الإرهابيين في الكهوف بشبه جزيرة سيناء.


وكشف التقرير أن القوات الجوية المصرية لديها أكثر من ألف طائرة متنوعة، منها طائرات مقاتلة واعتراضية وطائرات نقل وتدريب، بالإضافة إلى عدد كبير من طائرات الهليكوبتر والمروحيات الهجومية.


وتناول القرير نوعيات الطائرات التي يحويها سلاح الجو المصري، حيث يشمل الخط الأول طائرات F-16 A C، ميراج 2000 وفانتوم F-4E، وعددا كبيرا من الطائرات القديمة الروسية، وبعض الإنتاج الصيني والمروحيات القتالية والعديد من طائرات التجسس، والتنبيه الإلكترونية، بالإضافة إلى طائرات متخصصة للدوريات البحرية.


وأضح التقرير أن سلاح الجو المصري يمتلك مروحيات كوبرا، أباتشي وبلاك هوك، والصواريخ ستينغر، وطائرات هليكوبتر من طراز شينوك الثقيلة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى طائرات النقل الروسية أنتينوف، بوينج 707، C-130 هيركوليز، وطائرات بيتش كرافت وغلف ستريم وفالكون.


وأفاد التقرير أن القاهرة لديها أسطول كبير من طائرات التدريب، منها طائرات ألفا جيت، وأمبير أير "الطوقان" المصنعة في البرازيل، وكاركورب وهي طائرة من طائرات التدريب الروسية، وهناك أيضا بعض الطائرات التي تعمل لأغراض المراقبة والحرب الإلكترونية مثل ميج -21 -5 والميراج.


وسلط التقرير الضوء على الصفقات الجديدة التى أبرمتها مصر مؤخرًا، حيث سيزود الدب الروسي مصر بـ 50 طائرة ميج -35 و46 مروحية هجومية من طراز KA-52 كاموف، وطائرات من طراز ميج 29، بينما تعاقد الجيش المصري على طائرتي نقل أمريكيتين من طراز C-130 J "سوبر هيركوليس"، ليتم تسليم الصفقة في عام 2019.


وأشار التقرير إلي أن الاهتمام المصري الشديد بصفقة الميج 35 جاء لأنها من الطائرات المتطورة جدا، خاصة وأن مصر لا يمكنها الحصول على فئات متقدمة من طائرات F-16 من الولايات المتحدة، أو طائرات  F-35 التى حصلت عليها إسرائيل، وعلى هذا الأساس تم تجهيز الطائرات الميج 35 بنظام حديث المعلومات، ونظم متكاملة للحماية الذاتية، وقدرات جو-جو والهجمات السطحية، فضلًا عن تزويدها بعدد من الرادارات المتطورة، ووقعت مصر عقد التوريد لطائرات ميغ -35، بقيمة ملياري دولار، وكان عقدًا مشتركًا بين روسيا ومصر والمملكة العربية السعودية، بتمويل سعودي.


وتطرق التقرير لصفقة الطائرات الفرنسية "رافال"، والتي وصفتها بأنها مهمة ومتقدمة وبأنها تمثل إضافة لسلاح الجو المصري، وتشمل الصفقة شراء 24 طائرة رافال فرنسية، بواقع 16 طائرة ذات المقعدين وثمانية تتسع لمقعد واحد، بالإضافة إلى صواريخ أ وصواريخ كروز.


ورأى التقرير أن ثورة 25 يناير وإسقاط نظام مبارك كانت بمثابة نقطة فاصلة أدت إلى فقدان الثقة في الولايات المتحدة، خاصة بعد أن قامت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحظر المساعدات العسكرية لمصر، مما جعل المصريون يلجئون مرة أخرى للتعامل مع الروس، وحتى الصينيين، والفرنسيين في التسليح، وعلى الرغم من إلغاء الحظر على المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، إلا أن المصريين التزموا الحذر والاستمرار في استيعاب طائرات رافال من فرنسا، بما في ذلك فرقاطة وحاملات طائرات من طراز ميسترال، والتعاقد مع  الروس على شراء الميج 35. 


ونقل التقرير عن «يفتح شافير»، الباحث البارز ورئيس برنامج التوازن العسكري لمعهد دراسات الأمن القومي قوله: إن مصر لا تخفي حقيقة تعزيز وتوسيع وتحسين القوة الجوية لديها، مشيرًا إلى أن مصر تهدف إلى أن تكون القوة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيقا لهذه الغاية فإنها تمتلك قوة عسكرية مثيرة للإعجاب، حتى تضمن أن يكون لها وجود في هذا الجزء من العالم. 


وأكد شافير أنه بالرغم من السلام مع إسرائيل، إلا أن الجيش المصري والقوات الجوية المصرية لا تزال تعتبر نفسها عدوا لسلاح الجو الإسرائيلي، وبالتالي، فإنها تفعل بالضبط كما يفعل الإسرائيليون من أخذ كافة وسائل الحيطة والحذر. 


وأوضح الباحث الإسرائيلي أن مصر لديها أيضا أعداء جدد، مثل التنظيمات المسلحة المنتشرة في ليبيا على الحدود الغربية، والتي يسهل اختراقها، نظرًا لاتساع المسافة الحدودية بين البلدين، وكذلك صعوبة السيطرة على الحدود الجنوبية مع السودان، بالإضافة إلى بعض المهام النوعية الأخرى التي لا تقل أهمية عن تأمين الحدود، مثل تأمين منابع المياه في إثيوبيا مع تزايد خطر سد النهضة، ووجود تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، وحماية حرية الملاحة في البحر المتوسط والبحر الأحمر، موضحًا أن هذه المهام تحتاج لوجود الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية ونظام سريع لنقل الجنود. 


وقال الجنرال الإسرائيل «عسائيل»، إن صفقات السلاح ووضع سلاح الجو المصري تثبت أن مصر حاليا تقود القوة العسكرية العربية، قائلًا: "دعونا نتذكر أن الجيش هو الحاكم في مصر تقريبا من عهد عبد الناصر، والسادات، ومبارك، ومرسي، والسيسي، وكان مبارك طيارا وقائدًا للقوات الجوية المصرية، فسلاح الجو المصري هو جزء من رؤية القوة العسكرية المصرية.