رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

التاريخ الأسود لأخطر 3 منظمات يهودية قابلها السيسي أكثر من مرة.. «تقرير»

«السيسي» وأعضاء المنظمات
«السيسي» وأعضاء المنظمات اليهودية - أرشيفية

اجتمع السيسي مع رئيس وبعض المنظمات اليهودية الأمريكية سواء وفدت عليه في مصر أو اجتمع معها في نيويورك، أثناء زيارته للأمم المتحدة، حيث اجتمع مع عدد من أعضاء المجلس اليهودي الأمريكي، وقابل رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ونائبه في القاهرة، بينما قابل ممثلين عن المنظمتين بالإضافة لمنظمة بناي بريث اليهودية في أوروبا، ولكن السؤال المثير للجدل هل كان يعي الرئيس السيسي أدوار تلك المنظمات، وما موقفها من القضايا العربية، ومساندة إسرائيل، وهل تلك المنظمات جادة في مساعدة مصر أم لها تاريخ في طعن المصريين والتآمر عليهم.


وتعد أولى المنظمات اليهودية التي قابلها السيسي "المؤتمر اليهودي العالمي"، والذي استقبل السيسي رئيسه وبرفقته موشى رونين، نائب رئيس المؤتمر، والتقي بها مرة أخرى أثناء زيارته لنيويورك، وهو اتحاد دولي للمنظمات اليهودية مؤيد للحركة الصهيونية التي عملت على إقامة دولة إسرائيل على حساب العرب الفلسطينيين في فلسطين. وهو يشمل أكثر من سبعين منظمة يهودية مناصرة للحركة الصهيونية في أكثر من 70 دولة.


وللمنظمة تاريخ واضح مع العرب ومصر، فتكشف المنظمة عبر موقعها الرسمي أنها قدمت مساعدات سخية في إنشاء إسرائيل، بالرغم من أن الهدف الرئيسي للمؤتمر كان المساعدة للجاليات اليهودية في أنحاء العالم أيد المؤتمر الصهيونية بصورة فعالة لبناء المأوى الوطني اليهودي في فلسطين، فى 1946 في مذكرة للجنة الأنجلو-أميركية لبحث شئون فلسطين صرح المؤتمر بأنه يجب قيام دولة يهودية مستقلة في فلسطين، كما قام رجال المؤتمر بمطالبة الدول العضوة في الأمم المتحدة أن تقبل الجمعية العامة بقرار رقم 181 من 1947 الذي دعا إلى إقامة دولة يهودية وبجانبها دولة عربية في فلسطين.


وأكد الموقع أن المنظمة لعبت دورا هاما في القرار الأمريكي لصالح إسرائيل، وخاصة الفيتو الأمريكي بالأمم المتحدة ضد العرب، ويتضح ذلك من شكر رئيسها للولايات المتحدة على تصويتها ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعتبره غير شرعي، كما قامت بترسيخ التوسع الإسرائيلي على حساب العرب، وخاصة تهويد القدس، حيث أقامت مؤتمرها في عام 2009 بمدينة القدس، وهي محاولة من قبل حكومة الاحتلال لإضفاء صفة شرعية وقانونية على عمليات التهويد التي تعرضت لها المدينة منذ عام1967م وحتى الآن.


بينما يعول الكثيرون في الزيارات المتبادلة بين السيسي ورئيس المنظمة، إلا أن المنطمة لها تاريخ من العداء ضد مصر، عبر اشتراكها في مؤتمر بعنوان "العدالة للاجئين اليهود من الدول العربية" والذي طالب بمنح اليهود الذين خرجوا من مصر حق العودة، وإعادة ممتلكاتهم مرة أخرى، وضم المؤتمر شهود عيان من مصر. 


ولعب رونالد لودر رجل الأعمال الأمريكي، ورئيس المنظمه أدوارا كثيرة لصالح إسرائيل، حيث صنفته مجلة فوربس الأمريكية في المرتبة 224 لقائمة أغنياء العالم، وعلى الصعيد السياسي فإن لورد مع الحزب الجمهوري الأمريكي ومن المقربين لحزب الليكود الإسرائيلي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وصديق شخصي له.


وقام لودر بفتح محادثات مع السوريين والرئيس حافظ الأسد، بعد تعثر المفاوضات المباشرة بين تل أبيب ودمشق، وحاز علي جائزة فالنبرغ راؤول في برلين، لإسهامه في إحياء الحياة اليهودية في أوروبا الوسطى والشرقية، وميدالية الخدمة من الرئيس ألكسندر كواسنيفسكي لجهوده في إعادة بناء البلديات اليهودية في بولونيا، غير ملايين الشيكلات التي يدفعها في إسرائيل.


وقد أبرز موقع المنظمة الرسمي أن لودر أدان تصويت اليونسكو لنفي اتصال بين إسرائيل والأماكن المقدسة في القدس، ووصفه بأنه "مخجل" وإهانة للشعب اليهودي واتهمها بمعاداة السامية.


كما التقى الرئيس السيسي مع منظمة المجلس اليهودي الأمريكي، وهي واحدة من أقدم منظمات الدفاع اليهودية، تعمل لصالح الحريات المدنية لليهود، ولديها تاريخ من محاربة أشكال التمييز ضد اليهود في الولايات المتحدة، المنظمة لديها 22 مكتبا إقليميا في الولايات المتحدة، و9 مكاتب في الخارج، و32 شراكة دولية مع مؤسسات مجتمعية يهودية في أنحاء العالم.


وكشف موقع المجلس، عن دور المنظمة في مساعدة إسرائيل في صراعها ضد مصر، فبعد هزيمة مصر يونيو 1967 أعلنت تعاطفها مع ما تسميه "الدولة اليهودية" كتجمع مركز للجاليات اليهودية في العالم، وفي عام 1970 قادت صراعا شرسا ضد مصر وسوريا، بعد قرار المقاطعة العربية لإسرائيل، ونجحت في تمرير قانون مكافحة المقاطعة لمواجهة المقاطعة العربية لإسرائيل، ونجحت في انشقاق اليابان عن تلك المقاطعة.


ودشن المدير التنفيذي ديفيد هاريس في عام 1990، إستراتيجية جديدة لعمل اجتماعات منتظمة مع الدبلوماسيين الأجانب في كل من الولايات المتحدة وفي بلدانهم، وعقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلين رفيعي المستوى من الدول الأجنبية الذين يحضرون في نيويورك لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الآلية التي قابلت عبرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك، ولم يكن السيسي الرئيس الإسلامي الأول التي حاولت المنظمة التقرب منه بل سبقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي حصل على وسام من المنظمة، والتي طالبت بسحبه بعد الأزمة التركية مع إسرائيل بسبب سفينة مرمرة.


كما قابل الرئيس السيسي ستانلي بيرجمان رئيس المجلس في القاهرة، وهو يعمل منذ عام 1989 كرئيس مجلس إدارة لمؤسسة هنري سين وهي من أفضل 500 شركة أمريكية للأدوات والاجهزة الطبية والخدمات الطبية، وفي عام 2014 وصلت مبيعاتها الي 10،04 مليار دولار واحتلت الشركة الموقع الاول في الصناعة لعام 2015، وهو عضو في عشرات الجمعيات والهيئات اليهودية الامريكية، وقام في يونيو الماضي بحملة كبيرة لمناصرة وتوعية حقوق اليهود ومحاربة العنصرية ضدهم، وكان لهم دور واضح في الوقوف ضد حيازة إيران على السلاح النووي وتطويره.


بينما قابل السيسي منظمة بناي بريث، أثناء لقائه مع المنظمات اليهودية بنيويورك، وهي منظمة صهيونية تتخفى وراء أهداف معلنة كما يزعم موقعها ألا وهي تعزيز حقوق الإنسان؛ الدعوة إسرائيل. ضمان الحصول على مساكن آمنة وبأسعار معقولة لكبار السن، حب الخير للإنسانية، ومساعدة الضعفاء والعجزة وذوي العاهات، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم أبناء الجالية اليهودية وتقديم العون لهم، ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية، وافتتاح بيوت للشباب في جميع أنحاء العالم.


وذكر الموقع الرسمي لـ"ناي بريث" الناطق باللغة العبرية أنها تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا في مدينة نيويورك، وعملت على تأسيس مستعمرات يهودية صغيرة في فلسطين، وكانت موتسا أول قرية يؤسسونها عام 1894م بالقرب من القدس مشكلين بذلك نواة الكيان الإسرائيلي الحالي، كما ساهمت بناي بريث إلى حد كبير في إنشاء مدينة أشدود في عام 1957 ويسمى الشارع الرئيسي الطويل في المدينة باسم المنظمة.


وأوضح الموقع أنها نجحت في تجنيد شخصيات لها وزن سياسي وعلمي حول العالم، والتأثير في مراكز صنع القرار، جون فوستر دالاس: وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عام 1958م وهو نصراني بروتستانتي اليهودي سيجموند فرويد عالم النفس الشهير لهم قويت شوكتهم وعلت كلمتهم ونالوا ثقة الحكام في الولايات المتحدة لدرجة أن فيليب كلوزنيك الذي كان يشغل منصب رئيس هذه الجمعية عينه الرئيس أيزنهاور على رئاسة الوفد الأمريكي لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.


وأعد مركز التأصيل للدراسات والبحوث، دراسة حول المنظمة، أكد فيها أن أهم أهدافها غير المعلنة إخضاع كل قائد أو سياسي أو زعيم أي شخصية عامة غير يهودية لدراسة نفسية عميقة ومتخصصة لمحاولة السيطرة البعيدة عليه من خلال الاستفادة من نقاط ضعف شخصيته أو من طبيعة ردود أفعاله، فيتم توجيهه حتى لو كان معاديا لهم أو غير متعاون معهم.


وأكد المركز أن من أهدافهم أيضا محاولة التغلغل في كل الأجهزة الحكومية في البلاد التي يعيشون فيها باستخدام كل الوسائل الممكنة من الجنس والمخدرات والمال والفضائح والإعلام لضمان السيطرة على السياسيين وخاصة في أمريكا وبريطانيا للتحكم في سياسات الحكومات وتوجيهها عن طريق شبكة من العملاء السريين، وأيضا هذا يفسر – لحد كبير - الانحياز الدائم لليهود على القضايا العربية والإسلامية من جانب كلتا الدولتين الرئيسيتين في دعم إسرائيل الدائم.


وطرح وزير الخارجية الأمريكى دالاس فى 26 أغسطس 1955 مشروعًا يدعو إلى إنهاء مشكلة اللاجئين بتوطين بعض لاجئى قطاع ولتجنب العمليات الانتقامية التى كانت تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة من ناحية ثانية، وتضمن المشروع المقدم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتوطين حوالى 12 ألف أسرة على أراض يجرى تحويلها إلى أراض زراعية فى شمال غرب سيناء، دون أن يتعارض هذا الأمر بالضرورة مع حق العودة، لكن المشروع سقط خلال عدة شهور بعد هجوم إسرائيلى على قطاع غزة فى 28 فبراير 1955، وزار دلاس مصر وحاول جرها إلى الحلف الأمريكي ولكنه فشل، وفي عصره عرضت الولايات المتحدة على مصر تمويل السد العالي مقابل الصلح مع إسرائيل.


وقال أسامة شعث، السياسي والدبلوماسي الفلسطيني، والقيادي بحركة فتح، إن تلك المنظمات لا علاقة لها باليهود وإنما بالفكر الصهيوني، الذي حول الديانة اليهودية إلي قومية، وهو ما لم تستطع أن تثبته إسرائيل على مدار 70 عاما، حيث وجدت أن المدفونين تحت الأرض لا علاقة لهم بالمهاجرين الذين أتوا بهم من كل بقاع العالم.


وأكد شعث في تصريحات خاصة إلى "النبأ" أن تلك المجاس تخدم الإحتلال الصهيوني وتساعد إسرائيل بالدعم الدولي اللازم لها، وتضغط علي الحكومات والبرلمانات في العالم لمساندة إسرائيل، وتقوم بعملية ترويج لإسرائيل، فضلًا عن عمل تجارة بينية بين تلك الدول وتل أبيب، لكسر العزلة الدولية عنها.


وأوضح شعث أن زيارة ممثلي تلك المجاس لمصر ولقائها مع الرئيس السيسي لغرضين، الأول هو الالتفاف على مبادرة السلام العربية، والتي تطالب بإنهاء احتلال أراضي 1967، وحل مشكلة اللاجئين، مقابل التطبيع مع إسرائيل، حيث تريد الدولة العبرية البدء بالنقطة الأخيرة وهي التطبيع لتحقيق الانسحاب وحل قضية اللاجئين، وهذا ظهر جليا في قبول نتانياهو بمبادرة الرئيس السيسي، كبديل عن المبادرة الفرنسية ثم عاد ليتهرب منها.


وأضاف شعث أن ثاني الطلبات قطع العلاقة بين مصر والسلطة الفلسطينية، فإسرائيل تعتبر تحييد مصر هو إنجاز لها، فأمن مصر القومي يتمحور حول وجود دولة فلسطينية مسلحة على حدودها الشرقية، وليس دولة متربصة كإسرائيل، وذلك لأن مصر على مدى التاريخ خاضت 12 حربا من تلك الحدود، واحتلت 8 مرات، وستتكفل الدولة الفلسطينية بصد الاحتلال الإسرائيلي عنها، ونفس الشيء بالنسبة لفلسطين.