رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

البحوث الإسلامية ترد على المشككين فى فرضية الحجاب

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

 

شهدت الأيام الماضية جدلًا واسعًا بين علماء الدين والجماعة السلفية، بعد صدور فتوى من الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، ينكر فيها فرضية حجاب المرأة، محتجًا فى ذلك بأكثر من رأى لبعض العلماء والأئمة، وهو ما ترتب عليه مطالبة بعض السلفية شيخ الأزهر بعزله من منصبه.


وفي هذا الصدد، حصلت "النبأ" على بحث مطول صادر عن مجمع البحوث الإسلامية، يتناول فيه شرعية حجاب المرأة والرد على المشككين فيه  من جانب العلمانيين.


وجاء في البحث أن الحجاب وسيلة من وسائل تنظيم العلاقة بين المرأة والرجل وهذا التنظيم ضروري لتعاون الجنسين على إعمار الأرض بالخير، وكل منهما مأمور ومكلف بالحفاظ عليه، ولذلك كان مفروضا قبل الإسلام في الأديان السماوية وموجودً֔ا في التشريعات الوضعية، وهو ليس قاصرًا على ستر الزينة والمفاتن وغض البصر، بل يدخل فيه عدم الخلوة وعدم التلامس وعدم الخضوع بالقول.


وذكر البحث، أن الحجاب في الإسلام مختلف فيه بين العلماء في وجوبه أو ندبه لغير الفاتنات بجمالهن الطبيعي، وذلك بناء على اختلافهم في تفسير قوله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن" وقوله : "يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، وأضاف البحث: "كان كرائم النساء يحرصن على الحجاب حياء من الرجل لا أمرًا واجبا، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم ينكر على سبيعة بنت الحارث أن أظهرت الكحل والخضاب حتى رآها الصحابي أبو السنابل ".


دلائل قرآنية

وكشف البحث عن بعض الآيات القرآنية التي تدعو إلى الحفاظ على الحجاب بالنسبة للمرأة من بينها قوله تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج  الجاهلية الأولى"، وقوله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".

كما استشهد البحث الأزهري ببعض الأحاديث النبوية من بينها قوله صلى الله عليه وسلم: "ماتركت بعدي فتنة  أضر على الرجال من النساء"، وقوله: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رؤوسهن أمثال أسنمة البخت المائلة،لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس".

وقوله لأسماء بنت أبي بكر عندما دخلت عليه وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه.


الرد على المشككين

وردّا على المطالبين بإلغاء الحجاب والمشككين في شرعيته، ذكر مجمع البحوث الإسلامية أن هناك من يدعي أن الحجاب طعن في حق المرأة لأنه أمارة على الشك في قدرتها على الحفاظ على الشرف وأمارة على علة ضعف شخصيتها وإرادتها أمام المغريات، والجواب أن الحجاب كما شرع للمرأة شرع للرجل، كل له منه ما يناسبه، فهل يمكن للرجل أن يقول: إن تحريم الإسلام النظر إلى المرأة أو الخلوة بها طعن في عفتي وخلقي وعزيمتي؟، إن الحجاب احتياط، وليس كل الرجل ولا كل النساء على خير دائما، موضحًا هل وضع القفل على باب المنزل أو المحل اتهام من صاحبه لكل الناس أنهم لصوص؟. 


وردّا على من يدعي أن الحجاب فيه كبت للعواطف، كشف البحث أن الإسلام أمر بالحجاب تعديلًا للغريزة وترويضا لها، وما من شيء حرمه الله إلا وجعل له بديلا من الحلال، والحجاب الشرعي يوقف الغريزة عند حد الاعتدال.

كما ردّ البحث على بعض الافتراءات الأخرى التي يرددها المشككين، ومن بينها أن كشف بعض أجزاء الجسم يناسب الجو الحار الذي تعيش فيه المرأة، وهي بطبيعتها تحس بالحرارة أكثر من الرجل، والجواب أن المحتشمات عشن في كل جو ولم تضق بهن الحياة، والأمر لا يعدو أن يكون تحايلا للخروج على العرف الإسلامي.

ومن الادعاءات الكاذبة أيضا على الحجاب أنه يعوق المرأة عن الإسهام في خدمة المجتمع وتطوره، والجواب أن هذا الكلام كاذب فالمرأة المحجبة أكثر خدمة للدين والمجتمع، ويشهد على ذلك نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجات الصحابة، إلا إذا كان المراد بخدمة المجتمع وتطويره هو الحفلات المعروفة والرحلات المشبوهة وما إلى ذلك وهذه الأمور لا يقرها أي دين.

 

يعوق المرأة

كما ادعى البعض أن الحجاب يعوق المرأة من التمتع بمباهج الحياة، والجواب أن التمتع لا يكون بالعري والتحرر المطلق، وقد مرت مئات السنين على النساء المسلمات المحتشمات وهن يتمتعن بزينة الدنيا في أدب وكمال.

كما رد البحث على المطالبين بإلغاء الحجاب تحت دعوة أن الدين يسر ومن يسره لايلزم المرأة بزي معين، فالجواب أن هذا القول سفسفة ومن يروج ذلك يهدف إلى طاعة الشيطان؛ من أجل النظر إلى المرأة فليس يسر الدين الخروج عن ثوابته وطاعة الله في معصية.