رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

السفير رخا أحمد حسن: «الفكة» و«اتبرع بجنيه» تعبئة معنوية لا تحل المشكلة الاقتصادية.. حوار

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع رخا حسن

أمريكا لا تتآمر على مصر حفاظًا على مصالحها

للصبر حدود وربط الحزام أكتر من كده هيكسر الضلوع


الأولوية لتشغيل المصانع المتوقفة وليس لحفر 4 أنفاق فى سيناء وعاصمة جديدة 


الدولة مازالت عاجزة عن ضبط المرور وتنظيف البلد من القمامة


استخدام الإرهاب كشعار يضرب السياحة فى مقتل


فزاعة سوريا والعراق لها آثار سلبية على الاقتصاد


السياحة لن تعود بالترجى ولكن بمراجعة الأخطاء


التقارب المصرى الروسى يقلق الولايات المتحدة الأمريكية


مصر لم ولن تسمح للروس والامريكان باقامة قواعد عسكرية


أكد السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتآمر على مصر كما يزعم البعض، مشيرا إلى أن أمريكا تدرك أن استقرار مصر ضمانة لحماية مصالحها فى المنطقة، ولفت إلى أن استخدام الإرهاب كشعار يضرب السياحة فى مقتل، مشددا على أن مصر لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها، مؤكدا أن الإجماع العربى مجرد شعار لا أساس له على أرض الواقع.


وأضاف أنه كان يجب أن يبدأ الرئيس السيسى بتشغيل المصانع المتوقفة وليس بحفر 4 أنفاق فى سيناء وإنشاء عاصمة جديدة وإقامة شبكة طرق وكبارى، ومشروعات قومية لن يرى المصريون نتائجها إلا بعد سنوات طويلة. 


وانتقد الحديث عن نهضة شاملة فى حين أن الدولة مازالت عاجزة عن ضبط المرور وتنظيف البلد من القمامة، معتبرا أن استخدام الإرهاب كشعار يضرب السياحة فى مقتل، ولفت إلى أن السياحة لن تعود بالترجى ولكن بمراجعة الأخطاء


وقال أن استخدام فزاعة سوريا والعراق له آثار سلبية على الاقتصاد.


والى تفاصيل الحوار..  

                   

فى البداية ما تقييمكم للسياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس السيسى؟

السياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مرت بثلاث مراحل، مرحلة قطع العلاقات حيث تم وقف عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقى بدعوى أن ما حدث فى 30 يونيو كان انقلابا عسكريا، ثم مرحلة العودة للاتحاد الإفريقى بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأخيرا مصر عادت بقوة للاتحاد الإفريقى وترأس حاليا مجلس السلم والأمن فى الاتحاد، وعلى المستوى الأوربى حدث نفس الشيء، ففى البداية كان هناك سوء فهم لما حدث فى 30 يونيو، ثم تقبل للوضع بعد وضع الدستور إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ثم العودة الكاملة للعلاقات مع الاتحاد الاوربى، حيث قام الرئيس بزيارة معظم الدول الرئيسية فى الاتحاد الاوربى، وحدث تعاون ثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، وتم توسيع الاستثمارات مع إيطاليا وبريطانيا وألمانيا، وقام الرئيس بزيارة اليابان، ونفس الأمر حدث مع الولايات المتحدة الامريكية، التى أعلنت تعاملها مع الرئيس الجديد لمصر الذى سوف ينتخبه الشعب المصرى، بعد ذللك انتقلنا من مرحلة القبول إلى مرحلة المزيد من التعاون فى عدة مجالات، وعلى رأسها مجال مكافحة الإرهاب، ومجال حل الأزمات الإقليمية، حيث انتقلت مصر من موقف مؤيد للجماعات المتطرفة فى سوريا فى عهد الإخوان، لكن الآن الموقف المصرى ضد التطرف وضد الجماعات الإرهابية، ونطالب بالحلول السلمية لجميع الأزمات، وأخيرا استضافت مصر المعارضة السورية التى تقبل بالتفاوض مع نظام الأسد، وبالتالى العلاقات الخارجية المصرية شهدت تطورا ايجابيا فى عهد الرئيس السيسى.


كيف ترى الأزمة الاقتصادية فى مصر؟

هناك مشكلة فى جدول الأولويات، فكان يجب إعطاء الأولوية للمصانع المعطلة لحل مشكلة البطالة بين الشباب الذى كان ينتظر بعد ثورتين تحسين مستواه، وكذلك تحسين منظومة المنسوجات كان سيوفر فرص عمل كثيرة، وكذلك مصانع الحديد والصلب المملوكة للدولة، وهذا كان يجب أن يكون فى أول أولويات الدولة من أجل زيادت الصادرات وتخفيض الواردات، أيضا مصانع الأسمدة، لذلك أستطيع أن أقول أن المجموعة الاقتصادية هى مجموعة من الهواة تفكيرهم ليس على مستوى الاقتصاد الكلى، ومن الأخطاء الاقتصادية الاستثمار فى الطرق والكبارى وإقامة العاصمة الجديدة قبل تشغيل المصانع المتوقفة، فمثلا بدلا من إقامة 4 أنفاق فى سيناء يتم الاكتفاء بنفق واحد الآن، ونقوم بصرف تكاليف الأنفاق الأخرى فى تشغيل المصانع، وبالتالى لابد من إعادة ترتيب الأولويات فى ظل الأزمة الاقتصادية الحادة.


لكن الدولة تواجه مؤامرات خارجية تعطل التنمية؟

هناك دول تحارب مصر، لكن يجب ألا يكون ذلك الشماعة التى أعلق عليها مشاكلى، وضع شعار محاربة الإرهاب فى قمة الأولويات، يخيف السياح، ويضرب السياحة فى مقتل هناك إرهاب فى تركيا وفى تونس ولكن لا يستخدم كشعار، لابد من حل مشكلة الإرهاب اجتماعيا واقتصادية وثقافيا ودينيا، لأن الحل الأمنى وحده يدخلنى فى دوامة.


لكن الدولة طول الوقت تتحدث عن مؤامرة كونية لإسقاط مصر؟ 

ليس مؤامرة لكنها تحديات موجودة فى كل العالم، فهناك دول كبرى فى الشرق الأوسط مثل تركيا وإيران والسعودية وإسرائيل، كلها دول تريد زعامة الشرق الأوسط، والسعودية تبحث الآن عن زعامة العالم العربى، هذا شيء مشروع ومنافسة ولا يسمى مؤامرة، مطلوب من مصر تقليل الاعتماد على الآخرين، وتقوية البيت الداخلى، لا يجوز الاعتماد على الآخرين بدعوى الإخوة، يجب الاعتماد على النفس وتطوير الاقتصاد الداخلى، عندما كنت سفيرا فى تشيلى كانت تستورد السكر، والآن أصبحت من الدول المصدرة للسكر، السياسة الاقتصادية فى آخر سنتين غير سليمة، قائمة على الديون، وخدمة الديون تمثل عبئا كبيرا على البلد، مصر أهملت الإنتاج، ووزارة الزراعة أصبحت متجمدة وتدور فى دائرة مفرغة ولا يوجد فيها إبداع أو تجديد، لابد من عودة زراعة القطن طويل التيلة وعمل مصانع لإنتاجه وتصديره، بعد أن اختطفته إيطاليا واليابان، مصر تستورد منسوجات من بنجلاديش وباكستان فهل هذا معقول؟ هل يعقل أن الدولة لا تستطيع ضبط حركة المرور وتنظيف البلاد، لابد من تنظيف القاهرة بدلا من تركها مهجورة بهذا الشكل العشوائى، السياحة لن تأتى بالترجى، لكنها تأتى من خلال الاعتراف بالأخطاء وحل المشكلة مع روسيا.


كيف ترى الإرهاب فى سيناء؟

الاستثمار فى سيناء وفى محور قناة السويس مرتبط بإنهاء موضوع الحرب على الإرهاب، وهذا يتطلب حلولا اجتماعية مع زعماء القبائل ومع الخبراء الذين يعيشون فى سيناء، المشكلة الأخرى التى تعوق تدفق الاستثمارات هو قانون الاستثمار، حيث مطلوب ربط قانون الاستثمار بالقانون المدنى، المشكلة الثالثة تتمثل فى سعر الصرف، وهذا مهم جدا بالنسبة للمستثمر.


لكن الدولة تتحدث دائما عن المشروعات الكبرى؟

المواطن فى حالة ضنك والاقتصاد فى أزمة شديدة، وبالتالى لابد من ايجاد توازن.


الدولة ترفع الآن شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة والصبر حتى يكون القرار المصرى مستقلا؟

 أم كلثوم قالت منذ زمن "إنما للصبر حدود" ربط الحزام أكثر من كدة هيكسر الضلوع.


لكن الرئيس دائما يطرح حلولا جديدة لجمع الأموال مثل "اتبرع بجنيه" و"الفكة"؟

 هذه حلول معنوية وليست حلولا اقتصادية، فهى تعبئة وحشد معنوى بهدف رفع معنويات الشعب، ولا تساهم فى حل مشكلة الاقتصاد، لابد من تشغيل المصانع المعطلة، لماذا أترك الصين تغرق البلد ببضاعة درجة رابعة وخامسة؟


لكن الإعلام دائما يخوف الناس من مصير سوريا والعراق؟

هذه مغالطة، مصر ليست مثل سوريا او العراق أو أى دولة، الإدارة العميقة فى مصر قادرة دائما على حماية قوام الدولة ضد أى أخطار، هذه الدولة العميقة هى التى حمت الدولة أثناء حالة التسيب وانعدام الإدارة فى عهد الإخوان، الكل يدرك أن تدمير مصر معناه تدمير كل المنطقة، وهذا يمثل خطرا على المنطقة بالكامل بما فى ذلك إسرائيل، لأن مصر هى قلب المنطقة، وبالتالى لا يجب أبدا استخدام هذه الفزاعة لاسيما وأن لها تأثيرا سلبيا على السياحة وعلى الاستثمار وعلى الاقتصاد.


كيف ترى الأزمة الحالية بين مصر والمملكة العربية السعودية؟

سحابة صيف وسوف تزول، لأن الإخوة فى السعودية يسيطر على فكرهم الاستراتيجى مسألة المواجهة مع إيران، رغم أن إيران دولة جارة ولا يمكن الحديث عن أمن الخليج دون إيران، وبالتالى لا يوجد داع أن تدخل السعودية فى حرب مع إيران وتدمير سوريا، وإذا كانت السعودية تشكو من تدخل إيران فى شئون الدول العربية، فماذا تفعل هى الآن؟ وبالتالى هذه مشكلة عابرة، لأن هناك مصالح مشتركة كبيرة بين مصر والمملكة.


لكن البعض يقول إن هوة الخلاف بين البلدين أصبحت كبيرة الآن؟

 مصر تحافظ على أمن سوريا باعتباره أمنا قوميا مصريا وعربيا، ولا تريد أن تصبح سوريا مثل العراق، بالإضافة إلى أنه لا يوجد بديل للنظام السورى، لماذا تم وقف عضوية سوريا فى جامعة الدول العربية؟ لماذا توافق السعودية على التدخل العسكرى التركى فى العراق وسوريا رغم أنه مخالف لميثاق الأمم المتحدة و ميثاق جامعة الدول العربية؟


لكن هم يقولون إن مصر خرجت عن الإجماع العربى؟

لا يوجد ما يسمى بالإجماع العربى، هذا مجرد شعار، هناك خلافات عربية فى كل قضايا المنطقة، فلا يوجد إجماع عربى على ما يحدث فى ليبيا أو اليمن أو سوريا أو العراق، حتى لا يوجد إجماع عربى على القضية الفلسطينية فهل يعقل أن يتم تدمير دولة مثل اليمن من أجل حماية نظام شرعى أو حكومة شرعية؟ حتى لا يوجد إجماع داخل مجلس التعاون الخليجى نفسه، فهناك خلافات بين قطر والسعودية والإمارات والكويت وعمان حول الكثير من قضايا المنطقة، وهناك دول داخل مجلس التعاون مثل الكويت وعمان ترفض دخول دول المجلس فى حروب خارجية، أين الإجماع العربى من التدخل العسكرى التركى فى سوريا والعراق؟ الدول العربية هى التى دمرت العراق، دول الخيج اليوم مضطرة لتكون تحت مظلة الولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما يجعل أمريكا تمارس الابتزاز على دول الخليج.


كيف ترى دور مصر فى ليبيا؟

مصر تؤيد خليفة حفتر باعتباره قائد الجيش الليبى، الذى استطاع السيطرة على هلال النفط وتسليمه للشركة الوطنية، وبالتالى مصر تطالب الجميع بتأييد خليفة حفتر للقضاء على الحركات الإرهابية والهجرة غير الشرعية فى ليبيا مثل انصار الشريعة والقاعدة.


تقييمك لموقف مصر فى اليمن؟

على دول الخليج أن تستمع الى وجهة نظر مصر فى الملف اليمنى، لن يكون هناك منتصر او مهزوم فى اليمن، قصف خيمة العزاء من جانب التحالف العربى مأساة، وبالتالى مطلوب عودة جميع الأطراف المتنازعة الى طاولة المفاوضات، ولابد من مشاركة جميع الأطراف فى الحكم.


الآن يتم الحديث فى مصر عن مؤامرة أمريكية لإسقاط مصر يقودها أوباما.. رأيك؟

لا، أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل ذلك، هى فى خلاف مع مصر، فالولايات المتحدة الامريكية أيدت بقوة ووضوح جماعة الاخوان المسلمين، وأصيبت بحالة من خيمة الأمل عندما تم إبعادهم من الحكم، ومازالت تحاول، ولكن على ضوء ما قرأته وما أتابعه وزيارات الوفود الأمريكية المتتالية من نواب فى مجلسى الشيوخ النواب، جمهوريين وديمقراطيين للقاهرة أستبعد أن تسعى أمريكا لتدمير مصر، لاسيما وأن الولايات المتحدة تدرك أن وجود مصر مستقرة يمثل ضمانا لمصالحهم فى المنطقة وعلى رأسها أمن اسرائيل والطاقة، لاسيما وأن هناك صراعا بين روسيا والصين وأمريكا على زعامة المنطقة، الامريكان غاضبون وغير مرتاحين للنظام الحالى فى مصر، وهناك فتور فى العلاقة بين الرئيس أوباما والرئيس عبد الفتاح السيسى، لكن الأمر لا يصل إلى حد التآمر، أمريكا مازالت مصرة على ضرورة التصالح مع جماعة الإخوان ومشاركتها فى الحياة السياسية.


هل تعتقد أن هناك قلقا أمريكيا من التقارب المصرى الروسى؟

ربما، لاسيما بعد المناورات العسكرية الحالية التى تجرى بين مصر وروسيا، وهذا ربما يدفع الولايات المتحدة الى مراجعة موقفها من مصر قبل فوات الأوان.


كيف ترى الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية روسية فى مصر؟

مصر لا تمنح قواعد عسكرية، مصر رفضت أكثر من مرة طلب أمريكا بإقامة قواعد عسكرية أمريكية فى البحر الأحمر، لكن هناك تعاونا عسكريا وتدريبات عسكرية مشتركة من أجل أمن المنطقة ومحاربة الإرهاب.


كيف ترى الاتهامات الموجهة لمصر من إثيوبيا بدعم المتمردين؟

هذا أمر مغلوط، هدفه التغطية على الاضطرابات الداخلية التى تعانى منها إثيوبيا.


كيف تتابع الانتخابات الأمريكية ومن هو المرشح الأفضل لمصر؟

السياسة الأمريكية ترسمها المؤسسات وليس الأفراد، وبالتالى مصر لا تفضل مرشحا على آخر، وسوف تتعامل مع أى رئيس أمريكى قادم.


من المستفيد مما يحدث من قلاقل فى العالم العربى؟

إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وما يحدث فى العالم العربى الآن هو تنفيذ للخطة الأمريكية "الفوضى الخلاقة" لذلك هى من صنعت القاعدة التى تحولت إلى داعش.


كيف سينتهى الصراع فى سوريا؟

روسيا لن تسمح بالهزيمة فى سوريا لأن قاعدة طرطوس هى المنفذ الوحيد لها على البحر المتوسط، وإيران لن تسمح للسعودية وقطر وتركيا أن يهزموها، وبالتالى لا يوجد حل عسكرى للأزمة السورية.


تقييمك لأداء البرلمان المصرى؟

لا يختلف عن البرلمانات السابقة، ولا يقوم بدوره الرقابى.


هل تعتقد أن هناك فصلا بين السلطات فى مصر؟

لا يوجد فصل بين السلطات فى مصر، هناك تداخل بين السلطات.


تقييمك لأداء الدبلوماسية المصرية بقيادة سامح شكرى؟

مصر تتبع الآن ما يسمى بدبلوماسية القمة المتبعة منذ انتهاء الحرب الباردة، والتى تتمثل فى دبلوماسية الوزراء والرؤساء، واصبح لها دور كبير جدا فى السياسة الخارجية للدول، وهى أصبحت جزءا من السياسة الخارجية فى كل دول العالم.


كيف ترى العلاقات المصرية التركية؟

ستبقى كما هى حتى يغير النظام التركى موقفه مما يحدث فى مصر.