رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هيثم الحريري: أداء مجلس النواب «2 من 10».. والنظام لا يحارب الفساد.. «حوار»

هيثم الحريري
هيثم الحريري

قال هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك بالإسكندرية، وعضو تكتل 25-30، إن البرلمان الحالي لا يعبر عن الشارع المصري، مشيرا إلى أن غالبية الأعضاء المتواجدين فيه يدعمون النظام على حساب المواطن.


وحذر الحريري خلال حواره مع "النبأ"، من غضب الشعب المصري، مؤكدا أن الذين صبروا على مبارك 40 عاما، لم يصبروا على مرسي أكثر من عام، وهو ما يعني أن "المصري مالهوش كتالوج" على حد وصفه.


وانتقد الحريري أداء مجلس النواب، مؤكدا أنه لا يمكن تقييمه بأكثر من 2 من 10، معربا عن اعتقاده بأن قانون الخدمة المدنية، وقانون ضريبة القيمة المضافة، هما أسوأ ما أنتجه المجلس في دور انعقاده الأول.


وشدد الحريري على أن الحكومة تعاني من حالة فشل، وتسمح بمزيد من الانتشار للفساد، في ظل عدم وجود رغبة حقيقية لدى النظام لمحاربته، أو مواجهة الأزمات الطاحنة التي يعانيها الشعب.


قنابل كثيرة فجرها النائب هيثم الحرير خلال الحوار، فإلى التفاصيل.. 


ما تقييمك لأداء مجلس النواب في دور الانعقاد الأول له؟
الشعب غير راض عما أنجزه مجلس النواب خلال فترة الانعقاد الأولي، فقد تم إصدار قوانين كان لها أثر سلبي على المواطن، على رأسها قانونا الخدمة المدنية، والقيمة المضافة، واللذان يعدان من أسوأ ما أنتجه المجلس في دور الانعقاد الأول بالنسبة للمواطن، لأنهما يمسانه بشكل مباشر ويزيدان الأعباء المالية عليه، أما عن التقييم فأستطيع تقييم أداء المجلس بـ2 من 10. 


من وجهة نظرك ما السبب في خروج البرلمان بهذا الشكل؟
بسبب المناخ السياسي الذي تم إجراء العملية الانتخابية خلاله، وكذلك قانون الانتخابات الذي تسبب في عزوف كثير من المواطنين عن التصويت، او حتى الترشح؛ لأن القائمة المطلقة تعد من أسوأ قوانين الانتخابات التي مرت على مصر خلال الـ40 سنة الماضية، فالقائمة المطلقة مفسدة مطلقة، لأنها لا تعطى حرية الخيار للمواطنين، ونفس الوقت تهمل ما يقرب من نصف أصوات المواطنين.


الشارع ينظر للبرلمان باعتباره ظهيرا للحكومة فهل هذا صحيح؟
المواطن من حقه النظر إلى هذا البرلمان باعتباره برلمان الحكومة، فقد قرأنا وسمعنا كثيرًا عن تدخلات الدولة في تكوين قائمة دعم مصر، فالمرشحين الذين نجحوا في البرلمان قطاع كبير منهم، كانوا محسوبين على النظام السابق، وغير مؤمنين بـ25 يناير، كما أن موافقة المجلس على هذه الحكومة والتى استمرت على مدار شهور قبل انعقاده، وتمريرها بنسبة تتجاوز 90 %، أعطى انطباعا بأنه قادم لدعم الحكومة، بالإضافة الى الموافقة على تمرير الموازنة بما تتضمنه من شبهة عوار دستوري، فيما يتعلق بالتعليم والصحة؛ أكد للمواطنين أن الأغلبية تدعم الحكومة على حساب المواطنين.


ماذا تقصد بما قلته سابقا من أن الأغلبية الموجودة في المجلس غير مؤمنة بـ25 يناير؟
أقصد أنهم لم يسعوا لتحقيق الأهداف التي ثار من أجلها الشعب في 25 يناير، وهى العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حتى الأهداف التي أضفناها في 30 يونيو على رأسها الاستقلال الوطني والذي لا يتعلق بالقرار السياسي فقط، لكن بالاقتصادي أيضا، لم تتحقق وظهرت ملامح عدم تطبيقه في انصياعنا كحكومة لشروط صندوق النقد الدولي، وموافقة رئيس الجمهورية على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، نتيجة ضغوط اقتصادية، بالإضافة على التوقيع على اتفاقية سد النهضة، كل هذا في ظل صمت من البرلمان.


كيف يرى ائتلاف 25-30 نفسه وسط الأغلبية المؤيدة للنظام ؟
نمثل أقلية شديدة داخل المجلس لكن في نفس الوقت نمثل الغالبية العظمى في الشارع الذي يحتاج إلى نواب يعبرون عنه، فما نحاول القيام به هو إعلان تأييدنا لما نراه في مصلحة الشعب، ونتبرأ مما لا نراه في مصلحته وفي مصلحة الوطن؛ لأن الفترة الحالية بحاجة لإعادة بذر الثقة بين المواطن والنخبة التي فقدها الشعب بسبب تجاربه السابقة.


هل يتعرض التكتل لمضايقات من قبل المؤيدين؟
نعم.. ولعل آخرها كان تحويلنا إلى لجنة قيم المجلس بشكل مخالف للائحة، على خلفية انسحابنا من الجلسة العامة أثناء مناقشة قانون القيمة المضافة، واضطروا إلى التراجع بعد ضغط الأحزاب والشخصيات المدنية ووقوفها معنا، وكذلك نتعرض لمضايقات من بعض الأعضاء المحسوبين على نظام الرئيس السيسي، وحدثت مشادات عدة بيننا، وبين عدد من النواب، لأننا نطرح وجهة نظر مختلفة، فالبعض لا يرضى أن تطرح داخل المجلس وجهة نظر غيره،وأذكر أنني قلت إن تيران وصنافير مصريتان في إحدى الجلسات باعتباري نائبا، ومن حقي طرح ما أشاء، فصوت المجلس على حذف ما قلته بحجة سخيفة؛ وهى أنه خارج الموضوع، ورفضوا أن يذكر في مضابط الجلسات أن تيران وصنافير مصريتان.


هل هناك أسماء بعينها؟
لا أحب أن اذكر أي أسماء حتى لا نعطي أحدا قيمة لا يستحقها ومن يتابع المواقف المتكررة سيعرفهم، في النهاية، هذا الأمر لا يعنينا ونسعى للتعبير عن الشعب ونسعى لمصلحة الوطن ولا نهتم بأي مضايقات او حتى تلفيق قضايا او فصلنا من المجلس.


ماذا تقصد بتلفيق قضايا؟
أنا واحد من الناس اللي اتلفقت لهم قضايا وقت ترشحي للانتخابات، فالنظام لا يمانع في تشويه سمعة أى حد بأي شكل من الاشكال وفي العمل السياسي نجد من هذه النوعيات كثيرا.


أين رئيس البرلمان من هذه المضايقات؟
رئيس المجلس هو جزء من ائتلاف دعم مصر ونحن عند موقفنا من رئيس المجلس، على المستوى الإنسانى نقدره ونحترمه، أما على المستوى السياسي فنحن مختلفون معه في بعض النقاط فإذا تحسن سنكون داعمين له.


ما أوجه خلافكم السياسي مع رئيس المجلس؟
نحن نطالب بالتصويت الالكتروني في جميع القرارات والقوانين التي يناقشها المجلس، لأن التصويت اليدوي من وجهة نظرنا يفقد الجلسات عنصر الشفافية، ولابد أن يعلم المواطن بحقيقة تصويت نوابه على القوانين والقرارات داخل البرلمان، بالإضافة إلى إذاعة الجلسات؛ لأنه من حقوق الشعب الأصيلة معرفة أداء الممثلين له،  ثالثا تطبيق اللائحة التي أقرها المجلس داخل البرلمان.


بالنسبة إلى الحكومة كيف تقيم أداءها؟ 
موقفنا من الحكومة موضوعي، فمن البداية كنا رافضين منح الثقة لها لأن أداءها كان واضحا على مدار الشهور التي عملت فيها قبل انعقاد البرلمان، كما اننا رفضنا برنامجها عندما عرض في المجلس؛ لأنه لا يصلح لبناء وطن، بسبب عموميته وعدم تحديده، وخلوه من الخطط والالتزامات الواضحة، وتكرر رفضنا للحكومة في رفض قانون الموازنة الذي عرضته، والذي به شبهة عوار دستوري، فيما يخص النسب الدستورية لموازنات التعليم والصحة، وأعتقد أن الوضع الاقتصادي الذي نمر به يؤكد فشل سياسات الحكومة الاقتصادية والمالية والتجارية، وهناك إهمال واضح لملفات لصناعة والزراعة والصحة التعليم وإهمال لمحاربة حقيقية للفساد، وليس مجرد كشف عن بعض صفقات الفاسدة، وهذا يجعل الحكومة في تقديري، غير صالحة.


لكن الرئيس قال في وقت سابق إن شريف إسماعيل من أفضل الوزراء؟
الشارع المصري يؤكد النقيض تمامًا لهذه التصريحات والآراء، فلأول مرة في مصر يصل الدولار لـ15 جنيها، ولم يحدث أن ارتفعت أسعار المياه والكهرباء بهذا الشكل، ولم تشهد مصر أجورًا متدنية لهذه الدرجة من قبل، ولم يستشر الفساد في البلاد بهذا الشكل الموجود حاليا، لذا فهذه الحكومة لا تتناسب مع ظروف مصر الحالية، وأعتقد أن ما يقوله السيسي رأيه ويُسأل عنه.


ما بدائل قرض صندوق النقد الدولي برأيك؟
هناك عدد من الخطوات يمكن أن تكون بديلًا للقروض، لأنني أرى أن هذه القروض عبارة عن خافض للحرارة، وليست علاجا، وأول مداخلنا هو محاربة الفساد، فقد سبق وقدمت استجوابات منذ شهر 8 الماضي، عن وجود فساد بإحدى الشركات التابعة لوزارة التموين بالتعاون مع شركة أكس موبيل، وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات في هذا الملف، وهذا معناه أن الحكومة تتعايش مع الفساد، خاصة بعدما تجاهلت تقريرا للجهاز المركزي للمحاسبات وتقرير لجنة تقصى الحقائق والمجلس أخذ قرارا بتشكيل لجنة لمراجعة هذا التقرير وحتى الآن لم يتم تشكيلها، كما أن تطبيق الضريبة التصاعدية التي أقرها الدستور والتي خفضها النظام الحالي لـ22.5 % يؤكد الانحياز الواضح للأغنياء على حساب الفقراء.


ما رأيك فى قانون الصريبة المضافة وقانون صندوق رعاية القضاة؟
أعلنا كتكتل 25-30 رفضنا لهذه القوانين، وقلنا إنها ستؤثر سلبيا على المواطن، وبدأ المواطن يعاني منها بالفعل، بعدما لمس الارتفاع المبالغ في الأسعار، وكان يجب على الدولة ان تقدم رعاية كاملة ليس فقط للقضاة ولكن لكل المواطنين.  


هل تتوقع اندلاع ثورة جديدة؟
المصري ليس له كتالوج، فلا يمكن لأحد أن يتوقع ماذا سيفعل المصريون، فقد صبر الشعب على نظام مبارك 40 سنة، ولم يصبر على نظام الإخوان عاما واحدا، لكن لا يجب أن نعول كثيرا على صبر الشعب، فمن قامت ضدهم الثورة مازالوا في الحكم بنفس الفكر، ونفس سياسات مبارك حتى لو تغيرت بعض الوجوه، لكن بنفس سياساته الاقتصادية والأمنية.


لكن هناك إحكاما للقبضة الأمنية على التظاهرات؟ 
الشعب المصري لو أخد قرارا بالتظاهر لن يمنعه أحد، فقد تظاهر أيام مبارك، فلا يمكن لأي قوة عسكرية أو أمنية أن تسيطر على تظاهرات كبيرة. ولكنني لا أرغب في حدوث مظاهرات حاليا.


لماذا لا تفضل التظاهرات في الوقت الحالي؟ 
لأننا سنعيد نفس الخطأ الذي حدث فى تظاهرات 25 يناير، فأي مظاهرات دون قيادة تمثل البديل للنظام الحالي،"هانبقي بنلعب لعبة القط والفأر بين الإخوان والمؤسسة العسكرية، وهما الخياران المطروحان دائما، ونحن لسنا مع هذا ولا ذاك، لذلك إذا كان هناك ثورة،  فلابد ان يكون لها قيادة التي تتحكم، لكن نتظاهر من اجل اسقاط نظام الآن، يبقي السؤال ما هو البديل، فنحن نريد تغييرا إيجابيا وديمقراطيا ونحن قادمون على انتخابات المحليات وأعتقد أن القانون جيد وسيشهد مشاركة واسعة.


لكن هناك مخاوف من تكرار سيناريو دعم مصر في انتخابات المحليات؟
أعتقد أن تكرار قائمة دعم مصر في انتخابات المحليات، لن يكون في مصلحة الوطن ولا النظام الحالي ولا النواب أنفسهم، لأن المحليات تعد خطوة كبيرة في طريق التغيير الديمقراطي، وأحد أوجه القضاء على الفساد، فهي أكثر تأثيرا وستعطى تحسنا ملموسا في الشارع من مجلس النواب الذي يرسم سياسات سيعود مرجعها على المدى الطويل.


كيف ترى دعوات ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية؟ 
الترشح حق للجميع، والسيسي كأي مواطن آخر له حق الترشح، وإذا كان هناك مرشح له ظهير شعبي أكبر أعتقد أن فرصته فى الفوز أكبر.