رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«درجات أعمال السنة» بيزنس التعليم لإنجاح «مجموعات التقوية» في مدارس بورسعيد

اللواء عادل الغضبان،
اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد

أولياء الأمور: قرار غير مدروس.. والمدرسون الأكفاء فى الدروس الخصوصية

أثار قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، والاعتماد على مجموعات التقوية في المدارس، الغضب في الأوساط المجتمعية والتعليمية ببورسعيد، وزاد من أعباء الأسر لاضطرارهم الدخول في مجموعات التقوية من أجل درجات أعمال السنة، فى ظل الاعتماد أيضا على الدروس الخصوصية لتحصيل العلم والوصول إلى مراتب التفوق.

أوليا الأمور والطلاب غاضبون من القرار

تقول الدكتورة نور محمد، أحد أولياء الأمور: «خطوة غير مدروسة، وتحتاج إلى تفكير واع، يجب أولا رفع مهارات المدرسين، ثم بعد ذلك نتخذ القرار كى يتقدم التعليم»، مضيفة: «الكثير من المدرسين لا يوجد لهم مصدر رزق غير الدروس الخصوصية، يروحوا فين بعد هذا القرار، فعلى المسئولين الموازنة بين المصالح والمفاسد قبل اتخاذ أى قرارات».

وتضيف إيمان مصطفى ربة منزل: «مدارسنا لا تصلح للتعليم وتعانى إهمالا كبيرا، ولا توجد مراقبة أو جودة أو اهتمام بالشرح، ووقت الحصة لا يكفي للفهم والاستيعاب»، مشيرة إلى أن المدرس فى الفصل لا يكتب غير العنوان ويقول: «الدرس عندكم في الكتاب اقرأوه».

وتوضح أن مراكز الدروس الخصوصية مجهزة لراحة الطلاب وبها كل الإمكانيات الحديثة للشرح، مؤكدة أن المدرسين الأكفاء حصلوا على إجازات دون مرتب من المدارس.

وتقول أمل منصور، ربة منزل :"المدارس ليست مجهزة لاستقبال مجموعات التقوية، ومناطق المدارس والشوارع المحيطة بها غير مضاءة، قرار الغلق بحاجة لنقاش مع جميع اﻷطراف لحماية مستقبل أولادنا، وإذا كنا نبحث عن حل فمن الممكن تحديد سعر الدروس الخصوصية، وإعفاء غير القادرين من مصاريفها والمراقبة عليها"

وفي ذات السياق، تؤكد نيرة خالد، طالبة بالصف الثالث الثانوي، أن المناهج أصبحت ثقيلة والمدرس لا يقوم بدوره في الشرح والتحليل والتفسير، ودرجات أعمال السنة أصبحت وسيلة ضغط عليها «عشان الدروس الخصوصية»، مضيفة: « على سبيل المثال مناهج الكيمياء والفيزياء واﻷحياء، تتطلب تجارب عملية في المعمل، وهذا لا يحدث وعندما نذهب للمعمل نجلس فقط دون تعليم، والاسم حصة معمل، وكل ده  بيخلينا نعتمد علي الدروس الخصوصية، وقت الحصة ساعتين، ومكان مجهز بالكامل غير الشرح، والامتحانات، وتحديد للمستوي كل حصة، فهل مجموعات التقوية هتضمن لنا التفوق والحصول علي كليات القمة؟».

«هجرنا المدرسة نتيجة ضعف المدرسين في توصيل المعلومة واستعنا بالدروس الخصوصية» هكذا بدأت هايدي إبراهيم، طالبة بالثانوية العامة، مشيرة إلى أن عقدة أى طالب في مادتى "الإنجليزي، والنحو"، ومن غير الدروس الخصوصية صعب ننجح ونحصل علي درجات.

المعلمون: «المدارس غير مجهزة للقيام بدور المراكز الخصوصية.. ونصيبنا من مجموعات التقوية 28.78 جنيه»

ويؤكد أسامة سليمان، مدرس رياضيات، أن طالب الصف الثالث الإعدادى يدفع 40 جنيهًا تورد إلى سكرتير المدرسة، ثم يتم توريدها إلى البنك المركزى الذى يخصم 10%‏ بواقع 4 جنيهات، ويعيد الباقى إلى مديرية التربية والتعليم، ثم تخصم المديرية 5 %‏ لنقابة المعلمين بواقع 1.80 قرش، ثم يتم خصم 10 % من المبلغ المتبقى بواقع 3.42 قرش، ويتم بعد ذلك خصم 2 جنيه دمغات حتى يتبقى في النهاية 28.78 جنيه نصيب المعلم.

ويقول أسعد مبروك، مدرس أحياء: «أرفض غلق مراكز الدروس الخصوصية، وخاصة مع عدم جاهزية المدارس للقيام بالدور البديل، ولدينا حلول كثيرة ترضي جميع الأطراف وعرضناها عن طريق النقابة، ثم أننا لسنا تجار وليست لنا أطماع وعندنا رحمة، وكان من الأفضل قبل اتخاذ قرار منفرد بالإغلاق، التشاور مع أطراف العملية التعليمية للوصول لأفضل الحلول، وأنا لا أعارض المجموعات المدرسية ولكن تكون بصورة أفضل؛ لأن مشاكلها احنا اللي بنعاني منها وليس السادة المسئولين اللي في المكاتب والتكييفات».

ويشير مبروك إلى أن اللجان التي تمر علي مجموعات التقوية بالمدارس تعامل المدرسين كأنهم «حرامية»، يحققون مع الطلبة «المدرس بياخد منكم كام، ويعطيكم ملازم خارجية أم لا»، موضحا أن ذلك يعطى انطباعا سيئا لدى الطالب تجاه معلمه.

وعن نسبة المدرس من مجموعات التقوية، قال مبروك إن النسبة التي يحصل عليها المدرس قليلة جدا، لكن الوزارة ضمنت النسبة التي ترضيها مع الأعداد الكبيرة.

ويضيف أحمد مفرح مدرس كيمياء، أن القرار ليس له علاقة بالتوفير بالنسبة ﻷولياء اﻷمور ﻷن ساعات العمل داخل مجموعات التقوية أقل من ساعات العمل داخل المراكز، وبالتالي لن يستطيع المدرس الانتهاء من المنهج (شرح ومراجعة)، كما أن المدارس لا تصلح لاستقبال مجموعات التقوية الآن، مشيرا إلى أن مراكز الدروس الخصوصية بها تجهيزات وإمكانات تساعد في تهيئة بيئة تعليمية للطالب، مثل (بروجكتر، ووسائط تعليمية، وسبورة ذكية، ومساعدين متخصصين في المادة للمراجعة والتقييم).

ويؤكد محمد المرسي، مدرس لغة عربية، أن القرار غير مدروس، وكان يجب أن يتم تدريجيا من المرحلة الابتدائية أولا، ولا يوجد تذليل للعقبات داخل المدرسة.

وتابع: «أنا موافق على المشاركة في مجموعات التقوية لكن هناك فرقا بين التلقين والتعليم، وفرق بين 45 دقيقة في المدرسة، وساعتين في الدرس الخصوصي فالكم كبير جدا لمنهج مثل 3 ثانوي، والفصول غير مجهزة، وعندما طالبنا بتوفير بعض الإمكانات التى تساعد في العملية التعليمية كمراكز الدروس الخصوصية جاء الرد: (جهز أنت الفصل بالإمكانيات اللي أنت عايزها) لا يوجد ميزانية لتلك الأمور».

ونوه وائل محمد بدوي مدرس رياضيات، بأن أوائل الثانوية العامة اعتمدوا على الدروس الخصوصية التى يصل زمنها 4 ساعات أسبوعيا بمعدل 16 ساعة في الشهر بـ100 جنيه، أما مجموعات التقوية ساعة واحدة بمعدل حصتين في الأسبوع أى 8 ساعات في الشهر بـ60 جنيها، ويتم خصم 35 % من راتب مدرس تلك المجموعات.

ومن جانبه، قال الدكتور نبوي باهي، وكيل وزارة التربية والتعليم في بورسعيد: «ليس لنا هدف من إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، غير أولادنا، حيث أصبحت المدارس خاوية من الطلاب بسبب تلك المراكز»، مشيرا إلى أنه عندما تتحدث طالبة موجهة كلامها للمحافظ (هو عايزني أروح المدرسة أحيي العلم)، فهنا نحن بحاجة ﻹعادة بناء الشخصية المصرية، مؤكدا أن وزير التربية والتعليم على اتصال دائم؛ للاطمئنان على تنفيذ التجربة وتطبيقها.

وأكد رضا الجوهري، مدير إدارة التوجيه الفني بمديرية التربية والتعليم في بورسعيد، أنه تم توفير جميع الإمكانيات بالمدارس، مشيرا إلى أن مستوى الطلاب ضعيف جدا في اللغة الإنجليزية؛ لعدم حضورهم في المدرسة، واعتمادهم على الدروس الخصوصية، فهناك حصة يوميا بالمدرسة، والمعلم مجبر التحدث باللغة معظم الوقت، وهذا لصالح الطالب، أما في مراكز الدروس الخصوصية التركيز يكون على (الجرامر) وبيعلم الطالب (إزاي يجيب درجات ولا يتعلم لغة).

كانت بورسعيد أغلقت مراكز الدروس الخصوصية على مستوى المحافظة، وصدرت تعليمات مشددة للمدرسين المخالفين للقرار بعدم فتح المراكز من جديد، وذلك بناء على القرار رقم (460) الصادر بتاريخ 2016/7/26.

الجدير بالذكر أن محافظ بورسعيد، اللواء عادل الغضبان، أكد أنه لا رجوع في القرار، وأقسم بالتصدى للدروس الخصوصية مهما حدث، موضحا أنه لن يسمح باستغلال بعض المدرسين للأهالي وتخريب مستقبل الطلبة.