رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"استغاثة مواطن": حبسوا شقيقى وأبنائه ظلما لرفضه التنازل عن أرضه

تعبيرية
تعبيرية

يقول المثل "الأرض عرض" لكن قليلين هم من يطبقون هذا المثل على الواقع، فلم يكن يتخيل هذا الفلاح البسيط، أن يكون اليوم الذي تحقق فيه حلمه بشراء قطعة أرض، لزراعتها، والانفاق على أسرته منها، هو بداية الجحيم الذي حول حياته وشتت شمل أسرته، لينتهي به المطاف خلف جدران السجن، وهو لم يقترف ذنبًا سوى أنه أبى أن يفرط في حقه، ودافع عنه باستماتة.

محمود توفيق رضوان محمود المقيم بقرية درنكة محافظة أسيوط، فلاح يعمل بأجر يومي، قام بجمع مبلغ من المال هو وإخوته لشراء قطعة أرض زراعية تقدر مساحتها بـ32 قيراطا "فدان وربع"، لكنه فوجئ بإحدى السيدات تتعدى على أرضه، بحجة أنها ملكا لها، وانتقل الصراع بينهما على قطعة الأرض لساحة القضاء، بعد أن اعترضت تلك السيدة على تسجيل العقد أمام محكمة أسيوط، وقامت المحكمة بإحالة القضية الى خبراء وزارة العدل، ولكنها لم تنتظر حكم المحكمة، بل بذلت ما في وسعها للضغط عليه بشتى الطرق للتنازل عن قطعة الأرض مستغلة معارفها من ذوي النفوذ والسلطة، وجد "محمود" نفسه أمام سيل من المحاضر والقضايا الملفقة له، منها الجنائي، ومنها المدني، وتحول هذا الفلاح البسيط الذي لا يهمه إلا توفير القوت اليومي لأولاده إلى تاجر سلاح، ومعتد على أملاك الغير، ومقاوم للسلطات. 

 ويروي محمد شقيقه قائلًا: "بل الأخطر من ذلك هو قيام قوة من مركز شرطة أسيوط بالهجوم عليه في منزله، واقتياده إلى قسم الشرطة، وهناك قاموا بمساومته على ترك قطعة الأرض وتهديده بأنه فى حالة الرفض سيقومون بتلفيق قضايا له وفق زعمه، لكنه رفض، وتمسك بحقه في قطعة الأرض التي أنفق لشرائها كل ما جناه في سنوات طويلة من العمل والكفاح". 

 ويضيف "محمد" : "قامت قوات من مركز أسيوط باقتحام منزل شقيقى أكثر من مرة، لإرهاب أفراد الأسرة، بل وصل الأمر إلى استيلاء بعض المخبرين ورجال المركزعلى بعض الأشياء من شقته منها مبلغ مالي، وأكد "محمد" أنهم قدموا العديد من الشكاوي والبلاغات أكثر من مرة، ولكن تم تحويلها إلى مركز شرطة أسيوط، ولم ينظر فيها". 

وكان لأبناء "محمود" نصيب من تلك القضايا، التي تم تلفيقها لهم أيضًا، بسبب رفض والدهم التنازل عن قطعة الأرض، فيقول "محمد": "تم القبض على أحد أبناء شقيقي وهو محتجز حاليًا في المركز، أما الاثنان الآخران فقد هربا من منزلهما، وأصبحا غير قادرين على الاقتراب من المنطقة بالكامل، خوفًا من المصير المجهول الذي ينتظرهما، وقد تشردت الأسرة بالكامل، خاصة وأن "محمود" محبوس حاليًا في إحدى القضايا التي تم تلفيقها له، بينما هناك قضايا أخرى ينظر فيها حاليا، وقد استولت تلك السيدة على قطعة الأرض بالقوة، بعد أن تمكنت من تشريد الأسرة، وإبعادهم عن قطعة الأرض خلف جدران السجن".

ويستغيث "محمد" بوزير الداخلية، ووزير العدل، ورئيس الجمهورية لإنقاذهم من بطش ونفوذ تلك السيدة، والتهديدات التي يمارسها بعض رجال مركز شرطة أسيوط معهم، مطالبين بإعادة النظر في القضايا التي تم تلفيقها لأفراد الأسرة من خلال بعض رجال مركز الشرطة، ومساعدتهم على استعادة قطعة الأرض خاصة شقيقه من تلك السيدة.