رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف يؤدي التغيُّر المناخي إلى زلازل وبراكين؟

إعصار أرشيفية
إعصار أرشيفية


مع اجتياح إعصار "ماثيو" لمنطقة البحر الكاريبي، تم توجيه أصابع الاتهام إلى ظاهرة الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، والتي تعود لكثير من الأسباب البشرية والأنشطة الملوثة التي يقومون بها، ولكن الخبراء يرون أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المناخ لمجرد عاصفة واحدة، فالأمر يحتاج لدراسة موسم أعاصير بالكامل؛ للتأكد من ذلك.


وشهد عام 2013 الكثير من الأعاصير المدمرة، التي تعادل ما حدث في عام 1982، وهناك عوامل طبيعية تؤثر على مستوى نشاط الأعاصير منها: ظاهرة النينيو، وارتفاع درجات الحرارة التدريجي للمحيطات.


وأكد كيري إيمانويل، عالم الإعصار في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على أن العالم الأكثر دفئا لا يعني بالضرورة المزيد من الأعاصير، ولكنه يعني وتيرة أقوى وأكثر تدميرًا، مشيرًا إلى أن العام الماضي شهد أحر درجة حرارة للبحر على الإطلاق.


وأضاف "إيمانويل" مازال النقاش منذ عام 1980 حتى الآن يدور حول ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، وأنها المحرك الرئيسي لنشاط الأعاصير وتكثيف العاصفة. 


من جانبه، أوضح مايكل مان، عالم في الغلاف الجوي في جامعة ولاية بنسلفانيا، أنه لا تزال درجة حرارة الأطلسي ترتفع على نحو يوحي بمزيد من العواصف القوية، لافتًا إلى أن هذا لايعني ارتفاع أعداد العواصف، ولكن من المرجح أن يكون تصعيدًا في وتيرة وقوة العاصفة نفسها بحيث تكون أكثر تدميرًا، خاصة في المنطقة المدارية من العالم، بين دائرة الجدي والسرطان.


وأشار"مايكل مان" إلى أن هناك عوامل أخرى قادرة على جعل العالم أكثر خطورة بخلاف درجة حرارة الأرض، فهناك ما يسمى بـ "نظام الأرض" مثل: المحيطات، القمم الجليدية، موضحًا أن المحيطات تنتفخ نتيجة الضغط الجوي، ومن ثم تغرق في قلب العواصف القوية، والعواصف البرية المدفوعة بالرياح العاتية وتكون مدمرة على نطاق واسع. 


كما أن المناخ الأكثر دفئا يشجع على المزيد من ذوبان القمم الجليدية القطبية، وبالتالي رفع مستويات البحار وزيادة خطر الفيضانات الساحلية. 


وفي عام 2009، تم نشر بحث في مجلة الطبيعة التابعة لمعهد علوم الأرض في أكاديمية سينيكا تايبيه بالصين، يؤكد على وجود علاقة بين الأعاصير في تايوان والزلازل الصغيرة التي تقع تحت الجزيرة، وفسر حينها الباحث الصيني، لى تشيانج، هذه العلاقة بأن الضغط الجوي المنخفض الذي يميز تلك المنطقة قادر على تحريك أعماق القشرة الأرضية والإفراج عن الضغط المتراكم عليها؛ ما يولد الزلزال، وهو ما يشبه الضغط الناتج عن مصافحة اليد باليد.


وقال شمعون وودينسكي، الباحث في الولايات المتحدة جامعة ميامي، إنه في بعض أجزاء من المناطق المدارية - شملت تايوان – تحدث الزلازل الكبيرة بعد الأعاصير، وأبرزها الزلزال المدمر الذي نتج عنه وفاة أكثر من 220 ألف شخص في هايتي عام 2010. 


وعلى جزيرة في البحر الكاريبي، تسببت الأمطار الغزيرة في إشعال الحمم البركانية سوفريير هيلز، حيث استطاعت الأمطار التي وصلت كثافتها لـ10 سم مكعب من ثني قشرة تحت البركان؛ ما سمح بانفجار البركان، مثل خروج معجون الأسنان من الأنبوب.