رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"مويانك".. مدينة فقدت بحرها!

مويانك
مويانك


عند زيارتك لمدينة "مويانك"، التي تقع في شمال دولة أوزباكستان، ستلاحظ شيئًا غريبًا حيث تحيط الرمال بسفن الصيد، دون وجود بحر تتحرك فيه تلك المراكب على مساحة أكثر من 100 كم من البحر.


كانت تلك المدينة تعيش على الصيد من خلال الشاطئ الجنوبي لبحر آرال، والذي ذهب حاليًا أدراج الرياح، لتكون مدينة أشباح مهجورة بعيدة عن بقية العالم.


وكان بحر آرال يعد رابع أكبر بحيرة مالحة في العالم، ويبلغ مساحته 68 ألف كم مربع، ويمتد من كازخستان شمالا إلى أوزباكستان في الجنوب، إلا أنه في عام 1960 وإبان حكم الاتحاد السوفيتي عندما بدأ تطوير تلك المنطقة في إنتاج القطن، بدأت المياه في الانحسار، ارتفعت مستويات الملوحة بشكل كبير؛ مما أسفر عن مقتل الأسماك، ليتقلص البحر إلى أكثر من 10% من مساحته السابقة.


واعتقد الصيادون أن ذلك الانحسار مجرد أمر وقتي سرعان ما يزول ويعود كل شيء إلى طبيعته، ولكن الأمر لم يعد كما كان، وغادر أكثر من 100 ألف شخص المكان، بعد أن تحول إلى صحراء قاحلة، وتوجهوا إلى روسيا وكازخستان بحثا عن عمل.


من جانبهم، قال أهل القرية، لا يوجد شيء نفعله في القرية، وصناعة القطن تجني القليل من المكاسب، وهو ما جعل الكثير منا يهاجر، ولا يسكنها حاليًا سوى بعض رعاة الماشية، وعمال القطن والمسنين.


ويواجه المقيمون في تلك المدينة مشاكل صحية محتملة، مع وجود المبيدات السامة والأسمدة المستخدمة في إنتاج القطن، والكثير من التلوث الشديد في قاع البحر؛ ما يؤدي إلى إصابتهم بالكثير من الأمراض المزمنة مثل: السرطان، والعيوب الخلقية، وأمراض الجهاز التنفسي، والاضطرابات المناعية، حيث إن الإصابة بسرطان المريء أعلى 25 مرة من المتوسط العالمي.


كما أن تلك المنطقة يوجد بها أعلى درجة حرارة في الصيف تصل إلى 50 درجة مئوية، بالإضافة إلى شتاء قارص يصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، ورغم تلك الأجواء المآساوية إلا أن هناك الكثير من ملامح الأمل في الأفق، حيث حصلت كازاخستان على مساعدة من البنك الدولي، وبدأت في عام 2003 مشروعًا لإعادة المياه للجزء الشمالي من البحيرة، لعودة الوضع كما كان.