رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

التجربة المغربية في الانتخابات ترد اعتبار التيار الإسلامي

بن كيران - أرشيفية
بن كيران - أرشيفية

فوز حزب «العدالة والتنمية»، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية المغربية التي جرت مؤخرا، والتي كانت – حسب الخبراء - امتحانا جديدا للإسلام السياسي في المنطقة بعد التراجع لاسيما في مصر وسوريا وليبيا واليمن، وتكليف الملك محمد السادس الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، بتشكيل الحكومة الجديدة للمرة الثانية على التوالى، حيث ينص الفصل 47 من الدستور المغربي على أن الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها، هذا الفوز أثار الكثير من علامات  الاستفهام حول تأثير هذا الفوز على تيار الإسلام السياسي في المنطقة، ومدى قدرة هذا التيار على العودة مرة أخرى لصدارة المشهد السياسي في الدول التي تراجع فيها.



ويرى مراقبون أن فوز حزب «العدالة والتنمية»، ذو التوجه الإسلامي والخلفية الإخوانية في الانتخابات المغربية للمرة الثانية، يعد دليلا جديدا على أن الشعوب العربية والإسلامية ما زالت تثق في تيار الإسلام السياسي رغم بعض الإخفاقات السياسية التي كان أغلبها مدبرًا من قوى أخرى علمانية ومدنية وعسكرية.



كما ذهب فريق أخر من الخبراء إلى أن هذا الفوز للحزب ذو التوجه الإسلامي في هذا الوقت الذي يتعرض فيه تيار الإسلام السياسي لهجمة شرسة، سواء من الداخل أو من الخارج سيكون له تداعيات على المنطقة أقلها عودة هذا التيار إلى المشهد مرة أخرى في القريب العاجل.



ويتوقع المراقبون أن تكون لهذه الانتخابات تأثيرات إيجابية على الأنظمة العربية خلال الفترة القادمة، وأنها سوف تفكر في تغيير سياساتها تجاه تيار الإسلام السياسي.



وأسفرت نتائج الانتخابات عن تصدر حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية نتائج الانتخابات بحصوله على 125 مقعدا، وحل حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا بحصوله على 102 مقعد من أصل 395 مقعدا هي إجمالي مقاعد البرلمان.



وحل حزب الاستقلال المحافظ ثالثا بـ46 مقعدا، تلاه حزب التجمع الوطني للأحرار رابعا بـ37 مقعدا، في حين جاءت الحركة الشعبية في المرتبة الخامسة بـ27 مقعدا، ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المرتبة السادسة بـ20 مقعدا، والاتحاد الدستوري في المرتبة السابعة بـ19 مقعدا .



فيما حصل حزب التقدم والاشتراكية الشيوعي على 12 مقعدا، في وقت حصلت الحركة الديمقراطية الاجتماعية على ثلاثة مقاعد، وفدرالية اليسار الديمقراطي على مقعدين، كما حصل كل من حزب الوحدة والديمقراطية وحزب اليسار الأخضر المغربي على مقعد لكل منهما.



وحسب وجهة نظر، أحمد بان، الخبير في شأن الجماعات الإسلامية، فإن حزب العدالة والتنمية المغربي ليس محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه يجب التفرقة بين تجليات الإسلام السياسي في المشرق وتجلياته في المغرب العربي.



وأضاف أن حركة «التوحيد والإصلاح» كجماعة في المغرب تختلف تماما في منطلقاتها وسياقتها وطبيعتها الدعوية والسياسية عن جماعة الإخوان المسلمين.



وأشار إلى أنهم في المغرب العربي ينظرون الى حركة «الإخوان»، باعتبارها حركة سلفية في تصوراتها عن الدولة، منوها إلى أن الحركات الإسلامية في المغرب العربي طورت فكرها السياسي بفصل السياسي عن الدعوي بشكل واضح وتطورت تجربتهم السياسية، ونجحوا في بناء تحالفات سياسية صحيحة ونجحوا في الحصول على ثقة الناخب المغربي، كما أن تجربتهم تطورت على نحو لافت، لاسيما مع خصوصية النظام السياسي المغربي باعتبار أن المملكة تقوم على ولاية أمير المؤمنين لها تجلياتها.



وأكد «بان»، أن حزب «العدالة والتنمية»، حزب سياسي غير محسوب على الإسلام السياسي، وإن كانت جذوره محافظة، لكن تجربة هذا الحزب تطورت كحزب سياسي منفصل تماما عن الكيان الدعوى الذي تمثله حركة «التوحيد والإصلاح»، مشيرا إلى أن التجربة الديمقراطية المغربية تجربة لافتة.


وعن أهم الرسائل من هذه الانتخابات، قال الخبير في الشئون الإسلامية، أهم هذه الرسائل هي أن الإسلام قادر على التصالح مع القيم الغربية، وقيم الدولة وقادر على تجسيد تجربة لافتة بعيدا عن التوظيف الضار للدين في السياسة.



ويقول الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، إن التجربة المغربية تعد فريدة من نوعها في المنطقة، فالملك هو أمير المؤمنين عند المغاربة، وغالبية الشعب المغربي متدين، مشيرا إلى أن حزب «العدالة والتنمية» يعمل في الحياة السياسية من أكثر من عقد من الزمان، وهو ملتحم بالجماهير، وبالتالي هي تجربة ناجحة وجيدة، لافتا إلى أن الشعب المغربي شعب مثقف، ويستطيع الفصل بشكل جيد بين الإدارة السياسية وبين الدين، والنظام هناك لديه وعي، والملك رجل مثقف، والمواطن المغربي لديه وعي سياسي جيد؛ لأنهم أقرب لأوروبا من أي دولة أخرى.



وأشار إلى أن فشل التيار الديني في مصر، كان بسبب استغلال الدين للوصول إلى السلطة، لكن المغاربة أكثر وعيًا، لافتًا إلى أن هناك تجربة فاشلة جدا وهي التجرية المصرية وتجربة حققت نصف نجاح في تونس وتجربة ناجحة في المغرب.