رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسوأ مواقف تعرض لها سفراء اسرائيل من المصريين

السفير الاسرائيلي
السفير الاسرائيلي

حاول عدد كبير من السفراء الإسرائيليين التوغل بين الشعب المصري بطرق مختلفة، ولكن جميعهم لاقوا معاملة جافة من قبل الشعب المصري، وتم تقييد حرية البعض منهم، ولكن ما نلاحظه في الآونة الأخيرة، هى محاولة السفراء في الاختلاط والتجول بالشوارع المصرية، بشكل غير مقبول على الإطلاق، والمشاركة في فعاليات ثقافية وفنية "بالغصب".

فوجيء الشعب المصري بتواجد السفير الإسرائيلي ديفيد جوبرين، وسط الحاضرين لمسرحية "ليلة من ألف ليلة" بطولة النجم يحيى الفخراني، وكان ذلك تزامنًا مع ذكرى انتصارات 6 أكتوبر المجيدة، وهو أمر أثار غضب عدد كبير من الشعب المصري ومدير المسرح القومي بذات نفسه، الفنان يوسف إسماعيل، الذي أكد أن السفير توجه فور وصوله إلى شباك التذاكر، وحجز بنفسه عددًا من المقاعد على نفقته الشخصية، وصلت إلى 4 مقاعد، وقام بمحاسبة عمال "كافيتريا" المسرح على ما تناوله من مشروبات دون تدخل من قبل إدارة المسرح، ولم يتم التعامل معه بأي شكل استثنائي.

وأوضح "إسماعيل" أنه لم يتم استقباله أو توجيه التحية له من قبل أي أحد من الحاضرين، ونفى صحة ما تداوله البعض بشأن الترحيب بالسفير، مشددًا بأن إدارة المسرح حرصت على تجاهله تمامًا، وفور انتهاء العرض مباشرة، حرص "إسماعيل" بنفسه على تهنئة جمهور العرض والشعب المصري بذكري انتصار أكتوبر، وهو ما تفاعل معه الجمهور بالتصفيق الشديد، مما دفع السفير إلى مغادرة المسرح بشكل سريع.

ولفت الفنان يوسف إسماعيل أن الفنانين العاملين بالعرض كانت لديهم رغبة في الاعتذار عن تقديم العرض، عندما علموا بحضور السفير الإسرائيلي، ولكن وجدوا ضرورة احترام وتقدير جمهور العرض الذي حرص على حضور المسرحية.

ومن جانبه، قال الكاتب وعضو مجلس النواب، يوسف القعيد، إن "جوبرين" هو السفير الوحيد الذي لا يتحرك بدون معرفة من الجانب المصري ووزارة الخارجية وهى مسألة مؤكدة، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يكون ذلك مفاجئا، وهذا العمل جاء وقت الاحتفال بنصر أكتوبر، وهو جاء لإطفاء فرحة احتفال المصريين بذكرى النصر.

وأضاف "القعيد" أن السفير الإسرائيلي حاول قبل ذلك الذهاب إلى البحيرة؛ لزيارة مقام أبو حصيرة، رغم صدور حكم قضائي على منع إقامة الاحتفال هناك، موضحًا أن شباب العرض المسرحي امتنعوا عن إقامة العرض بعد علمهم بوجود السفير الإسرائيلي. 

وهذا الأمر يجعلنا نتذكر سريعًا المواقف التي تعرض لها السفراء الإسرائيليين السابقين، الذين تواجدوا في مصر خلال السنوات الماضية، ولم يحظوا من الشعب المصري سوى المعاملة السيئة والكراهية والتجاهل التام، ومن كان يتعامل مع أحد هؤلاء السفراء يتم اتهامه بالتطبيع.

فمهما حاول السفراء الإسرائيليين التوغل في الشوارع المصرية، والمشاركة في حياة المصريين الثقافية والفنية، سوف يتم استقبالهم بنفور وحدة لا مثيل لها.

لذلك نستعرض لكم العديد من المواقف التي تعرض لها هؤلاء السفراء مع الشعب المصري:
حاييم كورين.. ملاك العقارات المصرية رفضوا إسكانه في بيوتهم.

في بداية العام الجاري، أُثير الرأي العام المصري بأكلمه، بعد استقبال الإعلامي والنائب السابق توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي حاييم كورين، في منزله بالدقهلية، ضمن مشاورات عن تعاون بين مصر وإسرائيل في المجالات الاقتصادية والزراعية والتعليمية، التي وصفها السفير في ذلك الوقت "بالناجحة".

وبهذا الصدد، تم إسقاط عضوية "عكاشة" من المجلس، على خلفية لقائه السفير الإسرائيلي، بعد موافقة 465 عضوًا على هذا القرار من إجمالي النواب الحاضرين وعددهم 490، ولم يلتزم الصمت "حاييم"، بعد هذه الواقعة، حيث تحدث بعد إسقاط عضوية "عكاشة"، وقال أنه يتفهم أن الاجتماع أثار جدلًا واسعًا بمصر، مؤكدًا أن السفارة ترحب بأي لقاء مع أي شخص في مصر، وأنه يقبل الرأي والرأي الآخر، من أجل توطيد العلاقات بين الشعبين المصري والإسرائيلي.

وكان هذا السفير بدأ عمله من منزله في منطقة المعادي، عندما كانت السفارة الإسرائيلية تفتقد إلى مقر رسمي، منذ أن تم إخلاؤها في أعقاب سيطرة متظاهرين غاضبين على المقر السابق قرب جامعة القاهرة في سبتمبر عام 2011، ففي الوقت التي كانت تعمل فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية للعثور على مقر دائم له بالقاهرة، رفضوا ملاك العقارات التعاقد معهم؛ خشية تضرر عقاراتهم وحصارهم أمنيًا بدعاوي حماية السفارة.

وبالعودة إلى الوراء قليلًا، سنجد أن السفير اسحق ليفانون، الذي دخل السفارة في نوفمبر 2009 وخرج منها ديسمبر 2011، كان أسوء السفراء الإسرائيليين حظًا، وأكثرهم إهانه من الشعب المصري، حيث شهد اندلاع ثورة 25 يناير، واقتحم مئات المصريين السفارة في فترة توليه، وبعثرة أوراقها في الشارع، وأفادت وزارة الصحة المصرية في ذلك الوقت بأن 235 شخصًا على الأقل جرحوا خلال المواجهات بين المتظاهرين والشرطة خلال الاقتحام، وأضطر "اسحق" مغادرة مصر هو وعائلته وأعضاء من السفارة الإسرائيلية.

وخلال فترة توليه السفارة الإسرائيلية، تعرض "ليفانون" لمحاولة طرد من مطعم شهير في منطقة المعادي يوم 22 يونيه 2010، حيث فوجئ مدير المطعم الشهير بأربعة أشخاص تبدو عليهم الملامح الأوروبية يجلسون على طاولة في المطعم وحولهم نحو ستة حراس، مما أثار انتباه جميع رواد المطعم.

وعندما استفسر مدير المطعم من أحد أفراد الحراسة عن شخصية الضيف أوضح له أنه السفير الإسرائيلي في القاهرة، فطلب من رئيس طاقم الحراسة إبلاغ السفير بأن يغادر حالاً منعاً للإحراج.

وكان بصحبة "ليفانون" زوجته وصديقتها وزوجها، وقد ثار السفير الإسرائيلي ورفض المغادرة، فأبدى العاملون والرواد استعدادهم لإلقائه بالقوة خارج المطعم، فقام "ليفانون" باستدعاء شرطة النجدة، وقبل وصول النجدة إلى المطعم، كانت قوة من المباحث قد وصلت وضغطت على مدير المطعم للعدول عن قراره تجنبًا للمشاكل.

تعرض السفير شالوم كوهين، الذي تولى منصب السفارة في الفترة بين 2005 وحتى 2009، للطرد خلال فترة عمله في العاصمة المصرية سبع مرات، أبرزها في فبراير 2008، إبان القصف الإسرائيلي لغزة، حين طرد من حفل في دار الأوبرا، بعد أن رفض مدير الدار استقباله، كما رفض جميع الفنانين المشاركين في الحفل وعلى رأسهم الفنان محمد منير الصعود إلى خشبة المسرح إلا بعد خروجه من القاعة.

وأثار هذا السفير الجدل حوله حين استقبلته الدكتورة هالة مصطفي، رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية، بمكتبها بجريدة الأهرام، ما أثار حالة من الغضب بين الصحفيين وأحيلت للتحقيق لرفض نقابة الصحفيين التطبيع مع إسرائيل.

وكانت "هالة" بررت الأمر بأن السفير الإسرائيلي كان يرغب في إقامة ندوة بالمجلة، بمشاركة مجموعة من الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين المعنيين بالشؤون السياسية والاقتصادية.

وفي واقعة لم تمر مرور الكرام، قام "شالوم" بزيارة الدكتور بطرس غالي، رئيس المجلس والأمين العام السابق للأمم المتحدة، وهي الزيارة التي واجهت انتقادات ساخنة من قبل عدد من أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، وقاد هذه الانتقادات كل من سامح عاشور نقيب المحامين وحافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان في 2008.

وقدم الدكتور بطرس غالى، اعتذاره عن هذا اللقاء، الذي أساء إلى المجلس ويخلط السياسة بحقوق الإنسان، لاسيما أنه لا يوجد في قانون المجلس القومي ما يعطى للمجلس صلاحية مقابلة سفير دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتنتهك كل يوم القانون الدولى وتضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية.

وقع السفير إيلي شاكيد، الذي تولى في الفترة بين يناير 2004 وحتى 2005، في صراعات عديدة مع الصحافة المصرية؛ لتصاعد عدوان شارون في هذا الوقت، وكالوا رؤساء تحرير الصحف المصرية نقدًا لاذعًا لـ"إيلي" عندما حاول الدفاع عن تل أبيب.

وأرسل السفير رسائل إلي رؤساء تحرير الصحف المصرية الرسمية الكبرى، أبدى فيها رأيه فيما يكتبون بخصوص إسرائيل دون أن يخلو حديثه من انتقادات غير صحيحة، ولعل أبرز مواقفه مع الصحف المصرية، هو رده علي مقال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية، الذي يشيد فيه بعملية استشهادية قامت بها الأم الفلسطينية ريم الرياشي، حيث انتقد السفير، في رسالة للصحيفة، وصف العملية بأنها استشهادية لا إرهابية، كما انتقد قيام أم فلسطينية بترك أطفالها الصغار وانتحرت، ونشرت جريدة الجمهورية رده هذا.

ولم يتوقف "شاكيد" عند هذا الحد، فقد بعث رسالة يتحدى فيها جلال دويدار، رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية، عقب فيها علي قول دويدار أن "إسرائيل هي المسئولة عن الكارثة الفلسطينية وعن مأساة الفلسطينيين"، ولكن لم يلتزم رئيس تحرير الجريدة الصمت، بل رد عليه ووصفه بأنه وقح وكذاب، وقال له: "أرجو أيها السفير أن تكون قد تبينت شجاعتي المتمثلة في نشر رسالتكم الملوثة بدماء الشهداء والأبرياء والمليئة بالوقاحة والتضليل وكذلك ردي علي ما جاء فيها بما يؤكد حرصنا علي حرية الرأي والتعبير".

وكان في نفس هذا التوقيت عملية اغتيال الشيخ ياسين، التي قلبت الشارع المصري كله، وجعلته كالبركان الغاضب، ولذلك قرر "شاكيد" بدوره العودة لتل أبيب والتقاعد على نحو مفاجئ بعد عام واحد من عمله في مصر.