رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«أفلام حرب 6 أكتوبر».. قليل من الإنتاج السينمائى.. كثير من الأخطاء والسخرية

لقطة من فيلم الرصاصة
لقطة من فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"

نقلًا عن العدد الورقي


أشهرها «الرصاصة لا تزال في جيبي» و«حتى آخر العمر»

«الشناوي»: تحتاج إلى ميزانيات ضخمة لتوفير الملابس اللازمة والآلات الحربية والديكورات الضرورية


على الرغم من مرور أكثر من 40 عامًا على حرب أكتوبر، إلا أن الإنتاج السينمائي الذي يوثق هذه الحرب قليل وهزيل جدًا، مقارنة بمكانة هذا الحدث الذي كان له تأثير كبير «عالميًا». 


الأفلام التي تناولت أحداث حرب أكتوبر كلها محفوظة ومُكررة، اعتاد الجمهور على رؤيتها سنويًا، حتى باتت مادة للسخرية بدلًا من الفخر والاعتزاز؛ خاصة وأن التشابه أو التكرار لم يكن في المشاهد والأفكار فقط؛ بل وصل إلى الأبطال أيضًا، وجاء على رأسهم الفنان الكبير محمود ياسين، حتى أصبح أشبه بـ«الماركة المسجلة» في كل أفلام الحروب، مع التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد، حسب كل فترة زمنية. 


ومن أهم الأفلام التي تناولت حرب 6 أكتوبر، «بدور»، و«الوفاء العظيم»، و«العمر لحظة»، و«الرصاصة لا تزال فى جيبى»، و«أبناء الصمت»، وفيلم «حتى آخر العمر». 


الأمر لم يقتصر عند هذا الحد؛ بل إن هذه الأفلام كلها مليئة بالعيوب والمساوئ، وتعرضت للعديد من الانتقادات؛ بدءا من ضعف جودة الصورة، والسيناريو، إلى سوء الأداء التمثيلي للأبطال، بالإضافة إلى إجماع النقاد وكبار المخرجين على أنها لم تصف دقيقة واحدة من الأحداث الحقيقية التي شهدتها الحرب، حيث اعتمدت بشكل كبير على مجرد إبراز انتصار الجيش المصري على العدو، وإهمال تفاصيل الحرب الدقيقة. 


وتعد المشاهد الرومانسية «المفرطة» من الأخطاء الأخرى التي ارتكبها أغلب صناع هذه الأعمال السينمائية، حيث يرى أبطال هذه الأعمال أن الحرب نهاية لمرحلة صعبة وقاسية في حياتهم، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة، أطلق عليها الرئيس محمد أنور السادات، بعد ذلك، «ثورة التصحيح». 


من عيوب هذه الأعمال أيضًا: التركيز على جانب واحد فقط من جوانب الحرب، وهو الجانب العسكري، الذي ظهر متمثلًا في: "آلية واستراتيجيات المعارك، ومشاهد القتل والأسلحة"، والتي جاءت هي الأخرى بعيدة عن الواقع، مليئة بالعيوب في توظيف الخدع البصرية السينمائية، وبعيدة كل البعد عن استخدام التقنيات العالية التي يجب استخدامها في توثيق مثل هذه اللحظات. 


وفي المقابل، أهمل صناع هذه الأفلام عدة جوانب أخرى، من بينها: الآثار النفسية لنتائج الحرب على المشاركين فيها، والرؤية الفلسفية للحرب؛ مثلما بالأفلام الجيدة التى تجمع بين الجانبين.  


وما يزيد الأمر سوءًا هو أن المشاريع السينمائية التي حاول بعض المخرجين الجُدد تقديمها، لم تكن هي الأخرى على المستوى المطلوب، ومنها: «53 دقيقة، وخط النار»، وبعضها دخل حيز التنفيذ ولكنه لم ير النور، وكان آخرها فيلم «أبواب الخوف»، الذي كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة، لكن المشروع لم يكتمل. 


ومن جانبه يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن حقيقة حرب أكتوبر المجيدة، أكبر بكثير من التوثيق في شريط سينما، مشيرًا الى أن البعض يظن أنه عند تقديم عمل عن حرب، فإنه لابد أن يكون فيلمًا «حربيًا»، مؤكدًا أن هذا خطأ تمامًا، وأنه من الممكن أن يكون العمل دراميًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، لكنه ينقل تفاصيل الحرب بدقة. 


وتابع أن خوف المنتجين من فشل تجربة تقديم فيلم حربي، هو سبب امتناعهم عن مجرد التفكير فيه، لأن مثل هذه الأعمال الفنية تحتاج إلى ميزانية ضخمة وأموال طائلة؛ لتوفير الملابس اللازمة والآلات الحربية والديكورات الضرورية لتصوير المشاهد. 


وأكد الناقد الفني، أن هذه الأموال لم تقتصر وقتها على الديكورات أو الأدوات اللازمة للتصوير، ولكنها شملت أيضًا أجور الممثلين، مضيفًا أن الجمهور ملّ من الأفلام المعروضة، خلال الآونة الأخيرة، في دور العرض السينمائية، والتي أصبحت مقتصرة على مشاهد العرى والتحرش والبلطجة والعنف، لافتًا إلى أن المشاهد لو وجد فيلمًا عن الحرب، بمضمون جيد وسيناريو جذاب وأداء تمثيلي رائع، سيدخل السينما خصيصًا لرؤيته، ما يحقق في النهاية نجاحًا كبيرًا للعمل.