رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أبناء النوبة يحتفلون بـ "أحمد أدريس" صاحب فكرة "الشفرة النوبية" فى حرب 73

النبأ

احتفل مجموعة من أبناء النوبة بالبطل أحمد إدريس، صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة لجيش مصر أثناء حرب أكتوبر، والتي جعلت إسرائيل لا تستطيع أن تلتقط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري. 

ولد أحمد إدريس بقرية توماس وعافية في الأربعينيات، وحصل علي الشهادة الإبتدائية الأزهرية عام 1952،
وفي عام 1954 تطوع البطل كمجند بقوات حرس الحدود. 

 وفي عام 1971 عندما تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة، كانت هناك مشاكل تجاه عملية فك الشفرات، فأمر الرئيس قياداته بإيجاد حل، في ذلك الوقت كان أحمد منتدباً مع رئيس الأركان، وسمع حديث دار بينه وبين القائد عن هذه المشكلة، فتبسم ضاحكا، وقال: "أنه أمر بسيط، فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق، ولا تكتب، ولن يستطيع أحد فك الشفرة، نظراً لخلو اللغة من الحروف الأبجدية". 

 فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد إدريس، وكانت هذه نقطة البداية، حيث نالت فكرته إعجاب وموافقة قائده، وتم إصدار أمر بإحضاره، عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري.

تم وضع قيود في يده حتي لايشك أحد في أمره، وانتظر الرئيس السادات بمكتبه حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة،  فقال له الرئيس: "فكرتك ممتازة، لكن كيف ننفذها ؟"، فقل أحمد أدريس للرئيس السادات: "لابد من الاستعانة بجنود يتحدثون النوبية، وهؤلاء موجودون في النوبة، وعليه أن يستعين بأبناء النوبة، وهم متوفرون بقوات حرس الحدود، فابتسم السادات قائلاً: "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود، وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح".

وبعد عودة إدريس إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين، والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973".

وطلب منه السادات بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحداً، استمرت هذه الشفرة متداولة حتى عام 1994، وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

فكلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار.