رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دور "الشعرواى" وعبد الحليم محمود فى حرب أكتوبر

نصر اكتوبر
نصر اكتوبر

 

يحتفل المصريون اليوم بالذكرى الـ43 لنصر أكتوبر المجيد، وتسلط وسائل الإعلام الضوء على الأبطال المحاربين الذين ضحوا بأنفسهم؛ من أجل تراب هذا الوطن، وقد لا يعرف الكثير من الأجيال الحالية دور الأزهر الشريف في تحقيق نصر أكتوبر.


ووفقًا لروايات الخبراء العسكريين الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، فإن الرئيس الراحل أنور السادات كان مهتمًا بإسهام الأزهريين في معركة السادس من أكتوبر، واستعان بهم؛ لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وكان لهم مواقف مشرفة نذكر بعضًا منها:


إفتاء علماء الأزهر عند لقائهم  بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناء الحرب بأنه من المستحب الأخذ برخصة الفطر؛ لتكون عونا لهم في الانتصار على العدو الصهيوني؛ نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم. 

 

ويذكر التاريخ أن الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل قبيل حرب أكتوبرالمجيدة، قد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرًا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر.


ولم يكتف الدكتور عبدالحليم محمود بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام، مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.


ومن المواقف المشرفة أيضا لعلماء الأزهر موقف للإمام الأكبر الراحل فضيلة الشيخ حسن مأمون، حيث كان أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر بـ6 سنوات.


في السياق ذاته، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن التاريخ العسكري  سجل  حرب السادس من أكتوبر  كأكبر مدرسة عسكرية حديثة بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما اثبتت هذه الملحمة العسكرية تقدم الفكر العسكري المصري وجسارة الجنود المصريين خير جند الأرض، ولم لا فهؤلاء الذين وصى الرسول الكريم -صلي الله عليه وسلم- بهم إذ قال: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي. فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا. فذلك الجند خير أجناد الأرض" قال أبوبكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة، وقال أيضا: "استوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا".


وكشف شومان عن دور الأزهر الكبير في نصر أكتوبر قائلا: إن علماء الأزهر لعبوا دورا معنويا كبيرا في زرع الحماسة داخل القوات المصرية، فقد استعانت القوات المسلحة – أثناء الحرب - بعلماء الأزهر أمثال: الشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ حسن مأمون والشيخ محمد الفحام، والشيخ محمد متولى الشعراوى؛ لحث الجنود على الجهاد في سبيل الله.


وانطلقت كتائب الدعاة بين الجنود لتخبرهم أن النصر لا يكون بقوة السلاح فقط، وإنما يكون بقوة الإيمان، وبالصدق مع الله تعالى، وبوضوح الهدف الذي يقاتل من أجله الإنسان، ويكون بالتوكل على الله "بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ" وأنه إن مات مات شهيدًا، وإن عاش عاش حميدًا، فكانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر).