رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بسبب القمامة .. مصر تخسر 24 مليار جنيه سنويًا

أحد أرتال القمامة
أحد أرتال القمامة - أرشيفية

مع دقات السابعة والنصف، يرتدى أحمد عبد الوهاب جاكيته البني، فوق بنطاله الأسود، ليكون بعدها بخطوات بسيطة أمام مقعد سيارته التي تحول لونها إلى الأصفر القاتم. أحمد سائق لدى إحدى شركات النظافة المُكلفة بجمع قمامة الجيزة، يقوم بجمع المخلفات، وفى أحد الأيام، كان متعجلاً، فلم يذهب لمدفن القمامة، ولكن ألقى بحمولات السيارة في مدخل أحد الشوارع، أغلقه بها.


يوميًا كعادتها، ترتدي فاطمة إبراهيم ذات الـ 7 أعوام، تنورتها الرمادية، في طريقها للمدرسة، ولكنها في ذلك اليوم، لم تذهب للمدرسة، بعد توقف حركة السير بسبب تراكم النفايات الصلبة، مغلقة الشوارع. بحسب التقديرات تُقدر أطنان القمامة بـ 70 مليون طن سنويًا، إضافة إلى قرابة 22 مليار طن تراكمات قديمة.


قالت وزارة البيئة في تقريرها السنوي، إن حجم القمامة اليومية يصل لـ 47 ألف طن، بلغ نصيب القاهرة منها 19 ألف طن يوميًا. هذه الكميات تحتوي على مواد عضوية وصلبة يمكن أن توفر لمصر نحو 9 ملايين طن سماد عضوي عن طريق إعادة تدوير القمامة، تكفي لزراعة نحو مليوني فدان، إضافة لإنتاج 3 ملايين طن ورق، ونحو 348 طن زجاج و 336 ألف طن حديد.


وعلى الرغم من صدور تقرير من مركز البحوث الجنائية والاجتماعية، أكد فيه على غنى القمامة المصرية بمكونات ضخمة، إلا أن مصر تتعثر سنويًا وتنفق نحو 24 مليار جنيه سنويًا ككلفة على التدهور البيئي.


فضلًا على ذلك، فإن قانون البيئة المصري رقم 9 لعام 2009، لم يضع تعريفا للمخلفات الصلبة، وإنما اكتفى فقط بتعريف النفايات الخطرة وإعادة تدويرها، وهذا على الرغم من نوعي المخلفات.


يذكر، أن الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، يوقع غدًا الثلاثاء على اتفاقية البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة بقيمة 10,5 ملايين يورو من أمانة الدولة السويسرية للشئون الاقتصادية.


يُخصص منها 10 ملايين يورو للبنية التحتية لإدارة المخلفات الصلبة بالتعاون مع بنك التعمير الألمانيKFW والاتحاد الأوروبي و نصف مليون يورو للدعم الفنى للمخلفات الخطرة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.