رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الشللية» تقضي على نجوم السينما بعد رحيل الكبار

الشللية في السينما
"الشللية" في السينما المصرية

سيطرت فكرة "الشللية" على صناع السينما منذ وقت طويل، واعتاد الجمهور على رؤية مجموعة من الفنانين، والمخرجين، يعملون كصحبة، في أكثر من عمل، وأصبحوا في الوسط الفني معروفين بأنهم فريق عمل منفرد.

 وبالفعل نجح هذا النوع من الأعمال السينمائية في مصر قديما، فلا يغيب عن أذهان المشاهدين الثلاثي العبقري الفنان صلاح ذو الفقار، والفنانة القديرة شادية، والمخرج الكبير فطين عبد الوهاب، والذين شكلوا سويا "شلة" راقية، وقامت على أكتافهم العديد من الأعمال الناجحة، والتي لاتزال محفورة في الوجدان  حتى وقتنا هذا.

وهناك الثنائي الرائع، فريد الأطرش، وسامية جمال، اللذان قدما مجموعة من الأعمال السينمائية الناجحة، والتي لم تنجب السينما المصرية مثلها بعد ذلك، وكان رفيق نجاحهما الفنان الكوميدي، والمبدع العبقري، عبد السلام النابلسي، الذي كانت تجمعه علاقة صداقة قوية بفريد الأطرش، وكان من أقرب الأصدقاء إليه.

وقدم الثلاثي "الأطرش، سامية، النابلسي" الكثير من الأعمال المميزة، هي "ماتقولش لحد"، و"عفريتة هانم"، و"أحبك انت"، و"تعال سلم"، و"آخر كدبة".

واستقبلت السينما في الستينيات مجموعة من الأفلام الناجحة، التي عرفت باسم "سلسلة أفلام إسماعيل ياسين"، التي حققت نجاحا كبيرا، وكان السبب وراء نجاح هذه السلسلة، إلى جانب خفة ظل "سُمعة"، الكاتب والمؤلف الفريد من نوعه أبو السعود الإبياري، الذي كون مع الفنان إسماعيل ياسين، ثنائيا أسطوريا، لم تشهد السينما المصرية له مثيلا. 

وكان هناك ارتباط فني طويل بينهما، وكتب "أبو السعود" للسينما خير أفلامها الكوميدية، كما ألف أكثر من 65 مسرحية، بالإضافة إلى تأليف كلمات اسكتش "عنبر العقلاء"، والذي كان من أبرز الأعمال الفنية التي شاهدتها السينما المصرية.

واستقبلت بعد ذلك السينما المصرية، مجموعة كبيرة من الأفلام الناجحة، التي كان السر وراءها هو تعاون الزعيم عادل إمام، مع المخرج الكبير شريف عرفة، فالمصلحة جمعت بين الثنائي، بعد تحقيقهما نجاحا هائلا من خلال هذه الأعمال، التي كان من أبرزها أفلام "اللعب مع الكبار"، و"الإرهاب والكباب"، و"المنسي".

وبعد ذلك، أصبحت فكرة "الشللية" سلاحا ذا حدين، إما أن يرفع من شأن أصحابه، أو يهوي بنجوميتهم إلى الأرض، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة، بعد انتهاء زمن الفن الجميل، فوجدنا بعض الفنانين يوظفون هذه الفكرة بشكل غير موفق، حتى أصبح الجمهور يشعر بملل شديد من تكرار تعاون المطرب الشعبي، سعد الصغير مع الراقصة دينا، والمنتج محمد السبكي. 

ولأنهم لم يسعوا لتقديم الجديد، كرههم الجمهور، ولم تعد أفلامهم تدر أرباحا على المنتج، فتخلى عنهما بسهولة، بعد أن تم "حرقهم" في السوق، ولم يعد لهم جمهور مثل سابق عهدهم، وكانت أبرز الأعمال التي قدموها سويا، فيلم "ولاد البلد"، و"شارع الهرم"، و"عش البلبل".

وفي موسم عيد الأضحى الماضي، وجدنا أن الفنان حسن الرداد، والنجمة إيمي سمير غانم والمخرج خالد الحلفاوي، يسيرون على هذا المنوال، لكن بشكل جيد إلى حد ما، فسبق وقدموا سويًا فيلم "زنقة ستات"، الذي حقق نجاحا كبيرا في السينما عندما تم عرضه في 2015، وعاد الثلاثي من جديد في موسم عيد الأضحى الماضي، بفيلم "عشان خارجين"، الذي حقق أيضا إيرادات جيدة وصلت 9 ملايين جنيه.