رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار استقالة الفتى المدلل لـ«السيسى» من رئاسة «مستقبل وطن».. تقرير

السيسي ومحمد بدران
السيسي ومحمد بدران - أرشيفية

فتحت استقالة محمد بدران، من منصب رئيس حزب «مستقبل وطن» الجدل، وأثارت علامات استفهام حول الأسباب الحقيقية التي دفعت «الفتى المدلل» للخروج من الحزب الذي أسسته «المخابرات الحربية»، وسيطر على عدد كبير من مقاعد البرلمان.

استقالة «بدران» لم تكن قرارا مفاجئا؛ حيث فكر منذ عدة أشهر في تقديم استقالته، إلا أنه تراجع عنها بعد إقناعه من أصدقائه بالحزب؛ منعا من حدوث انقسامات داخل الحزب، خوفا من انهياره.


«بدران» شكر في نص الاستقالة، قيادات وشباب الحزب على العمل والإنجاز والفعاليات، فى نشر الوعى الوطنى ومكافحة الإرهاب، موضحا أنه وجد تعارضا بين استكمال مسيرته العلمية التى بدأها منذ 9 أشهر، وبين الإدارة السياسية للحزب، ما جعله يتخذ قرار الاستقالة، مؤكدًا ثقته فى شباب وكوادر الحزب وقدرتهم على استكمال حلمهم بوعيهم الوطنى.


عقب إعلان «بدران»، استقالته، بدأت الترتيبات لتصعيد أشرف رشاد، أمين عام الحزب، ورئيس هيئته البرلمانية، لتولى رئاسة الحزب.


وكشف مصدر بحزب «مستقبل وطن»، عن الأسباب الحقيقية التى دفعت «بدران» لتقديم استقالته من رئاسة الحزب، مؤكدا أن الفتى المدلل تقدم بالاستقالة منذ فترة طويلة، نظرا لغيابه عن المشهد السياسي؛ بسبب استكمال دراسته فى الخارج.


وأكد المصدر، أن من ضمن الأسباب الأخرى، فشل بدران فى إقناع كثيرين من زملائه من التراجع عن استقالتهم اعتراضا على سياسات الحزب، لافتا إلى أن هذا جعله يشعر أنه لا يصلح أن يكون رئيسا للحزب، وهو بعيد عنه، وغير قادر على حل مشاكله، مؤكدا أن الحزب منذ فترة انقسم إلى جبهتين ما بين مؤيد لـ«محمد بدران»، و«أشرف رشاد»، نتيجة سيطرة الأخير على زمام الأمور، وارتفاع أسهمه داخل الحزب بعد الانتخابات البرلمانية، وتوليه أكثر من منصب، مقابل تراجع دور بدران واختفائه فى الفترة الأخيرة، فضلًا عن عدم دخوله مجلس النواب، ما أدى إلى حدوث انقسامات كثيرة بين الاثنين حول أسلوب الإدارة ومن يصدر من قرارات.


وأضاف المصدر، أن الانقسامات التى شهدها الحزب فى الفترة الأخيرة، كانت سببًا في خروج الشخصيات المؤثرة منه، والتى تتمتع بشعبية كبيرة فى الشارع، ما دفع «بدران» بقوة إلى تقديم استقالته، والخروج بأقل الخسائر خوفا من انهيار الحزب فيما بعد.


وأشار المصدر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت صراعا كاملا وواضحا، بين محمد بدران وأشرف رشاد، لسعى الأخير إلى حب الظهور، وأن يكون صاحب الكلمة الأولى فى الحزب، كما أنه سعى إلى تهميش مؤسسي الحزب ما أدى إلى غضبهم.


وأوضح المصدر، أن أحد المقربين نصح بدران بتقديم استقالته من الحزب لخروجه عن الهدف الذى سعى إليه، وهو تحقيق جماهيرية والحصول على تأييد شعبى كبير، مشيرا إلى أن  بدران استجاب لنصيحة صديقه وخاصة أنه لم يعد لديه أى سلطة أو قرار يعرضه على الحزب بعد سفره للخارج لاستكمال دراسته.


وأشار المصدر إلى أن من ضمن الأسباب الأخرى للاستقالة، سعى محمد بدران إلى الاستفادة من فترة تواجده بأمريكا، والتفرغ لها، موضحا أنه يتم إعداده حاليا من أجل أن يتولى منصبًا مهمًا فى الحكومة فى الفترة القادمة عقب عودته من أمريكا.


المصدر نفسه أكد أن غضبًا شديدًا داخل بعد تصعيد "رشاد" لتولى مسئولية الحزب، مشيرين إلى أن الحزب يحتاج إلى قيادة ثقيلة تخرجه من الصراعات التى يعانى منذ فترة طويلة.


وأكد المصدر، أن المؤتمر الذى عقده «مستقبل وطن» لإعلان تولى «رشاد» رئاسة الحزب، شهد إقبالًا ضعيفًا من بعض العناصر الأساسية عن تدشين الحزب، وتغيب كثيرين من الشخصيات القيادية بالحزب والمؤثرة فيه، حيث تغيب الأمين العام لشئون العمل الجماهيرى أحمد نجيب، محمد شوقى، ومحمود نواري، وهشام القاضي، وغيرهم من الشخصيات المؤيدة لـ«بدران».


فى هذا السياق، يقول عصام القاضى، عضو مجلس النواب عن حزب «مستقبل وطن»، إن تقديم محمد بدران، لاستقالته من رئاسة الحزب، كان قرارا مفاجئا، ولكنه كان متوقعا لغيابه لفترة طويلة عن الحزب، ولكن هذا القرار يعد نوعا من الاستخفاف بأعضاء البرلمان من قيادات الحزب، خاصة أن أعضاء الهيئة العليا للحزب، لم تتم مناقشتهم بشأن الاستقالة.


وأضاف «القاضى»، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن غياب بدران عن المشهد والحزب كان غريبًا، ويوجد عليه علامات استفهام كثيرة، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التى يأخذ فيها  بدران القرارات الخاصة بالحزب بشكل منفرد.


وحول تولى أشرف رشاد، رئيسا للحزب، اعترض القاضى على ذلك، موضحا أنه شخصية جيدة، ولكن في الوقت نفسه، أن رئاسة حزب مستقبل وطن يحتاج لشخصية لها مواصفات خاصة لا تتوفر فى «رشاد».


وطالب عضو مجلس النواب، الحزب بإعلان الحقائق الكاملة والكواليس الخاصة باستقالة «بدران»، وأن تكون بنوع من الوضوح والشفافية وعرضها على الجميع.


ويقول أحمد حسن، المتحدث الرسمى باسم حزب «مستقبل وطن»، إن محمد بدران خلال الـ9 أشهر الماضية، لم يكن موجودًا تمامًا، ما جعله غير متفرغ لإدارة الحزب، مضيفا أنه أراد أن يبتعد بشكل نهائى، وأن يترك قيادة الحزب لزملائه الموجودين في مصر؛ نظرا لإقدام الحزب على دخول انتخابات المحليات.


ونفى «حسن»، فى تصريح خاص لـ«النبأ»، وجود أى خلافات أو انقسامات داخل الحزب، كاشفا عن أن بدران وقع من ضمن وكلاء مؤسسى الحزب على قرار تولى «رشاد» رئاسة الحزب، ما يؤكد عدم وجود أى خلافات.


وأكد المتحدث الرسمى باسم الحزب، أن طول فترة غياب بدران لمدة أربع سنوات لن تمكنه من قيادة الحزب، موضحا أن الشخصيات التى قدمت استقالتها من الحزب كانت ستقدم على ذلك لإقبال الحزب على دخول انتخابات المحليات.


وأشار «حسن» إلى أن هذه الاستقالات لن تؤثر على مشوار الحزب، وسيظل ماضيا فى طريقه "شاء من شاء، وابى من ابى"، مؤكدا أن الحزب سيظل ثاني أكبر كتلة برلمانية وسيظل محتفظا بمكانته بين الأحزاب.


وأضاف «حسن» أن الشائعات دائما تنال من الحزب، وتؤثر عليه، مشيرا إلى أنه تم اختيار أشرف رشاد؛ لتولى رئاسة الحزب بالإجماع من قبل أعضاء الحزب، بحضور أكثر من ثلثى الهيئة البرلمانية.


وحول تغيب البعض عن حضور المؤتمر، أكد «حسن» أن المتغيبن عن المؤتمر، لم يعترضوا على تولى رشاد رئاسة الحزب، موضحا أنهم رحبوا به كرئيس للحزب، ولا توجد لديهم أى مشكلة.


وأشار المتحدث الرسمى باسم الحزب، إلى أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، أرسل برقية شكر لـ«بدران» على فترة توليه للحزب، كاشفا عن أن أبو هشيمة أعلن مواصلة مساندة الحزب ماليا، والوقوف إلى جواره فى فترة تولى أشرف رشاد رئاسة الحزب، حتى يحقق الحزب أهدافه التى أنشئ من أجلها، مشيرا إلى سعى الحزب إلى إنشاء كيان إعلامى للدفاع عنه من الشائعات التى تروج ضده.