رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر تفضيل نظام السيسى دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا.. تقرير

السيسي وترامب - أرشيفية
السيسي وترامب - أرشيفية

رغم أنه من المبكر التكهن بمن سيحسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن النظام في مصر يميل إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ويعرض عن المرشحة  الديمقراطية هيلاري كلينتون، وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين كلمة السر وراء الدعم غير المعلن من النظام المصري لترامب، رغم أنه يجهر بعداء المسلمين والعرب.


وبدا واضحًا أن النظام في مصر يميل أو يتمنى فوز ترامب بالرئاسة الأميركية خلال زيارة السيسي إلى نيويورك، وعقد لقاءين مع المرشحين، إلا أن كواليس اللقاء مع ترامب كشفت أن هناك ميلا مصريا للمرشح المتشدد ضد المسلمين.



وكما يقول المثل القديم "مفيش دخان من غير نار"، سارعت الرئاسة بنفي تلك الأنباء، وقالت إنها تتعامل مع المرشحين على قدم المساواة.



ووفقًا للخبير في الشئون الأمريكية، جورج ميخائيل، فإن تصريحات كلينتون وترامب تجاه النظام الحاكم في مصر لعبت دورا في تحديد المرشح المفضل لرئاسة أمريكا لدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ففي شهر ديسمبر 2015 قالت هيلاري كلينتون خلال مناظرة على الهواء مع منافسيها داخل الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز عن النظام الحاكم في مصر "رأينا ما حدث في مصر، لقد حذرت من سقوط سريع لمبارك، وها نحن الآن مرة أخرى مع ديكتاتورية عسكرية بشكل جوهري"، في الوقت الذي صرح فيه  الدكتور وليد فارس، المستشار العربي للمرشح الأمريكي دونالد ترامب خلال مداخلة هاتفية لاحد البرامج التليفزيونية: "إنه  تحدث مع الأخير في أمر مصر وقواتها المسلحة والرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان  موقف "ترامب" إيجابيًا جدًا تجاه النظام الحالي في مصر، مشيرًا إلى أن "ترامب" يعتقد أن جماعة الإخوان هي جماعة إرهابية وينبغي تصنيفها هكذا داخل أمريكا.



وأضاف: بالرغم من التوافق في التصريحات والمواقف بين المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية والرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن تصريحات الأول حول المسلمين أثرت على شعبيته بالشارع المصري، خاصة بعد بيانه في ديسمبر 2015  عقب  هجوم سان برناردينو الذي دعا فيه بمنع "شامل وكامل" للمسلمين من دخول أمريكا، ومراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية، وهو ما كشفه استطلاع أجراه معهد السياسة والاستراتيجية التابع لمركز هرتزليا متعدد التخصصات لرأي المواطنين في مصر والسعودية عن تدني الدعم للمرشح الجمهوري ترامب في البلدين، وفسر مدير معهد السياسة والاستراتيجية اليكس مينتز المشرف على الاستطلاع، "أن معدلات التأييد المتدنية لترامب تأتي على الأغلب نتيجة لتصريحاته التحريضية تجاه المسلمين"، لكن المستشار العربي لترامب  الدكتور وليد فارس أوضح في تصريحات صحفية له أن مرشحه لم يكن يقصد الإساءة للمسلمين مستعينا بتصريح له سابق  قال فيه  «سأمد يدى عميقا فى العالم العربى لأجد شركاء وحلفاء لنعمل سويا على مواجهة التطرف»، وأكمل  فارس "إن مشكلة ترامب أنه لم يكن يمارس السياسة من قبل فتخونه الألفاظ، وحينما قال ذلك عن المسلمين كان يقصد الإرهابيين لكنه أخطأ بدون قصد وذكر المسلمين دون تحديد".



ويظل موقف ترامب من الإخوان سببًا في تأييد الكثير له في مصر سواء من النظام الحاكم، أو المعارضين لجماعة الإخوان ومن أبرز من أعلنوا تأييدهم لترامب، الملياردير المعروف المهندس نجيب ساويرس الذي أكد أنه يدعم ترامب؛ لأن كلينتون تدعم الإخوان.



وحسب تقرير نشره موقع "بريت بارت" الأميركي، فإن الأقباط أكثر من يدعمون اللقاء الذي أجراه السيسي مع "دونالد ترامب"، خاصة أنهم أكثر من عانوا من السياسة التي كان يتبعها الإخوان وأن هناك ظلما واضحًا وقع عليهم تمثل في حرق الكنائس والاعتداء على الأقباط مما يجعلهم يتمنون أن يكون ترامب هو الرئيس المنتظر لواشنطن بدلا من كلينتون لأنه سيكون المعول القوي الذي ستستعين به مصر للوقوف في مواجهة الإخوان.



بينما ترى مجلة بوليتيكو الأمريكية، أن مغازلة ترامب للسيسي، ومنها تصريحه الذي قال فيه إنه يخطط للعمل مع السيسي على محاربة الإرهاب حال فوزه بالرئاسة، واصفا الرئيس المصري بأنه قائد يدرك ضرورة "إطفاء أيديولوجية الموت"، أحد أهم أسباب تفضيل النظام وإعلامه لترامب.



وأضافت المجلة أن "تقارب كلينتون الوطيد مع عائلة مبارك، ورد فعلها البطيء في دعم ثورة يناير عام 2011 جعل المرشحة الديمقراطية لا تحظى بشعبية بين العديد من المصريين".


ورغم التأكيد الرسمي أن النظام لا يميل لطرف على حساب الآخر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن أحمد جاد عضو لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب، قال في حوار مع موقع "بريت بارت" الأمريكي، إن 90 بالمائة من المصريين يتمنون فوز ترامب، وأضاف أن هناك قلقا من احتمالية فوز "هيلاري كلينتون" في الانتخابات حيث أن إدارة الرئيس "باراك أوباما" لم تحاول دعم الجيش في مواجهاته مع جماعة الإخوان في 30 يونيو، مشيرا إلى أن كلينتون عضو حيوي من هذه الإدارة ما يعد إشارة على أنه وفي حال فوز كلينتون في الانتخابات قد تعود السلطة من جديد في أيدي جماعة الإخوان من جديد.



ونقل الموقع ما قاله خبير العلاقات والسياسة الخارجية في مركز لندن "مايكل مورجان" حيث يعتبر أن وسائل الإعلام في مصر تعاني من أزمة تتركز في المدح المستمر في الرئيس "عبد الفتاح السيسي" وأعضاء البرلمان وبعض رجال الأعمال من أجل تحقيق مصالح بعينها.



ونقل الموقع بعض النقاط التي ذكرها "ترامب" في كلمته التي ألقاها أثناء اللقاء الذي أجراه مع السيسي حيث أعرب عن شكره وامتنانه للرئيس السيسي وللشعب المصري، مؤكدا أنه يحترم تاريخ مصر الذي وصفه بالعريق، وأنه على يقين بأن مصر ذات دور إيجابي في المنطقة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وهو ما أصبح أقوى بكثير في ظل توطيد علاقاتها مع إسرائيل على حد قوله.


وأضاف ترامب أنه يحترم الإسلام والمسلمين وأنه يعرف جيدا أن هناك متطرفين يسيئون للعقيدة الإسلامية بأفعالهم منوها إلى أن التطرف موجود في كل عقيدة وليس في الإسلام فقط.



من ناحية أخرى يرى "بريت بارت" أن لقاء السيسي مع كلينتون يعد أكثر إيجابية وأهم بكثير حيث إنه أسفر عن تعهد كلينتون بأن تشهد مصر في المستقبل استثمارات أمريكية في حال فوزها في الانتخابات علاوة على تعهدها بأن تتعاون مع السيسي لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه في سيناء مع الإشارة إلى أن أهم ما في اللقاء هو حثها ومطالبتها بضرورة الإفراج عن "أية حجازي" من أجل الحفاظ على صورة مصر خاصة في ظل الانتقادات التي توجه ضدها.



وأجرى الموقع حوارًا مع الرئيس التنفيذي لغرفة صناعة الإعلام "عمرو فتحي" لمعرفة موقفه من اللقاء الذي أجراه السيسي مع كل من "ترامب وكلينتون"، فأكد أنه وقبل أي شيء يدعم الرئيس بقوة موضحا أنه لم يحاول الاتفاق مع أي منهما على شيء وإنما كانت مجرد مباحثات.



وردا حول مدى استفادة النظام الحاكم  في مصر أكثر حال فوز هيلاري كلنتون أم ترامب برئاسة أمريكا، قال  نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق خلال حوار سابق له مع المونتيور:"إنّ النبرة الّتي يتحدّث بها ترامب عن الإسلام والمسلمين غير مقبولة وتحمل إساءة كبيرة للغير، أمّا المرشّحة الرئاسيّة هيلاري كلينتون فتختار كلماتها بدقّة، وهي "سياسيّة مخضرمة" بكلّ ما يعنيه ذلك إيجابيًّا وسلبيًّا.



وأضاف فهمي: وللأسف الشديد، تعتبر الدول العربيّة بغالبيّتها، وخصوصًا الخليجيّة، أنّ المرشّح الجمهوريّ أفضل لها من المرشّح الديموقراطيّ لارتباط الأوّل بقطاع الأعمال والبترول، ولا أتّفق مع ذلك الرأي تمامًا، وأفضّل النظر إلى مواقف المرشّحين والظروف المحيطة، لتحديد أيّهما أفضل


ويؤكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات له لـ«المونيتور»،«أن الدول العظمي مثل أمريكا، الرئيس فيها يسير وفقا لسياسات عامة تضعها مؤسسات الدولة، وبعض القوي المؤثرة في الحياة السياسية، وربما يلعب الرئيس دورًَا في تغيير الأسلوب لكن تظل السياسة ثابتة"، موضحا أن التصريحات التي يطلقها المرشحون ليست دليلًا قاطعًا حول أدائهم بعد الفوز، فمثلا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لم تكن تصريحاته أثناء ترشحه توحي بأنه سينتهج تلك السياسات المتطرفة ضد المنطقة العربية أثناء فترة رئاسته للولايات المتحدة.



وأكمل «بيومي»:«أن هيلاري كلينتون تعي قضايا المنطقة العربية ولديها خبرة واسعة في التعامل معها على عكس ترامب "المتطرف"، لكن من يتفاوض مع ترامب سواء النظام المصري الحاكم أو غيره من الأنظمة في العالم، سيستفيد من تطرفه؛ لأن مواقفه واضحة ومعلنة وشعبيته يستمدها من تطرفه.



بينما طالب الدكتور محمد فتحي، الخبير السياسي النظام، بعدم الانسياق وراء تصريحات ترامب باعتباره الأفضل لمصر، فجميع التجارب السابقة تؤكد تراجع المرشحين عن وعودهم، فقد استقبل الجميع رئاسة بوش الابن لرئاسة أمريكا بحماسة شديدة، مؤكدين أنه صديق العرب، ونفس الشيء حدث مع أوباما، ويكفي استقباله بترحاب كبير بجامعة القاهرة، وفي النهاية لم يعمل أي منهما شيئًا للدول العربية، ومصر خاصة.



ولفت إلى أن ترامب من الشخصيات الكارهة للعرب وللمسلمين، ويمثل ذروة التطرف الأمريكي غير المعلن من مؤسسات الدولة الأمريكية، ونموذجًا بشعًا لزواج المال والسلطة، موضحًا أن أداءه في السياسة أقل من المستوى، قائلًا: "لا أعتقد أنه مؤهل لقيادة أكبر دولة في العالم".



وطالب فتحي، الخارجية المصرية بضرورة الحرص في التعامل مع مثل هذه التصريحات وعدم التجاوب معها وكأنها لم تكن، خاصة وأن أحاديث ترامب تبقى مجرد تصريحات مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الممكن أن تتغير عندما ينجح.



وقال خبير العلاقات الدولية: "إن مصر دولة ذات ثقل سياسي في المنطقة وسوف تكون محور حديث مرشحي الرئاسة الأمريكية خلال الأيام القادمة، خاصة عند حديثهم عن أزمات المنطقة العربية وثورات الربيع العربي، ومن المنطقي تجنب مغازلة المرشحين لجماعات التيار السياسي الإسلامي المتواجدين في بعض الدول العربية، وعلى رأسهم مصر والسعودية".