رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ألاعيب» أشرف الشيحى لـ«دفن فضيحة» تراجع الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية

اشرف الشيحي
اشرف الشيحي



تراجع جامعات القاهرة والإسكندرية وعين شمس إلى الفئة 801+


«كامل»: باحث متخصص بجامعة طوكيو أكد أن التصنيفات بها قصور وتخضع لمعاييرها ورؤية القائمين عليها


في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الجاري، خرج الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ ليعلن أن فترة توليه وزارة التعليم العالي شهدت إنجازًا مبهرًا بدخول 7 جامعات مصرية، هي جامعات:«القاهرة والإسكندرية وجنوب الوادي وعين شمس وسوهاج وقناة السويس وجامعة المنصورة»، ضمن قائمة أفضل 980 جامعة عالمية مدرجة في تصنيف مؤسسة «التايمز» البريطانية للعام 2017.

«الشيحي» قال إن ذلك يعد مؤشرًا على التحسن في منظومة التعليم العالي بمصر، بما يصب في مصلحة الطلاب، والارتقاء بالسمعة الدولية لها.

خلال زيارة الوزير لجامعة بنها، دار حديث بينه وبين مجلس الجامعة، أشاد فيه بدخول الجامعات المصرية، وهاجم من ينتقدون "الإنجاز"، واصفًا إياهم بأنهم يريدون هدم الدولة عن طريق بث الشائعات وتشويه الإنجازات، قائلًا: «لما الجامعات تبقى بره التصنيف.. يقولوا جامعاتنا بره التصنيف ومدخلتش.. ولما تدخل يقولوا لأ دي في مراتب متأخرة».

«الشيحي»، أخفى عن الجميع حقيقة هامة، وهي أن الجامعات المصرية جاءت في «ذيل» التصنيف العالمي الذي أصدرته مؤسسة «التايمز»، بالإضافة إلى تراجعها الواضح في نفسه التصنيف بالمقارنة مع السنوات السابقة، وهو ما تكشفه معلومات المؤسسة المتاحة عبر موقعها الإليكتروني.

ويعد التصنيف واحدًا من أهم 3 تصنيفات عالمية لأفضل الجامعات، ويعتمد على معايير عدة لقياس مدى تطور التعليم والبحث العلمي والنظرة الدولية للجامعات، وفقًا للمعايير التي تعتمدها المجلة.

وحصلت الجامعات المصرية "الإسكندرية والقاهرة والسويس"، على مراكز ضمن الفئة 601:800 وهي الفئة قبل الأخيرة، ضمن فئات التصنيف، خلال عام 2015، وبعد عام بالتمام من تولي «الشيحي»، منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صدرت النسخة الجديدة من تصنيف «التايمز» لتكشف عن تراجع الجامعات المصرية "القاهرة والإسكندرية وعين شمس" إلى الفئة 801+، بينما احتفظت جامعة السويس بمكانتها خلال العام الجديد، وتقدمت جامعة سوهاج في الترتيب الجديد.

وخلال نفس الشهر تلقت الجامعات المصرية ضربة موجعة أخرى بصدور تصنيف "Q.S" البريطاني لأفضل الجامعات العالمية الذي كشف هو الآخر عن الواقع المزري للجامعات المصرية في الفترة الحالية حيث تبوأت الجامعات المصرية مراتب متأخرة في التصنيف، فحلت جامعة القاهرة في الفئة 551:600، وجامعات عين شمس والأزهر والإسكندرية في الفئة 701+، وفي الطبعة الثانية عشرة من تصنيف نفس المؤسسة والصادر في 2015 حلت جامعة القاهرة في الفئة 501: 550، جامعات عين شمس والأزهر والأسكندرية 701+، أي أن الجامعات المصرية تتراجع، وهوعكس الروايات الرسمية.

ويضم تصنيف «كيو إس» للجامعات تصنيفات على المستوى العالمي والإقليمي، وهي مستقلة ومختلفة عن بعضها البعض نظرًا لاختلاف المعايير ونقاط الثقل المستخدمة في عملها.

ويعتبر هذا التصنيف واحدًا من أكثر ثلاثة تصنيفات جامعية على مستوى العالم من حيث الأهمية والتأثير، جنبًا إلى جنب مع تصنيف «التايمز» للجامعات العالمية، والتصنيف الأكاديمي الدولي.

وفي تصنيف «كيو إس»، يتم تصنيف الجامعات وفقًا للانضباط الأكاديمي في 5 فروع هي: الآداب والعلوم الإنسانية، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الحياتية والطب، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والإدارية.

واستمرارًا لمسلسل الانتقاء المتعمد من قبل قيادات الجامعات المصرية، خرج الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة؛ ليشيد بتقدم كلية طب قصر العيني في ذات التصنيف إلى المركز 250 عالميًا، وهو ما حدث بالفعل إلا أن "نصار" تجاهل التراجع الكبير لجامعته في تصنيف «كيو إس»، رغم أنه أشاد في وقت سابق بالتصنيف الصيني للجامعات الذي يصدره معهد التعليم العالي لجامعة شنغهاي على الرغم من أن التصنيفين يعتمدان منهجية متشابهة.

ويعتمد تصنيف «شنغهاي» على الأداء فيما يتعلق بالبحوث العلمية وتصنيف من إصدار جامعة «جياو تونغ شنغهاي» الصينية ويعرف بالتصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية (Academic Ranking of World Universities ARWU )، وقد صدر أول تصنيف عام 2003م من معهد التعليم العالي بالجامعة، وكان الهدف من إصداره معرفة موقع الجامعات الصينية بين الجامعات العالمية من حيث الأداء الأكاديمي والبحث العلمي، ويستند هذا التصنيف إلى معايير موضوعية جعلته مرجعًا تتنافس الجامعات العالمية على أن تحتل موقعًا بارزًا فيه وتشير إليه كأحد أهم التصنيفات العالمية للجامعات ومؤسسات التعليم العالي.

واحتفظت جامعة القاهرة بمكانتها في هذا التصنيف في الفئة 401:500، بينما غابت الجامعات المصرية الأخرى عن هذا التصنيف.

وأكد الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان، أنه لابد من تسليط الضوء على تلك التصنيفات، ومعاييرها، موضحًا أننا يجب أن ننظر أولا إلى مجتمعنا وإسهامات جامعاتنا في حل مشكلاته وتنميته وتطويره من خلال البحث العلمي وملاءمة مؤهلات خريجينا ومناهجنا لسوق العمل، واحتياجات هذا الوطن.

وقال «كامل» إن باحثًا متخصصًا في «الساينتو متركس» بجامعة طوكيو، أشار في مقال تحليلي نقدي، إلى أن التصنيفات الموجودة حاليًا بها قصور وتخضع في بعض معاييرها لرؤية القائمين عليها، لافتًا إلى أنه ذكر أن جامعة طوكيو حصلت في عام واحد على مركزين مختلفين تماما في تصنيفين يعتمدان على معايير متشابهة.

وأضاف أن الجامعات الكبيرة في العدد قد تكون فرصتها في معيار السمعة الأكاديمية أكبر من الجامعات الأقل عددًا، وأن معيار استشهاد بالأبحاث في بعض التصنيفات كان يعتمد على الاستشهادات داخل الدولة نفسها، ليراعي الاختلافات الثقافية واللغة والبيئة والمجتمع، ولكن تم تغييره ليصبح دوليًا وبالتالي حدث تأثر لأن العلوم الإنسانية تختلف عن الهندسة والتكنولوجيا، ناصحًا أن يتم النظر لتلك التصنيفات بعين الاعتبار ولكن بدون وضعها كهدف أساسي للحكم على كفاءة الجامعات.

وأشار الأستاذ بجامعة حلوان، إلى أن تراجع الجامعات المصرية في التصنيفات العالمية، هو وضع طبيعي جدًا، نتيجة ضعف موازنة التعليم العالي والبحث العلمي بمصر، ونتيجة لخطط إستراتيجية خاطئة، وأسس لم تراع طبيعة هذا المجتمع، فضلًا عن وجود قوانين.

وأكد «كامل» أنه لا يمكن الفصل ما بين التعليم العالي، وما قبله، عند البحث في المنتج النهائي للجامعات، فضعف خريحي التعليم ما قبل الجامعي، واعتمادهم على الحفظ والتلقين، والمناهج العقيمة، يؤثر بشكل رئيسي على التعليم العالي والجامعات؛ لأن المادة الخام التي تعمل عليها الجامعات هي أصلا لم يتم إعدادها بشكل سليم، مشيرًا إلى تصنيف «التايمز» يضم 924 جامعة، والجامعات المصرية التي دخلت فيه مركزها +801، وهذا يعني أنها في أواخر هذا التصنيف.

وفي نفس السياق، قال الدكتور سمير عبد الفتاح، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن الجامعات المصرية تتراجع في التصنيفات العالمية؛ لأن الجامعات العالمية تصنف وفقًا للمعلومات والأوراق التي تقدم من داخلها والجامعات المصرية لا تستطيع أن تستخدم تلك المعايير بالصورة الأمثل لكي تتقدم في التصنيفات.

وأوضح «عبد الفتاح» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هناك بعض مؤسسات التصنيف العالمي لها أهداف؛ لأن تلك التصنيفات تصدر عن مؤسسات محددة تلعب دورًا خطيرًا في هذا الأمر.

وأكد الأستاذ بجامعة عين شمس، أن المهم في الأمر هو التصنيف العلمي، وهل الجامعات المصرية متفوقة فيه أم لا؟، مضيفًا أن الجامعات المصرية كافة، ومنها القاهرة وعين شمس وبني سويف مثلًا، متقدمة في البحث العلمي.