رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بسبب خطأ طبيب.. "عمر" عاجز عن العمل وأسرته مهددة بالتشرد

تعبيرية
تعبيرية

عمر مكرم سائق في شركة أسمنت الإسكندرية، وكان كل أمله في الحياة أن يوفر حياة كريمة لأبنائه، وأن يصل أبناؤه لأعلى المراتب العلمية، فظل يجد ويكافح في عمله من أجل تحقيق هذا الحلم، ولكن القدر كان له رأي آخر، فخطأ بسيط لطبيب أقعده في الفراش، وجعله عاجزًا عن العمل، فمنذ أكثر من عام أُصيب "عمر" في حادث سيارة، ونُقل بعدها إلى أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة العجمي، ومكث يومين في العناية المركزة، وبعد ذلك أخبره طبيب العظام بالمستشفى أن الإصابة بسيطة في ساقه اليمنى، أما اليسرى فهى مصابة بتهتُك وتحتاج لعملية، وبالفعل دخل حجرة العمليات في يوم 30 مايو2015، وتم تخديره نصفيًا.


وفوجئ "عمر" أثناء الجراحة بأن العملية يتم إجراؤها في ساقه اليمنى، وحينما سأل الطبيب عن سبب إجراء عمليته في اليمنى، فرد بأنه لا داعي للقلق، وأن كل شىء سيكون على ما يرام، ولكنه شعر بالقلق بسبب الجو المسيطر على حجرة العمليات، فالحجرة كانت مليئة بالضوضاء والفوضى وبعيدة كل البعد عن أن تكون حجرة عمليات، ثم أجرى الطبيب العملية في الساق اليُسرى، بعد أن انتهى من اليمنى، وهو لا يعرف حتى الآن لماذا أجرى جراحة بها، وهو الذي قال سابقًا إن الإصابة بها بسيطة، ولا تحتاج إلى تدخل جراحي.


بعد أن انتهى هذا الطبيب من العمليتين، فوجئ "عمر" بساقه اليُمنى تتعرض لورم يتضخم باستمرار، ولا يوقفه أي مُسكن أو أدوية واستمرت ساقه في التدهور بشكل كبير، وأصبح يصرخ في المستشفى لإيجاد من ينقذه، ثم طلب طبيب الأوعية الدموية بالمستشفى عمل أشعة تليفزيونية، وهنا تلقى "عمر" أول صدمة حيث قال لي إنه من خلال الأشعة التليفزيونية تبين أن كل شىء متوقف في ساقي اليُمنى وأن هناك احتمالا كبيرا ان يضطر لبترها، ثم طلبت منه المستشفى عمل أشعة صبغة، تمهيدًا لعملية أخرى في الساق اليمنى ليجد بعدها التدهور مستمرا، بل ويزداد، فازداد التضخم وبدأت ساقه تنزف باستمرار، وبدأت حرارته في التزايد ومكث في العناية المركزة لمدة 11 يوما خلالها لم يجد طبيب العظام الذي أجرى له العملية، وقال له طبيب التجميل بالمستشفى إنه ليس بمقدوره عمل أي شىء له سوى عملية ترقيع، وهو يحتاج لعملية تنظيف لأن جرح العملية الأولى من الداخل ملوث جدا، وعندما أصر داخل المستشفى على طلب طبيب العظام الذي أجرى له العملية جاء له، وأخبره أن العملية سليمة وأن طبيب التجميل الآن هو من يتولى الأمر، وأجرى عملية جراحية التنظيف.

وأضاف أنه خلال تواجده بالمستشفى كان ينفق على الأدوية المطلوبة حوالي  الف جنيه يوميا ومع ذلك الوضع في ساقه كان يتدهور، وخرج من المستشفى بعد أن تفشت الحالة وأُصيب بغرغرينة في ساقه، وبعدها أجرى له طبيب التجميل عدة عمليات لنزع 18 مسمارا وضعهم له طبيب العظام، وعملية ترقيع للساق ،وأكد له أحد أطباء العظام فيما بعد أن حالته لم تكن تحتاج لأي مسامير أو شرائح، وكانت تحتاج فقط "للتجبيس " وأن ساقه تعاني من التهابات شديدة، وأنه سيحاول الإبقاء على الساق من خلال عمليات أخرى لكي ننقذها من البتر، وكانت في انتظاره مفاجأة أخرى أن العملية التي قام بها طبيب العظام في ساقه اليسرى قطع فيها العصب، ومازال يجرى العمليات على أمل أن يقف على قدميه مرة أخرى.

ويؤكد "عمر" أنه أنفق كل ما يملكه على العمليات والأشعة، والأدوية وهو كان يعمل سائقًا، أي أن عمله يعتمد بشكل أساسي على الحركة، وهو الآن طريح الفراش غير قادر على العمل، وفي انتظار مستقبل مجهول، وتقدم "عمر" ببلاغ رقم 30948 لسنة 2015 جنح الدخيلة ضد هذا الطبيب، وطلب من النيابة عرضه على الطبيب الشرعي إلا أن هذا لم يحدث حتى اليوم، وطلبت النيابة من عمر الانصراف والعودة لها بعد ستة أشهر لتكون حالته قد استقرت، كما حاول المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية دعمه قانونيا برفع قضية ضد الطبيب والمستشفى وطلب المركز منذ شهور ثلاثة طلبات إستعجال لنقابة الاطباء لكتابة تقريرها حول ما حدث لمكرم، ولكن لم يخرج التقرير إلى النور حتى اليوم.